أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


أيهما أوجب الكتابة عن إيجابيات الحكومة أم عن سلبياتها؟

بقلم : ا.د. أنيس خصاونة
28-08-2014 10:33 AM
في لقاء جمعني مع وزير الاعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور محمد المومني على هامش مناسبة اجتماعية أبدى المومني ملاحظة ناقدة لما نكتب من مقالات في الصحف تتعرض الى سلبيات الحكومة وأخطائها التي لا تعد ولا تحصى متسائلا عن أسباب تركيزي أو بالأحرى اقتصار معظم ما نكتب على سلبيات الحكومة في حين أنني لا أتناول إيجابياتها . أجبت الوزير إجابة سريعة تتماشى مع قصر الوقت المتاح وعدم ملائمة طبيعة المناسبة لنقاشات مفتوحة وقد أكدنا له أنه ليس من مهمة الكاتب الصحفي التحدث عن إنجازات الحكومة ،هذا إذا كانت لها إنجازات تذكر أصلا ،فللحكومة منصاتها ومنابرها وتلفزيونها وإذاعتها وناطقها الاعلامي ومدراء العلاقات العامة والإعلام في الوزارات والدوائر المختلفة والحقيقة أنهم لا يألون جهدا وغير مقصرين في تلميع إنجازات الحكومة لا بل فإنهم 'يدبلجون ' الإخفاقات الاقتصادية والسياسية والدبلوماسية والمالية ويحولونها الى إنجازات خرافية عظيمة تماما مثل ما يجري الان من إبراز التعديلات الدستورية الأخيرة التي تمت بسرعة صاروخية أو بالستية غير مسبوقة في تاريخ تطور الدساتير في العالم.
انتقادات وزير الاعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة لما نكتب عن الحكومة أسعدتني من جانبين اثنين: أولا أن الحكومة تقرأ ما يكتب وتتابعه وهذه ظاهرة إيجابية وربما يتيمة لحكومة النسور ولناطقها الرسمي الدكتور محمد المومني .ثانيا أن مقالاتنا الناقدة توجع الحكومة وتضايقها وهذا بالتأكيد يؤكد أن ما نكتبه صحيح وحقيقي ويصيب كبد الحقيقة والهدف وإلا لما يتضايق الدكتور المومني ورئيسه الدكتور عبدالله النسور. وهنا أود أن أبين للوزير الشاب الدكتور المومني الذي يحمل شهادة الدكتوراه في فلسفة العلوم السياسية أن هناك فرقا من الناحية الاعلامية بين المقالة الصحفية والتقرير الصحفي حيث أن المقالة غالبا ما تكون ناقدة لقضية أو موقف أو مشكلة في حين أن التقرير الصحفي يتعرض للإيجابيات والسلبيات كما هي موجودة على الارض. وعليه فإن مهمة الكاتب الصحفي هي النقد وإبراز السلبيات بهدف خلق حالة من الوعي الجماهيري والرسمي لحجم وخطورة المشكلات العامة. كتاب المقالات الصحفية إذا تحولوا الى الكتابة عن منجزات الحكومة المتواضعة وتلميعها وإعادة هندستها لتبدوا إنجازات بطولية عظيمة فإنهم يتحولون الى 'سحيجة' كما يتخلون عن حياديتهم وقدسية رسالتهم الصحفية التي ينبغي أن تكون موجهة لخدمة الصالح العام وليس لخدمة الحكومة. على الوزير المومني أن يتذكر أن المعارضة السياسية وصحافتها في الغرب والشرق حيث توجد الديمقراطية الحقة تتناول سلبيات الحكومات وهفواتها وأحيانا عوراتها وهذا هو الدور الذي ينتظر من المعارضة في كشف المستور و'نبش' المشكلات التي تخفيها الحكومات لأسباب سياسية ومصلحية ومنفعية شخصية. ننصح الزميل الدكتور المومني بأن يعض بالنواجذ على التقاليد العلمية والأكاديمية التي تتخذ من قول الحقيقة ولا شيء غير الحقيقة عمادا لمهنة الأستاذ الجامعي والمحلل الأكاديمي كما ننصح معاليه بأن يكون حذرا من الإفراط في الانغماس التام في الأنفاق المظلمة والدهلزات السياسية بعجرها وبجرها لما في ذلك من تعريض وتهديد لمبدأ النزاهة والحياد التي تقوم عليها مهنة التعليم الجامعي الذي ينتمي وسيعود اليها الوزير المومني الذي نحترمه. أخيرا نتمنى على الدكتور المومني بأن يستلهم تجربة الدكتور عدنان بدران في العمل السياسي ويتخذ منه نموذجا للأكاديمي السياسي الذي حافظ على قيم مهنته وخلفيته العلمية وهو يمارس عمله من أعلى موقع في الإدارة التنفيذية للدولة الاردنية كما ننصح معالي الوزير بالابتعاد عن تجارب كثير من الأكاديميين الذين ضحوا بمجمل قيمهم المهنية والأكاديمية عند وصولهم لمواقع سياسية مرموقة مما تسبب لهم بحالة من الصدمة وفقدان الوزن عند انتهاء مهامهم السياسية وعودتهم لممارسة عملهم الاكاديمي.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
28-08-2014 11:22 AM

نعم والف نعم للكتابة عن سلبيات الحكومة

ونصف نعم للكتابة عن ايجابيات الحكومة

ولكن ,,,

كيف نكتب ؟؟

وماذا نريد من وراء ما نكتب ؟؟

ومن يُملي علينا ما نكتب ؟؟

وأخيراً ما هي حقيقة ما نكتب ؟؟

إذا أجبنا أو أجاب كُتـّابُنا عن تلك الأسئلة بجدية وواقعية فألف نعم للكتابة عن السلبيات وتلافي الكتابة عن الإيجابيات ... وليعذرني الكاتب بقولي " هي موجودة وبكثرة "

أو على الأقل حسب وجهة نظري

2) تعليق بواسطة :
28-08-2014 11:30 AM

الاوجب الكتابة عن سلبيات الحكومة لا ايجابياتها لأن الايجابيات هي الاصل والاساس والسلبيات هي الاستثناء هكذا ارى ؟؟؟

3) تعليق بواسطة :
28-08-2014 12:56 PM

في غياب احزاب معارضه فاعله وحكومة ظل تعمل لأجل الوطن لا بد ان ينبري الكتاب ممن يحملون حساً وطنياً لابراز سلبيات الحكومه بغض النظر عن رئيسها وتركيبتها لتصويبها..هم يكتبون ليساعدوا الحكومه لمعالجة الاختلالات ويجب ان يشكروا لا ان يستعدوا..وشكرا

4) تعليق بواسطة :
28-08-2014 04:33 PM

.
-- خطأ الوزير المومني هو في فهم دور الحكومة فالاسلم ان تسمى إدارة" كما في امريكا " منعا للبس في تحديد دورها .

-- الحكومة تعبير سلطوي خاطئ لفظا لأن الحكم للأمة عبر تشريعات يقرها و يراقب أداؤها ممثلوه المنتخبون .

-- الادارة التنفيذية للدولة هي قطاع خدمات يقيس المخدوم " هنا المواطن "كفاءة الادارة بعدم تقصيرها بما يتوجب عليها ان تفعله.

-- فمن يركب الطائرة ينتقد تأخر الإقلاع او تقصير كادر الشركة في خدمتة فهم مأجورون لا يشكرون على القيام بواجبهم و يحاسبون على اي تقصير .و ينطبق المثال ذاته على اي قطاع خدمات آخر .

-- متى غيرنا اسم الحكومة الى ادارة نكون قد وضحنا اكثر حدود صلاحياتها و دورها .

و للبروفسور الدكتور انيس الخصاونه الشكر على هذا المقال و ما يكتب .

.

.

5) تعليق بواسطة :
30-08-2014 01:04 AM

تمنيت ان أجد إيجابية واحدة للحكومة - نعم واحدة فقط لا أكثر وغنيّ عن الذكر أن من يقوم بواجبه فرداّ أو مؤسسة عليه أن لا يتوقع أي شكر أو تصفيق - وكما يقال وعل سبيل المثال لا للحصر فعندما أجد مكرهة صحية عند كل حاوية قمامة فأنا أعرف أنني أدفع الضرائب بدون أي وجه حق وإذا قدّر لنا يوماّ أن لا نرى هذه المكاره الصحية سنعرف أن بوصلة الحكومةربما تذهب للاتجاه الصحيح

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012