بقلم : منصور محمد هزايمه
06-09-2014 11:51 AM
بتنا في الآونة الأخيرة نشاهد الكثير من الشخصيات الإسرائيلية من مسئولين واعلاميين وعسكريين وغيرهم في فضائياتنا العربية بدرجة مثيرة للاهتمام مما يجعلنا نتساءل بموضوعية عن قيمة او فائدة هذه اللقاءات وما الذي تضيفه للمشاهد العربي وبالمقابل ما الذي يحققه الجانب الأخر من مثل هذه الاستضافات.
إذا تمثلنا حسن النية فان الإجابة على الأسئلة السابقة تتمثل بهدف سام يسعى الى اطلاع الجمهور العربي على وجهة النظر الأخرى وكيف يفكر الطرف الاخر –والمفترض هنا أنه العدو-تجاه قضايانا العربية وخلافتنا معه.
حتى وقت قريب كان ظهور أحد الإسرائيليين في وسيلة اعلام عربية يعتبر من الكبائر ويصل حد الخيانة ليس لوسيلة الاعلام فقط بل للدولة التي تنتمي اليها هذه الوسيلة.
لذلك تعتبر اليوم فرصة عظيمة يتيحها اعلامنا العربي ولا يفوتها الطرف الاخر كي يمرر وجهة النظر الخاصة به الى الجمهور العربي وهي بالتأكيد ستبرر الاحتلال وما ينتج عنه من سياسات وستدافع عن حروب القتل والدمار.
شخصيا لست ضد هذه اللقاءات من حيث المبدأ بقدر ما ارغب أن ُتدرس جيدا ونتمعن فيما قد تسفر عنه طلة الإسرائيلي في فضاءاتنا لتتحقق أولا الأهداف المستحقة للمتلقي العربي.
عندما اشاهد مسئولا إسرائيليا على تلفزيون عربي تتملكني الكثير من المشاعر والأفكار حول قيمة واهمية هذا الظهور ويكون السؤال المشروع في هذه الحالة من الطرف الأكثر استفادة من هذا اللقاء؟
من الناحية الشكلية البحتة نرى الحوار وقد تحول بين محاور عربي يريد ان يظهر ممثلا للأمة بحالها وناطقا باسمها ويريد أن يهزم الضيف فقط بالصراخ والمقاطعة المستمرة والاستفزاز غير المبرر أو المجدي بينما يظهر الطرف الاخر هادئا متماسكا يتقبل الاستفزاز ويحاول أن يكسب المشاهد اعتمادا على غوغائية وعنجهية محاوره الذي ينزع الى تحقيق مكاسب شخصية من خلال ما يظنه تفاخرا بإدارة الحوار بأسلوب التحدي.
اكاد أجزم أن الطرف الاخر يعد تماما لطلته على القنوات العربية وهو يفهم تماما عاطفية المحاور العربي لذلك يرى أنه قادم الى مواجهة من السهل أن يكسب فيها حتى ولو دافع عن احتلال وضلال.
بالمقابل اعتقد أن اعلامنا العربي لا يكاد يلقي بالا او يتأمل تماما بما قد يخلص اليه المشاهد او المتلقي من هذه اللقاءات.
من الناحية الشكلية أيضا تبدو أولى المكاسب للطرف الإسرائيلي بانه يستمع جيدا ويرد بهدوء ويمرر الكثير من الاستفزاز بينما محاوره يعتمد الصراخ والصوت العالي والمقاطعة وهنا تظهر المفارقة بالتأكيد على ديمقراطيتهم وهم المحتلون الذين يشنون الحروب مقابل عنجهيتنا وغوغائيتنا التي تجلب لنا الكثير من الضرر.
لقد بدا الناطق باسم جيش الدفاع الإسرائيلي وكأنه الضيف الأكثر حضورا بل المفضلا في العديد من وسائل الاعلام العربي يدافع عن وجهة نظر دولته بادعاء أن جيشه يدافع عن مواطنين عزل امام صواريخ القتل-حيث ما زال هذا الجيش يدعي الدفاع-وفي ظل غياب المفاهيم الصحيحة لدينا كعرب وادعائنا المقاومة القادرة على تحقيق النصر بعد كل هزيمة يكسب الإسرائيلي ويخسر الاعلام العربي مصداقيته.
وأخيرا إذا كان هناك من ادعاء بفائدة هذه اللقاءات فالمطلوب التعامل معها بموضوعية وتمعن من خلال الاعداد الجيد لها ومناقشة مسئولة بعيدة عن الامعان في السطحية والابتعاد عن محاولة كسب الناس على طريقة “الجمهور عاوز كده'.
منصور محمد هزايمة
الدوحة - قطر