أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


المواطن الاكتروني و الغاء مجلس النواب

بقلم : عمر خطاب زكريا
16-09-2014 10:42 AM
درسنا سابقا في مناهجنا التعليميه ان الديمقراطيه هي نظام حكم يقضي بحكم الشعب لنفسه ، و علمنا ان الديمقراطيه بأسمى اشكالها نشأت في القرن الخامس قبل الميلاد في مجتمعات اليونان الصغيره . و كانت تمارس عن طريق اجتماع الناس في مكان عام لتناول قضيه معينه او موضوع معين و البت فيه.

و علمنا ايضا ان الحكم المباشر اصبح متعذرا بعد تقدم الزمن بسبب كثرة اعداد الناس و بعد المسافات ، فتحول الاجتماع من اجتماع شعبي الى اجتماع 'نواب' و ممثلين عن كل جه من الشعب .. يحمل هؤلاء الممثلون مطالب الناس من ناحيتهم و يتكلمون باسم من 'انتخبوهم' لتلبيه حاجاتهم و ايصال اصواتهم الى مجالس الحكم.

الا اني اتسائل ، و في ظل التطور التكنولوجي الهائل ، الذي اصبح يربط العالم كله ' و ليس الاردن فقط' و صار الانسان يسمع صوته من اقاصي الدنيا ، و انظمه امان المعلومات و الشبكات و غيمات التخزين و امكانيه الوصول للشبكه حتى في مجاهل الادغال و الصحاري .. الا يجعلنا ذلك نلغي فكرة التمثيل النيابي ، اذ بامكان المواطن بالتكنولوجيا بأن يدلي بصوته و رايه في اي قضيه تهم بلده دون حضوره شخصيا ، و بامكانه اقتراح تعديلات و طلب تغييرات و نقاش اصحاب القرار من المكان الذي يجلس به.

فكره كهذه سنجني ثمارها بشكل سريع على مختلف الاصعده ، اولا تخفيف مصاريف مجلس النواب التي تأكل قسم لا يستهان به من اموال دافعي الضرائب و اموال الخزينه - خصوصا مع آخر ابداع نيابي باقرار رواتب تقاعديه باهظه مدى الحياه' ، فمجلس النواب يلزمه مبنى بكميه موظفين لا يستهان بها و اجور لا تناسب التقشف المزعوم من قبل دوله رئيس الوزراء .. هذا علاوة على مصاريف السفر و السيارات و الاجتماعات و التنقل.

كما و سينعم المواطن الاردني بحريه سماع رأيه مباشره دون وسيط و سينتهي زمن 'المواطن الصامت' ذا الصوت الغير مسموع و الرأي الذي لا يصل. و ستصبح التغيرات في قوانيننا تنبع فعليا من رغبه الشعب و تنعكس مباشره عن متطلباته و طموحاته بما يرضي الجميع.

فكره كهذه ستكون اللبنه الاساسيه لمشروع 'المواطن الالكتروني' الذي سيقوم بكل احتياجاته من اوراق و وثائق و معاملات من خلال بوابه الكترونيه حكوميه يستطيع فيها النظر الى ملفه و طلب القيام باجراء معين. بدون ان يذهب و يراجع 10 دوائر في يوم واحد. فالمعلومات موحده على 'سيرفر' الحكومه.

كما و ستدفع هذه الخطوة الحركه التثقيفيه للمواطن ، فالكثير منا ما زال يخاف الانترنت و لا يحسن التعامل معه ، و ذلك لأنه ما يزال خيار و رفاهيه بنظر البعض. و لكنه حين يصبح مطلب حتى تكتمل مواطنتك سترتفع النسبه بشكل كبير ممن يتقنون السباحه في هذا الفضاء الالكتروني. فكما كانت القراءه و الكتابه 'اضافه' بالنسبه للمواطن .. اصبحنا اليوم لا نعيش بدونهما .. فلم لا تصبح 'التكنولوجيا' مطلب اساسي ؟

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012