أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


أخطار زيادة رواتب النواب مدى الحياة

بقلم : سلطان ابو يوسف
13-09-2014 09:34 AM
إن قضية زيادة رواتب النواب حفنةً من الفلوس ومنحهم إياها هبةً مدى الحياة ليست بالأمر الذي يستحق الوقوف عنده كثيراً بقدر حجم الأخطار التي تنتج عن فقدان العدالة الاجتماعية وما يلحقُ بها من تبعات .

لو كان هذا الأمرُ في بلدٍ ينعمُ بالرخاء الاقتصادي ،وفي ظروفٍ استثنائية غير التي تعيشها أمتنا ،ربما لا يستحق الموضوع الوقوف عنده كثيراً ،فكلنا أملا بأن يعيش نواب الأمة ووزرائها حالة من العيش الرغيد ومثلهم بقية أبناء الوطن لأن ذلك من حقوق المواطنة في الدولة الفاضلة .

ولكن وطناً تئنُ حكومته والميزانية العامة للدولة من العجز المالي ،ومثقلة خزينتها بالديون الخارجية بإقرارٍ رسمي ، وشُحٍ في الموارد، ووضعٍ أمني غير مستقرٍ في المنطقة العربية ، وتقوم الحكومة بزيادة النواب مبالغا خيالية وفي أحلك الظروف هو أمراً يستحق الوقوف عنده بل ومحاسبة كل من لم يفكر بأمن الوطن الاقتصادي والسياسي على المدى المنظور،وأعتقد أن مصلحة الوطن تُقدّم على كل مصالح الأفراد والجماعات ،في هذه الحالة.

ولا ننسى أن توقيت الزيادة جاء في أصعب الظروف الاقتصادية للوطن والمنطقة ،وخاصة أن امتنا آجلا أو عاجلا سوف تشارك في الحرب على الإرهاب ،وهذا سيشكل ضغطا على اقتصاد الوطن سواء من حيث التكلفة العسكرية للقوات المسلحة ، وإن كانت أمريكا قدّمت سلفاً 500 مليون دولار للدول التي ستشارك تحت اسم المتضررة من الحرب على سوريا ، ولكنها ستذهب للمجهود العسكري فقط هذا أن ذهبت ، ويجب أن لا ننسى أثر تلك الحرب على الاقتصاد الوطني لأن كل حربٍ يرافقها ارتفاعا في الأسعار نتيجة إغلاق كثيرا من المعابر الحدودية ،وينتج عن ذلك ارتفاعا في أسعار السلع والتي سيضطر الحكومة لتوفير الدعم لها ،وهذا لا بد ان يؤخذ بالحسبان من قبل الحكومة أو مجلس همه نفسه ورفاهيته قبل وطنه وشعبه .

الأصل في مجلس الأمة الذي اتخذ مثل هذا القرار أن يكون أكثر وعيا بصعوبة المرحلة وتداعياتها ،والأصل في نواب الوطن الذين قبلوا لأنفسهم هذه الزيادة أن لا يقبلوها ولو أتتهم على طبق من ذهب وقدمتها لهم الحكومة ،فكيف ان كانوا هم المتسولين وهم الأعلم بظروف الشعب الاقتصادية، وغلاء المعيشة وارتفاع الأسعار، وما يعانيه الشعب من فقر وبطالة ،فهل رضي هؤلاء أن يتمتعوا على حساب وطنهم وقواعدهم الانتخابية ولو ضاع الوطن والشعب دون إحساسٍ أو ضمير .

أما رسالتي لأبناء شعبنا ،إن توقيت هذه الزيادة لم يأتي مصادفة ،ولكن لنعلم أن بعد كل زيادة ثمناً سيدفعه الوطن والمواطن سواء ،وسيكون هذا الثمن قرارات سيبصم عليها النواب وثمنها مدفوعا مسبقا المال مقابل قرارات قد تمس بأمن الوطن وسيادته ،وهذا يذكرنا بالزيادات التي حصل عليها النواب والامتيازات التي منحت لهم من إعفاءات قبيل توقيع اتفاقية وادي عربه ، واليوم تأتي هذه الزيادة والهبات في الوقت الذي تعلن فيه أمريكا الحرب على الإرهاب ،فما هو الثمن الذي سيوقع عليه نوابنا بحق وطننا وشعبنا في المرحلة المقبلة .

هذه الزيادة مسّت كرامة كل أردني ، ورسّخت مفهوم الطبقية الراسخة أصلاً ، وأخطارها كبيرة على المجتمع ،فهي تؤسس لمزيدٍ من الفساد ،والاعتداء على المال العام عندما يشعر المواطن أنه محرومٌ من العدالة الاجتماعية ،ولا يرى سبيلا لتحقيق تحسين وضعه المعيشي إلا من خلال اللجوء للنهب بكل السبل المتاحة مادامت دولته لم تنصفه وتقدّر معاناته وإخلاصه لوطنه،ولم تراعي الظروف الصعبة التي يعيشها .

ولهذه الزيادة أخطارٌ كبيرة على الولاء والانتماء لهذا الوطن ،فحب الوطن والخوف عليه هو بقدر ما يقدم للجميع من خدمة عامة وعدالة اجتماعيه وعندما يرى المواطن أن وطنه لا ينتفع منه إلا فئة متنفذه فإن هذا يقتل روح الانتماء لوطنه، ويقلل من العطاء ، ويصبح الوطن لا قيمته له في عينيه لأنه ليس مستعدا أن يذود عن وطن تحكمه فئة متوارثة هي المستفيد الأول والأخير من خيراته ولو تم الاعتداء على الوطن سيقال لهم اذهبوا انتم ومناصبكم وثرواتكم واحموها ودافعوا عن الوطن الذي ورثتموه ونهبتموه .

إذا الأخطار كثيرة وكبيرة فهل ما يحصل مسيّس لسلخ حب الوطن من قلوب أهله وبالتالي التخلي عنه كي يضيع فلا من نهبوه يذودوا عنه ولا من ظلموا يضحوا لأجل الظالمين ؟

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
13-09-2014 10:57 AM

كل ماجئت به صحبح بنسبة الف بالمائة ، ادعو المواطنين الى عصيان مدني شامل مستمر الى ان يخجل نوام ونوائب الامة على انفسهم ويتراجعوا عن مطالبهم .

2) تعليق بواسطة :
13-09-2014 11:33 AM

ايها الكاتب المحترم ... شأنك شأن طبيب يعالج الملاريا بالبنادول ظنا منه بأن خفض الحرارة سيشفي المريض ...
الأردن ككل ومنه مجلس النواب او مجلس الامة كما تسميه أو السلطة التشريعية بغرفتيها من النواب والاعيان , يعاني من تخلف وعدم كفاءةمزمنه في كل مواقع السلطة , كانت تنفيذية أو تشريعية أم قضائية , كما تعاني كل المنظومات سواء كانت القانونية او الاقتصادية أو الاجتماعية من جمود وتراجع وترهل في بلد مازال االكثير فيه من القواعد القانونية تعود في تخلفها الى العهد العثماني والاقتصاد فيه طفيلي يعتمد المنخ والهبات والمساعدات ( اقتصاد شحادين ) والاجتماعية عشائرية جهوية مع نعرة وتعصب .نحن نحتاج ايها الكاتب الكريم الى ثورة شاملة وتغيير جذري , لا أن نعالج الاعراض ونترك المرض يفتك بنا ويأخذنا الى الهلاك

3) تعليق بواسطة :
13-09-2014 09:35 PM

اشكرك اخ صلاح الصريح

4) تعليق بواسطة :
13-09-2014 09:38 PM

الخ متطلع
ما تفضلت به هذا تناولته في مقالات مستقله ومنفصله وبصورة تفصيليه واتفق معك برايك
هذا المقال يخص موضوع محدد بينت فيه خطر هذه الزيادة والراتب مدى الحياة على الوطن والشعب والظروف التي تمر بها المنطقة وأثره على الاقتصاد والموازنه مستقبلا تحياتي لك

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012