أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


ما وراء الافق السياسة العربية الدولية – مصر نموذج

بقلم : الدكتور منور غياض ال ربيعات
16-08-2014 10:57 AM
لم يزل العرب غير قادرين على فهم الاستراتيجية الدولية ازاء المتغيرات الجارية حول العالم, ولم يزل العرب يلتحفون بالعباءة الامريكية بالرغم مما يجري من تحولات عميقة بين ظهرانيهم ، ومن المؤكد ان أي مراقب للأحداث يستطيع الولوج الى عالم مراكز الابحاث الغربية ليجد ضالته في توجه الدول ومصالحها بعد حرب غزة وظهور ( داعش ) في العراق والشام ومعركة (عرسال ) اللبنانية.
الا ان المصريين احفاد الفراعنة هم الاذكى على الاطلاق , فهم من استطاع التقاط الإشارة والتوجه الى المعسكر الاخر في هذا العالم . لقد ذهبوا الى روسيا ذاك الدب القطبي الرابض على حدود الوعي الاستراتيجي لمصالح الكتلة الشرقية وأيضا الدول الناشئة. فكانت زيارة السيسي الاولى الى الخارج السعودية ثم روسيا ذات دلالات وعمق استراتيجي ، ولمن يريد تحليلها فهي من ابلغ الاشارات باتجاه الغرب الامريكي .
لقد كان العرب احوج الناس لشريك استراتيجي له مكانته بين الامم غير السيد الامريكي ، وكانوا بحاجة الى صوت فاعل في مجلس الامن يملك حق الفيتو وهذا ما استطاع بشار الاسد ان يلعبه بذكاء - مع عدم تأييدنا للجرائم السورية - الا اننا نقرأ السياسة ولا نتوقف عند الحيثيات الصغيرة.
مصر اليوم هي مصر جمال عبدالناصر وهي كذلك السادات حين كانت تغازل الدول العظمى وتأخذ ما تريد , وهي مصر نصر اكتوبر على اسرائيل بالسلاح الروسي . من هنا على العرب قراءة المشهد المصري والزعامة المصرية والديمقراطية المصرية ليس لأنها رائدة العالم العربي فحسب ولكن لأنها استطاعت ان تدخل ربيعا عربيا طاحنا بحوالي الف قتيل بينما تخطى قتلى سوريا 150 الف قتيل وليبيا القذافي 100 الف قتيل والعراق 100 الف اخرى واليمن وغيرها من البلدان.
اذا علينا كعرب ان نفهم ان من يمد اسرائيل ب 250 مليون دولار لتقوية القبه الحديدية ضد صواريخ حماس لا يمكنه ان يمد العرب بصواريخ لقصف اسرائيل لو حدثت حرب عربية مجددا مع اسرائيل . فليس معقولا ان اكون صديقا وفيا لك ووفيا لعدوك في الان معا.
على العرب التفكر في حال تريليونات الدولارات العربية المستثمرة في الغرب وفي امريكا وحرمان روسيا نصيرة القضايا العربية منها, وعلينا ان نقارن بين حاجاتنا الامنية العربية وحاجات الاخرين وان لا نبقى في الحضن الامريكي الدافئ رياء ونحن بحاجة الى الطرف الاخر .
سياساتنا العربية ان الاوان ان تخرج من الطور التقليدي وان تنفتح على العالم بما يخدم تطلعات العالم العربي .
والله من وراء القصد .



التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012