أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


الإعلام المصري يعتزل الطهر ويتفرغ للعهر

بقلم : منتصر بركات الزعبي
02-08-2014 10:58 AM
أدمغةٌ أصبحتْ مستنقعًا ،غارتْ بوحلهِ عقولُ الذين استدبروا نورَ الشمسِ ،ولمْ يَرَوا إلا ظلالَ انحرافِها يسترُ عنهم الرؤيةَ السليمةَ ،ويدفعُ بهمْ إلى مجاهلِ التيهِ والضياعِ وسوءِ المصيرِ ؛يكتوي بِخَبَثِهَا بعضُ المفلسين ،من المترديةِ والنطيحةِ والموقوذةِ والمنخنقةِ وما أكلَ السبعُ ؛ويُقذَفُ ببذرةِ هذهِ الأفكارِ الميتةِ ،بعضُ الرويبضةِ لتلقيحِ الجسمِ العربِيِّ المتماثلِ إلى الشفاءِ ،بهذا المصلِ الفاسدِ ،الذي قاستْ مِنهُ أمَّتُنا الويلاتِ رَدْحًا مِنَ الزَمَانِ ،ولمْ تَجْنِ مِن شوكهِ عِنبًا ،فقدْ مَزَّقَ أوصالَها ،وتَسبَبَ في تخلُّفِهَا وأفسدَ عقولَ بعضًا مِن رجالاتِها .
كمْ مِنْ لئِيٍم مَشَى بالزورِ يَنقـلُـهُ** لا يَتقِي اللهَ لا يَخْشَى مِنَ العَـارِ
نظرةً منك لِمَا يَعرِضُه الإعلامُ المِصريُّ على وجه التحديد في هذهِ الأيامِ النحسات ،في الفضائياتِ والصحافةِ ،مِنْ فضائحَ يندى لهُ الجبينُ ،يتبينُ للمراقب ،أننا نعيش واقعا أليما ،مما نرى ونسمع من أولئك الموتورين الأقزام ،الذين يتطاولون برقابهم القصيرة وقاماتهم القميئة ورؤسِهم الفارغةِ على المقاومةِ ،التي جاءَتْ لتغسلَ عارَ هؤلاءِ وعارَ مَنْ تَعرَّى مِنَ الطغاةِ ،بمَا يُسطِّرونَه مِن أمجادٍ على أرضِ الكرامةِ غزةَ .
لا تأسَفَنَّ علَى غدرِ الزمانِ لَطالَما رَقصَتْ علَى جُثَثِ الأسودِ كلابُ
لا تحسبنَّ بِرقصِها تعلُو علَى أسيادِها فالأُسْــدُ أُسْدٌ والكلابُ كلابُ
تبقَى الأســـودُ مخيفةٌ فـي أَسرِهـا حتّى وإنْ نَبَـحَتْ عليْها كلابُ
إعلاميون ولِدوا في مصرَ ،عاشوا على أرضِها وأكلوا مِنْ خيرِها ،إنَّهم مِنْ جِلدتِنا ويتكلمونَ بألسِنتِنا ،ولكنْ عقولُهم وقلوبُهم أدمنتْ الحياةَ بينَ نتنِ الجِيَفِ وعفنِ الأقذارِ ونمتٍ أعوادُهم مائلةٍ إليهِ ؛ففقدَت الإحساسَ بالنتنِ والعفنِ ،إنَّهم خطرٌ على مصرَ والأمةِ ،لأنَّهم كفارُ بالعروبةِ والإسلامِ ،أعوانٌ للأعداءِ أتباعِ الدّجال.
وظيفتُهم أنْ يُثرثِروا في الصحفِ والفضائياتِ والمجالسِ ،وأنْ يختلِقوا الأكاذيب لِيُسقِطوا مِن بناءِ الأمة اشرف لبنةٍ وهي الصدق ،ولِيَذْهَبوا بجزءٍ مِن مهابتِهِ في النفوسِ.
إنَّ هذهِ العصابةَ العاهرةَ ،مِن حملةِ الأقلامِ الملوَّثةِ ،والأبواقِ الناعِقةِ في الفضائياتِ ،مِمَّن تُمارِسُ الدعارَة الإعلاميَّةَ ،أخطرُ على مستقبلِ مصرَ والأمةِ مِن الأعداءِ السافِرين ،فإنَّ النفاقَ والكذِبَ والتضليلَ الذي برعُوا فيهِ يخدعُ الآغرارَ بالأخذِ عنْهم .
لقدْ خُيِّلَ إلى هذهِ العصابةِ الواهِمةِ ،أنْ آنَ الأوانُ للتخلّصِ مِن الإسلاميين حملةِ الفضيلةِ ،إمَّا عَنْ فسادٍ في عقولٍهم أو فسادٍ في ضمائِرِهم ،ولكنْ أقولُ لهمْ :خسِئتمْ وخابَ فألُكم ،فالحقُّ أبلجُ والباطِلُ لجْلَجُ.
إنَّ سفكَ دمِ الواحدِ جريمةٌ تهتزُ لها الأرضُ والسماءُ ،فكيفَ بالآلافِ الذين أُزهِقتْ أرواحُهم وأُهرِقَتْ دِماؤهم وأحرِقتْ جُثثُهم بدمٍ باردٍ ؛ثمّ يقومُ الإعلامُ الداعرُ بعدَ ذلك بالترويج والتسويغِ لهذهِ الجرائمِ ،غيرِ مبالٍ ببشاعةِ الجُرْمِ إرضاءً للبيادةِ؟!
إنَّ اللهَ برئٌ مِن هؤلاءِ الجزَّارِين ومَنْ شاركَهم ولو بشطرِ كلمةٍ ،وأنَّ لعنتَه الكُبرَى لتتبعهم إلى يومِ الدينِ .
لقدْ ابتليتْ مصرُ والبلادُ العربيَّةُ بأمثالِ هؤلاء ،مِمَّنْ استهوتهُم الأمجادُ وأغراهم السلطانُ المطلقُ ،فأداروا رَحَى القتلِ والذبحِ في ميادينَ شتّى .
لقدْ تواثبَ الذئابُ مِن كلِّ ناحيةٍ في أعقابِ الانقلابِ العسكرِيِّ الدمويّ لانتهاشِ ما أمكنَ مِن جسدِ الأمّةِ المثخنِ ،ليدفعَ كلُّ فردٍ يأبَى الضيمَ ويكرهُ الدنيَّةَ ويُرخِصُ دمَه في سبيلِ شرفِهِ ثمنًا لموقفهِ.
آنَ الأوانُ لوضعِ حدٍّ لهذا المُنطقِ السافلِ ،لِنُجِلَي هذهِ العصابةَ مِن الإعلاميين عنْ الحياةِ العامَّةِ ،وأنْ نُنظِّفَ الجوَّ مِن أولئِك الداعِرين ،الذين فقدوا كلَّ شيءٍ إلا النقد الأعمى ،دونَ تمييزٍ بين الخبيثِ والطيِّبِ والنافعِ والضارِّ .

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
03-08-2014 06:39 PM

الاعلام المصري له قدرة عجيبة على التلاعب بعقول المصريين الغلابى المساكين ، لديهم القدرة اللفظية على قلب الحقائق واظهار الاسود بلون ابيض وهو اعلام مظلل والعياذ بالله ، الم يتنكر للرئيس المنتخب وينقلب عليه لالشيء الا لارضاء الرئيس التيسي الذي جاء بالانقلاب وخان سيده ، هذا هو اعلام فاسد يقف مع من غلب وليس له مبدأ ولا رادع -- الرئيس الواقف عاوز كده --

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012