أضف إلى المفضلة
الإثنين , 20 كانون الثاني/يناير 2025
الإثنين , 20 كانون الثاني/يناير 2025


أدهم غرايبة يكتب: أزهى عصور الكآبة !

بقلم : ادهم غرايبة
12-09-2014 03:16 PM

كان أسبوعا ثقيل الدم حقا , فقد تخلّلته مزحات سمجة و ثقالة دم لم نعد نحتملها .

الأسبوع الفائت إحتفلت الخيبة ببلوغها سن الرشد حينما لم يتورّع أعضاء مجلس ' الأمه ' من إقرار رواتب تقاعدية لهم طيلة الحياة , و بأرقام كبيره لا يستحقون منها شيئا , و كان من الطبيعي – و حال نواب الأمة بالحالة تلك – أن يرافق ذلك القرار التاريخي - قرار أخرا في سياق الخيبة الكبرى - بإغتيال الشهيد فراس العجلوني من كتب وزراة التربية و التعليم في الأردن، و يتم تمريره دون أن يحتد وزير التربية المحترم الذي وعدنا بإسترداد هيبة التعليم في الأردن, فكيف تستقيم هيبة دولة تغتال شهداءها من ' كايد العبيدات ' الى ' هزاع المجالي ' مرورا ب ' موفق السلطي ' و ' فراس العجلوني ' وصولا الى ' وصفي التل '
جوهر ما حدث يستكمل مسيرة الخرابين المعنوي و المادي في بلدنا , سيما أن المشهد بات مضحكا حتى البكاء و يعفي أي متعاطي من حاجته لأي جرعة لتغييب عقله بفعل تغييب الضمير الذي أصاب عموم مراكز الدولة و المجتمع بأسره تاليا .

مصيبة ما يحدث في جلسات مجلس ' الأمة ' - و خصوصا النواب - كوم , و جلسة إقراره للراتب التقاعدي كوم أخر. فمعشر أصحاب السعادة لم يفلحوا في إستعادة فلس أحمر من مليارات الدنانير التي تبخرت بفعل لهيب الفاسدين، و لو أنهم فعلوا لطالبنا بأن تكون رواتبهم ضعف ما شرّعوا لأنفسهم !

ملهاة إقرار التقاعد إياه جاءت بعد أيام قليلة على تحذيرات وزير المالية من رفع رواتب المعلمين خشية من إفلاس الدولة , و خلو ميزانيتها . و هاقد تبين أن الميزانية لا تفرغ إلا حينما يتعلق الأمر برفاه الشعب, إذا افترضنا أن زيادة المعلمين ستحقّق لهم رفاها أصلا. مع ان هناك العشرات ممن يحظون بعشرات آلاف الدنانير شهريا كرواتب فضلا عن مخصصات بمئات ملايين الدنانير لمجرد اسمائهم و ألقابهم غير الدستورية , برغم أنهم لا يشغلون اي وظائف , و لا ينفعون البلد بشيء و كل ميزتهم انهم ' أشراف ' , و كأن باقي الشعب 'ابن حرام ' !'

مصيبة ما حدث بالنسبة لي أنها تضفي مزيدا من التلّوث على سمعة مجلس النواب تحديدا و ترسم المشاركة الشعبية بأقتم الألوان ,و تغرقه أكثر في وحل الشبهات, و تعزّز صورته السلبية في فكر الناس , ما يعني أن أي إنتخابات نيابية قادمة ستؤدي نتائجها الى مزيد من الخيبات , حتى لو جرت على أفضل قانون انتخابي في العالم . فالطامح لتمثيل الشعب ما هو إلا كاذب – بنظر الناس - يسعى لمصلحته الذاتية , و يرغب بتأمين مستقبله عبر الراتب التقاعدي . و هكذا تصبح النيابة شبهة يأباها كل عزيز نفس على نفسه , فيضطر للإنكفاء , فيما لا يتوّرع غيره من الترشح دون الحاجة لأي برنامج انتخابي , و دون تحميل نفسه مشقة أي موقف او التزامات تجاه ناخبيه .

الأخطر من ذلك أن شبهات الفساد إنتقلت اليوم من الأسماء التقليدية المعروفة في السلطة التنفيذيه و توابعها الى السلطة التشريعية و الرقابية التي إنتخبها الناس، سيما أنأحد هؤلاء من ' الاعيان ' قد وقف ضد القانون ليستغل الموقف أروع إستغلال لصالحه , مع أنه و سلالته كانوا أحد أسباب الدمار الذي نعيشه اليوم ! , و بذا تنعم أسماء كبار الفاسدين بهدنة طويلة , و تريح نفسها من مدافع تُهَم الناس – حتى و إن كانت تشبه مدافع رمضان ! – ليصوّب الناس قذائفهم نحو من خرج من بينهم و يشرّع بإسمهم !

جوهر فكرة الحصول على راتب تقاعدي تستند الى أن أنك تسترد ما يقتطع من راتبك اثناء خدمتك الطويلة , و يُرد اليك في فترة أرذل العمر كي تغطي نفقات علاجك و شيخوختك حينما ينفض ابنائك من حولك و ينصرفوا لهمومهم تحت و قع الغلاء الكارثي , ما يغيظ الناس أن خدمة أربع سنوات – يمكن أن تكون أقل بحسب رغبة الملك ! – لا تستحق راتبا خياليا , سيما أن النواب و الأعيان لا يفيدون البلد بصحن حمص ! بالأخص أن هؤلاء يحظون برواتب لائقة طيلة فترة خدمتهم التي بالأساس يتغيّبون عنها أو يُسخرونها لغاياتهم الشخصية !

من غير المنطق أن يقف المعلم – مثلا - في الصف طيلة 25 عاما و يستنشق كلس الطباشير و تستنزف أعصابه أمام كل هذه الأجيال و يحظى طيلة خدمته براتب هزيل ثم يحظى لاحقا براتب تقاعدي لا يكفية لدفع فواتير الدولة , فيما الذين خَرَّجهم من وزراء و نواب ينعمون بكل هذه ' الخيرات ' التي اصبح قانونا بائسا يضمنها لهم فضلا عن ' بركة ' ايديهم !

حسنا .لنأمل أن قانون تقاعد أعضاء مجلس ' الأمة ' لن يمر , و لن يصادق عليه الملك مثلما سبق أن فعل . الحكومة تريد دغدغة أطماع هؤلاء لتمرير صفقات كتيرة مؤذية اكثر من الرواتب , كالتزود بالغاز من فلسطين المحتلة , و استحقاقات مواجهة داعش , و موجة رفع الاسعار القادمة , و الموازنة , و تستغل قانون التقاعد كطعم وهمي.

يا الهي , في الوقت الذي يشرّع النواب والأعيان لأنفسهم قانونا يمنحهم راتبا معتبرا , اتسائل ما هو الراتب التقاعدي لعائلة الشهيد المغتال فراس العجلوني الذي أستشهد لأجل عروبة فلسطين , ولأجل اردن يؤمن به وبمؤسساته و مقدراته ؟!
السؤال للمقارنة و ليس للتشبيه حتما !

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
13-09-2014 05:52 PM

أحسنت فقد وضعت أصبعك على الجرح ، لا أدري كيف يطلبون الولاء والإنتماء من شعب أذلوه واحتقروه وأهانوه ،، إنها سخرية ومهزلة المهازل ، أن يكون لنا حكومة بهذا المستوى المتدني من الوطنية وأن يكون لنا مجلس أمة عبئاً وخراباً على بلدنا ، الوضع لا يؤشر بخير وإنما هو يؤشر للفوضى وتدمير البلد وشكراً لك كاتبنا المحترم...

2) تعليق بواسطة :
13-09-2014 06:28 PM

أه أه يا استاذ أدهم لا ادري ماذا أقول بعد بليغ قولك هذا أراني عاجز عن النبس ببنت شفه ,انشغلت بتكرار قولك الثمين ولا أقدر ان أزيد ولكنني استعير القصيدة التالية من شعر حيدر محمود لعلها تحاكي ما ابدعت من قول ،،،، عفا الصّفا.. وانتفى.. يا مصطفى.. وعلتْ ظهورَ خير المطايا.. شرُّ فرسانِ
فلا تَلُمْ شعبك المقهورَ، إنْ وقعتْ عيناكَ فيه، على مليون سكرانِ!
قد حَكّموا فيه أَفّاقينَ.. ما وقفوا يوماً بإربدَ أو طافوا بشيحانِ
ولا بوادي الشّتا ناموا.. ولا شربوا من ماءِ راحوبَ.. أو هاموا بحسبان!
فأمعنوا فيه تشليحاً.. وبهدلةً ولم يقلْ أَحدٌ كاني.. ولا ماني!
ومن يقولُ؟.. وكلُّ الناطقين مَضَوْا ولم يَعُدْ في بلادي.. غيرُ خُرسانِ!
ومَنْ نُعاتبُ؟.. والسكيّنُ مِنْ دَمِنا ومن نحاسِبُ؟.. والقاضي هو الجاني!
يا شاعرَ الشَّعبِ.. صارَ الشّعبُ.. مزرعةً، لحفنةٍ من عكاريتٍ.. وزُعرانِ!
لا يخجلونَ.. وقد باعوا شواربَنا.. من أن يبيعوا اللحى، في أيّ دكّانِ!!
فليس يردعُهُمْ شيءٌ، وليس لهمْ هَمُّ.. سوى جمعِ أموالٍ، وأعوانِ!
ولا أزيدُ.. فإنّ الحالَ مائلةٌ.. وعارياتٌ من الأوراقِ، أَغصاني!
وإنّني، ثَمَّ، لا ظهرٌ، فيغضبَ لي.. وإنّني، ثَمَّ، لا صدرٌ فيلقاني!
ولا ملايين عندي.. كي تُخلّصني من العقابِ.. ولم أُدعَمْ بنسوان!
وسوف يا مصطفى أمضي لآخرتي كما أتَيْتُ: غريبَ الدّارِ، وحداني!
وسوف تنسى رُبى عمّانَ ولْدَنتي فيها.. وسوفَ تُضيع اسمي، وعُنواني!

عمّانُ!! تلك التي قد كنتُ بلبلَها يوماً!.. ولي في هواها نهرُ ألحانِ..
وربّما.. ليس في أرجائها قَمَرٌ إلاّ وأغويتُهُ يوماً، وأغواني!
وربّما.. لم يَدَعْ ثغري بها حجراً إلاّ وقبَّلَهُ تقبيلَ ولهانِ
وربَّما.. ربّما.. يا ليتَ ربّتَها.. تصحو.. فتنقذَها من شرِّ طوفانِ!
وتُطلعَ الزّعتر البريَّ، ثانيةً فيها.. وتشبك ريحاناً، بريحانِ
وتُرجعَ الخُبزَ خبزاً، والنبيذَ كما.. عهدتَه.. في زمانِ الخير «ربّاني»!
وتُرجعَ النّاس ناساً، يذهبونَ معاً.. إلى نفوسهمو.. مِنْ دونِ أضغانِ
فلا دكاكينَ.. تُلهيهم بضاعتُها.. ولا دواوينَ.. تُنسي الواحدَ الثانيَ
ولا.. مجانينَ.. لا يدرونَ أيَّ غدٍ يُخبّئُ الزَّمنُ القاسي.. لأوطاني!!

ماذا أقولُ (أبا وصفي) وقد وضعوا جمراً بكفّي.. وصخراً بين أسناني
وقرّروا أنّني – حتّى ولو نَزَلتْ بي آيةٌ في كتاب الله طلياني!!
وتلك روما.. التي أودى الحريقُ بها تُفتي بكفري.. وتُلغي «صكَّ غفراني!»
وتستبيحُ دمي.. كي لا يحاسبها يوماً.. على ما جنتْ في حقّ إخواني!
وللصّعاليك يومٌ، يرفعون بهِ.. راياتِهم.. فاحذرينا، يا يدَ الجاني!

يا «خالَ عمّارَ».. بعضي لا يُفرّطُ.. في بعضي.. ولو كلّ ما في الكلّ عاداني..
فكيفَ أُلغي تفاصيلي، وأشطبُها..؟ وكيف ينكر نبضي.. نبضَه الثاني؟!
وكيف أَفصلُني عنّي، وأُخرجُني مني.. وما ثمَّ بي إلاّيَ، يغشاني!؟
لقد توحَّدْتُ بي.. حتّى إذا التفتتْ عيني.. رأتني.. وأنَّى سرتُ.. ألقاني!

يا خالَ «عمّارَ»، هذا الزّار أتعبني وهدَّني البحثُ عن نفسي، وأضناني..
ولم أعد أستطيع الفهم.. أُحْجيةٌ وراءَ أحجيةٍ.. والليل ليلانِ!
وإنني ثَمَّ أدري، أنّ ألف يدٍ… تمتدُّ نحوي، تُريدُ «الأحمر القاني!»
فليجرِ.. علَّ نباتاً ماتَ من ظمأٍ.. يحيا بهِ، فيُعزّيني بفقداني!
وتستضيءُ به، عينٌ مُسهّدةٌ فيها – كعين بلادي – نهرُ أحزانِ
وحسبيَ الشعر.. ما لي من ألوذ بهِ سواه.. يلعنهم في كل ديوانِ..
وهو الوليُّ.. الذي يأبى الولاءُ.. له أنْ ينحني قلمي.. إلاّ.. لإيماني…

3) تعليق بواسطة :
13-09-2014 08:31 PM

لقد تبين ان معظم السرقات ونهب المال العام مغطاة بالقانون اما الاغرب من ذلك هو اقرار قوانين لنهب المال العام

4) تعليق بواسطة :
13-09-2014 10:05 PM

العزيز الغالي النشمي أدهم الغرايبة حماك الله ورعاك وسدد خطاك وبورك قلمك
السوط الذي تجلد به كل من يحاول أن يؤذي هذا الوطن قولا أو فعلا .
أنا أخشى كما غيري أن وراء هذا الفعل الدنيء من شلة نوائب الدهر شىء أخطر من المطالبة براتب فلكي مدى الحياة وخصوصا في هذا الظرف الإقتصادي الصعب الذي بشرنا فيه بعظمة لسانه رئيس حكومتنا صاحب الولاية.
هل القال والقيل والهرج والمرج الذي أثارته فعلت هؤلاء هو تغطية على انظمام الأردن لركب الحلف الأمريكي
لمقاتلة داعش وتعريض الوطن والمواطن
لأخطار جراء ذلك مثلا..؟؟ أم لنسيان
التعديلات الدستورية أم لمجرد إنتاج ملهاه يتسلى بها طفارى الوطن لأيام
قادمة ويلعنوا بها سنسفيل النواب ومجلسهم لجعلهم ممسحة زفر .
أنا على يقين من أن هؤلاء النواب
أكثرهم طماعين ولايعبي عيونهم الا التراب
لكنهم ليس بالغباء بأن يضعوا أنفسهم في هكذا ورطة وتتردد لعناتهم على كل لسان.
أخشى ما تخبئه لنا الأيام من سواد ونترحم على أيامنا هذه.

5) تعليق بواسطة :
14-09-2014 07:23 AM

استاذ طايل , لاحظت لغة غزل بالاستاذ الغرايبة منك مع انك اسأت له بعبارات غير لائقه بعد اللقاء الذي جمع ناشطين مع سيدنا قبل سنتين بمنزل المعشر ! يعني ما بصير يوم يكون الغرايبة بطل و يوم خاين . حدد موقفك !

6) تعليق بواسطة :
14-09-2014 11:01 AM

زميلي المهاجر إذا كنت مهاجر حقا أو أنك اتخذت ذلك اللقب حقيقة وينطبق عليك كونك من أصول غير أردنية وحط بك الرحال في هذا الوطن ..عموما أهلا بك أخا عزيزا
من أي جهة كنت مغتربا مثلي قدر الله أن يعيش الجزء الأكبر من حياته بعيد عن الوطن الأغلى والأحب الى قلبي أو شقيق
اعتبر الأردن وطنه الثاني.
أخي المهاجر...شهادتي في ولدي أدهم مجروحة لأنني أتمنى أن يكون أبناء الأردن
بمستوى فكر ووعي وثقافة هذا النشمى
ولو كانوا كذلك لما وصل حال الوطن
لهذا الحال البائس.
وعن الواقعة التي تتحدث عنها حفظك الله
ورعاك فيشهد الله أني لاأتذكرها ولو تكرمت أكتب لي فحواها في إجابة على تعليقي هذا لو غلبتك شوي.
وأتصور أنني لو فعلتها ربما عممت غضبي على من شارك في ذلك اللقاء ولايمكن أن أقصد أدهم بالذات فهو فوق الشبهات ولايمكن أن يشترى ببساطة ليس رخيصا
ليبيع مبادئه مقابل رشوة بمنصب أو شرهة أو جاه..هذا إذا فعلتها علما
بأني لاأعادي وغيري 90% من الأردنيين الأردنيين الأردنيين جلالة الملك والعائلة الهاشمية وعلى رأسنا تيار المتقاعدين العسكريين والشباب الحر أمثال أدهم بل عدائنا لكل من يحاول أن يقترب من الأردن
الهوية والتاريخ والكيان ويضمر له السوء .
ولعلمك أخي المهاجر أنا مغترب منذ 35 عاما وأنا في الواحد والستين من عمري
لم ألتقي بأدهم يوما رغم أني أتمنى ذلك ويشرفني وعندما أزور الأردن أقضي اجازتي بين الزرقاء والكرك وحضور مناسبات الأهل والأقارب.
تحية لك ولأدهم الشبل الذي أجل وأحترم
ولأحرار بلدي جميعا.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012