أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


ماذا يعني تهجير مسيحيي العراق؟

بقلم : حمزة منصور
23-08-2014 12:46 AM
ذكرت مصادر كنسية في عمان أن 216 لاجئا عراقيا مسيحيا من أصل ألف سيصلون الأردن تباعا، وهم جزء من مئتي ألف مسيحي تم تهجيرهم من شمال العراق. ومع أن التهجير طال عراقيين من مختلف الملل والنحل، وأنه ليس وليد الساعة، فمنذ احتلال قوات الأطلسي المدعومة عربيا وإقليميا العراق تدفق المهاجرون على دول الجوار، وكان حظ الأردن منهم كبيرا، إلا أن خطورة تهجير المسيحيين تكمن في أنهم لا يسعون الى إقامة مؤقتة او دائمة في دول الجوار ومرهونة بزوال الأسباب، فوصولهم إلى الأردن محطة على طريق ركوب البحر أو الجو إلى النصف الغربي من الكرة الأرضية، ولا سيما في ظل إغراءات تقدم لهم من الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي أو أستراليا، حيث الإقامة والتأمينات الاجتماعية، والبعد عن آلة القتل والتدمير التي تفتك بالعراقيين اليوم وبكثير من أشقائهم في الأقطار العربية. وإعلام اليوم حاضر يرصد كل حركة ويبثها على مدار الساعة ، ويتفنن في عرضها وتحليلها لتحميل مسؤولية التهجير وما رافقه من عذابات للإسلام، وهو المتهم لديهم أصلا بالعنف والتطرف والإرهاب والاضطهاد الديني انطلاقا من ثقافة معادية للإسلام. وهي تهمة يبرأ الإسلام والمسلمون منها، وهذا ما يشهد به الواقع وكل منصف من غير المسلمين، فالإسلام ومعتنقوه لم يعرفوا محاكم التفتيش ولا جرائم الصرب ولا التهجير إلى سيبيريا، ولا جرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب ، فكل ذلك محرم في دين الله ومجرم لقول الله سبحانه «لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين * إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون»، ولقول النبي صلى الله عليه وسلم «من آذى ذميا فأنا خصمه يوم القيامة». وفي ضوء هذه النصوص قطعية الثبوت وقطعية الدلالة يتضح لنا أن المسيحيين العرب لم يقاتلونا في الدين، ولم يخرجونا من ديارنا، ولم يظاهروا على إخراجنا، وهم ليسوا طارئين على هذه الديار أو دخلاء عليها، بل هم جزء أصيل من أهلها، وربما كان بعضهم أسبق من المسلمين في سكنى هذه الديار. كما أنهم لم يوالوا الفرنجة حين غزو ديار الإسلام، ولا المغول حين احتلوا بلاد المسلمين وعاثوا فيها فسادا، وإلا لرحلوا معهم حين غادروا البلاد، أو على الأقل لما سمح لهم المسلمون بالبقاء بينهم، فما مبرر تهجيرهم وترويعهم والاعتداء على أنفسهم وأموالهم وذراريهم، اللهم إلا أن يكون الظلم الذي حرمه الله على عباده «يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا» وتوعد مرتكبيه بأشد العقوبات يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

* الأمين العام السابق لجبهة العمل الإسلامي
(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
23-08-2014 08:45 AM

الدولة الاسلاميه لم تهجرهم وهذا افتراء عالمي عليها . لقد اجتمع بهم قادة المجاهدين وطلبوا منهم البقاء في بيوتهم وعدم الانجرار خلف اكاذيب الدعايه والتحريض . لكنهم اختاروا الاستفاده من التعاطف العالمي الكذاب للهجره الى امريكا والدول الاوروبيه الغربيه لتحسين معيشتهم ولرغبتهم الاصليه في ذلك . وكما يقال ( حجه بحاجه )
والى المدعو حمزه منصور : ان الله يأمر بالعدل وقول الصدق فلا تنتهز الفرص لصالح حزبكم وقول الحقيقه اولى من هذه المواقف الانتهازيه الظالمه . ومن اراد ان يعرف حقيقة ماجرى في هذا لموضوع لعلم بسهوله ولكنه الحقد والنفاق يمنعهم .
حسبنا الله ونعم الوكيل .

2) تعليق بواسطة :
23-08-2014 01:34 PM

تهجير داعش للأخوه المسيحيين حلقه ضمن مسلسل يهدف الى تقسيم العراق وتقسيم سوريا على أسس طائفيه ودينيه واعطاء كردستان وضعا استقلاليا اكبر , وكما رسم التدخل الأمريكي حدود هذه الدوله عند حدود اربيل النفطيه فسوف يرسم حدودها داخل الأراضي السوريه وسوف نشهد تدخلا امريكيا "جويا" في شرق سوريا لهذا الغرض .

داعش تستخدم "كمقص" في هذه المرحله وعندما تكتمل هذه الخيوط سيتم احلال داعش بنظام عربي موالي للولايات المتحده يفصل بين ايران وحزب الله , وسيمكن هذا المسلسل اسرائيل من أخراج عرب ال 48 من الدوله اليهوديه ضمن "دول الطوائف " كما يخدم مسعى اسرائيل في وصم النضال الفلسطيني بالأرهاب .

3) تعليق بواسطة :
23-08-2014 03:56 PM

كلمات تنبض حقا وصدقا..شكرا حمزه
المسيحيون اخوتنا واهلنا..واهل البلد قبلنا..هم الغساسنه
هم انسباء رسول الله ص بزوجته ماريا القبطيه
كﻻم طيب..في وقته

4) تعليق بواسطة :
23-08-2014 10:40 PM

نعتذر

5) تعليق بواسطة :
24-08-2014 12:52 AM

.
-- سيدي ، ما تفضلت به صحيح فزواج رسول الله بالسيده ماريا القبطية ام ابراهيم و قريبه الموقس كبير الكنيسه القبطية كان لحكمه ثاقبه لكي لا يظن البعض انه يفضل تابعي كنيسه في عصره على الاخرى ،

-- فالسيده خديجه ام فاطمه الزهراء كانت قبل إسلامها مسيحييه نسطوريه خالها مطران مكه ورقه بن نوفل .. وفي زمان وسول الله كانت الكنيستين القبطية و النسطوريه الأكثر انتشارا فرسم بذلك العلاقة مع المسيحيين أيا كانت كنائسهم و هي علاقه مصاهره تفترض التعايش المشترك الدائم .. و اي علاقه اقوى من ذلك .

و للأخ الكريم علي الطهراوي الشكر على ملاحظته مع الاحترام و التقدير .
.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012