أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


ترويع الناس واغتيال راحتهم بالمفرقعات ظاهرة يفترض اجتثاثها!

بقلم : حنا ميخائيل سلامة
26-07-2014 09:42 AM
لأنَّ إطلاق المفرقعات قد أخذ بُعداً ترويعياً فاق البُعد الضوضائي الذي كان ولم يزل يغتال راحة الناس ويقضّ مضاجعهم ويبعث القلق في نفوسهم، فمن الأهمية إعطاء هذه الظاهرة السلبية بكل ما تعنيه هذه الكلمة، الاهتمام الرسمي مع اتخاذ الإجراءات العاجلة لاجتثاثها من جذورها، وليس لِفزْعة أيامٍ فحَسْب كما جرت العادة، حيث تعوَّدنا أن تستكين لفترة ثم تعود الأمور أسوأ من سابق عهدها وبطرائق مُسْتحْدَثة! واعترفُ أنْ لم يكن في نيَّتي الكتابة عن هذه الظاهرة التي أبى قلمي معاودة الكتابة فيها بعد أن كان جرى في ثلاثة مقالات كانت نُشرت على مراحل في هذه الصفحة من الرأي الغراء، لولا إصراري عليه تسطير مقالٍ رابع، عسى تنفتح الأعين هذه المرَّة وننتهي من هذه الظاهرة غير الحضارية والمُنفِّرة إلى غير عودة !
إنه لخطأ الاعتقاد أنَّ إطلاق المفرقعات ذات الأصوات المُدوِّية أو حتى ما هو أخّف منها يندرج تحت مُسمَّى الَّلعِب الصِّبيانيّ أو التَّسلِّي الشَّبابي، فالَّلعِب والتَّسلي لا يكون بإلحاق الضرر بالناس عن قصدٍ وتصميمٍ، ولا يكون بإلقاء تلك المفرقعات ذات الأصوات العالية المُخيفة على الشوارع والطرق وبين أرْجُل المُشاة والمَارَّة في الأحياء السكنية ودَخلاتها وأدراجها وخاصة غير المزودة بالإنارة، حيث ترتفع إثر ذلك صَرَخات الفَزَع والجَفَل والاستغاثة. ولا يدخل تحت مسمَّى اللّعِب والتَّسلي إلقاء المفرقعات بين السيارات على جوانب الأرصفة كما يحدث حالياً أو المصطفَّة في كراجات العمارات بما تحمل هذه الممارسة من مخاطر ليست خافية على أحد! ولا نحْسَب من باب الَّلعب أو التسلي إلقاء المفرقعات من فوق أسوار العمارات وإلى داخل باحات البيوت حيث تُسْمَع صرَخاتُ هلعٍ ورُعبٍ من السكان الآمنين!
وتستمر هذه الممارسات التي أصِّرُ هذه المرَّة على القول أنها مقصودة، حيث تستمر إلى ما بعد منتصف كل ليلة، فتنتزع سكينة الناس وراحتهم، وتسلِب النوم عن أطفالهم، وتمنع الطلبة من التركيز على دروسهم ، كما وتهزّ المرضى على أسِرَّة شفائهم سواء كانوا في بيوتهم أو في المستشفيات. فإلى متى الصمت، وإلى متى ترك تلك الفئات المستهترة تعتدي على حقوق الناس؟ وإذا كانت الحكومة قد منعت استيراد المفرقعات ومنعت استيراد الألعاب النارية الخطيرة فهل تهبط علينا من الفضاء هذه البضائع الممنوعة، أم أنها تُهرَّب بدهاء وذكاء؟ أم أنها- ولا حرج في السؤال- تُدْخَل بطريقة رسمية وتحت بنود التفافية معينة؟ ومن حقنا أن نسأل أيضاً: كيف تتوفر تلك المفرقعات في بعض أسواق تِجارة الجملة والكثير من البقالات والدكاكين ونخص بالذكر المنزوية في الأحياء السكنية، وتكون أنواع المفرقعات مركونة في زوايا المحال داخل كرتونات أو أكياس تمويهية حيث يتم بيعها لأشخاصٍ محددين ليقوموا بالتالي بتصريفها وبيعها داخل الأحياء دون الإشارة لمن زوَّدهم بها؟ .
وعلى ما سبق فمن الضرورة أن تُعيد الجهات المعنية النظر فتكشف مواقع الخلل وتضبط إجراءاتها وتراقب الأماكن التي تتعامل بتلك المواد وتُجري التفتيش بجدِّية، وليس لجولة صباحية ثم القول :كل شيء تمام التمام! ولا بُد من ربط المتاجرين بالمفرقعات بكفالاتٍ وضمانات، ذلك أن مصادرة المتوفر لا تكفي لردع أيّ شخصٍ توارى شرش الحياء عن جبينه!

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
26-07-2014 12:30 PM

تحية و شكر للأستاذ الكاتب

و آمل أن يتم الكتابة عن ظاهرة أخرى متفشية في مجتمعنا .. لعب الأولاد بالشوارع و حتى ساعات متأخرة بالليل مع الإزعاج و الصراخ .

تتكلم مع والد الأولاد أو والدتهم .. يأتيك الرد .. و أين يلعبوا ؟

هل الشوارع و الأزقة أماكن لعب للأطفال ؟

دمتم بخير

2) تعليق بواسطة :
27-07-2014 12:29 AM

الحكومة تعلن انها ممنوعة ولكن الظاهرة تزداد اين الخلل في اعتقادي ان السبب ان الجمارك في مركز وادي اليتم ووادي عربة يمررو الممنوعات اما اهمال او مقابل قبض حقاً انها ظاهرة مزعجة ومؤرقة وسببت وقوع مشاجرات وجرائم قتل ؟؟؟

3) تعليق بواسطة :
27-07-2014 01:07 AM

شكرا للكاتب لاكن من يدخل هذاه الالعاب وكيف تدخل الشعب عندنا والتجار غير واعين اهم شي عندهم الربح في امريكا في عيد الاستقلال يشتري الالعاب الاطفال ويحتفلون يها في يوم واحد وبعدها يمنع بيعها تحت طائلة القانون التجار في امريكا يبنون خيم كبيرة خارج المنطقة السكنية بعدة ايام عارضين بضائعهم وبعد عيد الاستقلال تذهب الي مستودعات خارج حدود البلدية من ناحية الامان احنا عندنا فوضي عارمة

4) تعليق بواسطة :
11-08-2014 04:12 PM

تحية تقدير للسادةالأعزاء القائمين على"كل الأردن الإخباري" وأثمن ما تلطف به الإخوة الكرام في تعليقاتهم المهمة والتي تفتح نوافذ أخرى على الظاهرة المطروحة.كما وأشكر الأستاذ زكريا على ما تفضل به من ثناء ، كما وأعِد بأن تكون الظاهرة المهمة التي تفضلت وأشرت إليها مدار مقالٍ موسعٍ في أقرب فرصة مواتية . مع محبتي.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012