أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


من نتائج التوجيهي إلى كنوز هرقل استفزاز الشارع الأردني!! لمصلحة من؟

بقلم : مخلد الزيودي
29-09-2014 10:54 AM
يتلقى الأردنيون كل يوم صدمة أقوى من الأخرى, تزعزع ثقتهم بالدولة ومؤسساتها الأمنية والغريب إن هذه الصدمات متتالية بحيث ما أن يلحق المواطن إعادة توازنه حتى يفاجأ بصدمة أقوى من الأولى، ويبدو أنها اقرب إلى بالونات الاختبار تقف خلفها قوى لا تعلن عن نفسها لكن أدوات التنفيذ المؤسسات الحكومية. كانت نتائج الثانوية العامة لهذا العام ضربة موجعة ومؤلمة بعدما تعود الأردنيون عبر عقود طويلة على نتائج تتطابق إلى حد ما مع توقعاتهم بالرغم من اعتراضهم الدائم على تردي التدريس في المدارس واعتراضهم على الفساد الذي طال المؤسسة التربوية ووصل ذروته بتسريب أسئلة الثانوية العامة في إحدى الدورات . تجاوز الأردنيون صدمة النتائج لتعلن وزارة التربية إقرار رسوم جديدة على امتحان الثانوية العامة. ليتزامن ذلك مع إضراب المعلمين الذي كاد أن يقود البلد إلى أزمة أمنية وسياسية لا احد يستطيع التكهن بنتائجها، فتم نزع صاعق إضراب المعلمين من خلال تطمينات لجنة التربية النيابية و وعدها بتلبية مطالبهم ومن ضمنها الحقوق المالية للمعلمين الذين قدروا الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد. لم تمضي أيام قليلة على انتظام الدراسة في المدارس، طالب نواب الأمة برفع سقف راتب التقاعد لهم وبشكل مفاجئ و متسارع، فتم إقرار ذلك عبر كافة القنوات التشريعية وكاد أن يقرّ فانتفض الأردنيون احتجاج على ذلك واستهجنوه وطالبوا بإلغائه فبادر الملك إلى نزع الصاعق. ألا يشكل ذلك استفزاز صريح وواضح للشارع الأردني الذي تعاطف مع مطالب المعلمين وطالبهم بالتراجع عن مطالبهم ولو مرحليا نتيجة الظروف الأمنية المحيطة بالأردن وحفاظا على تماسك المجتمع الأردني الذي يشكل الطلبة والمعلمين فيه نسبة عالية جدا ؟ لمصلحة من يتم العبث بأمن واستقرار البلد بهذه الطريقة؟ ونحن نسمع تهديدات داعش بأن الأردن هي الهدف القادم! وتأكيد الغرب لهذه التهديدات والإعلان عن تحالف دولي لمواجهة داعش ولا احد يتكهن متى ستنتهي الحرب. تجاوزنا ذلك، لتبدأ حملة اعتقالات في صفوف جماعة الإخوان المسلمين لإعطائهم مبرر النزول إلى الشارع، لتعلن أمانة عمان عن قرارها ترحيل سوق العبدلي الشعبي إلى منطقة رأس العين عشية عيد الأضحى وسط احتجاج وغضب تجار هذا السوق ورفضهم للترحيل!! لتبدأ أمانة عمان وبلدية الزرقاء حملة واسعة لازالت البسطات من الشارع وعشية عيد الأضحى مرة أخرى!؟ هل كل ما جرى ويجري صدفة؟ كم مضى على وجود سوق العبدلي الشعبي؟ ولماذا ألان ؟ كم مضى على انتشار البسطات وفي كل المدن الأردنية ؟ لماذا ألان؟ لماذا العبث بأرزاق الناس واستفزازهم بهذه الطريقة وفي مرحلة من أصعب المراحل التي تمر بها البلاد؟ ويستمر( مخطط) الاستفزاز فتطل علينا السفيرة الأمريكية لتعلن ووفق مصادر (أمنية) لم تحددها بأن نسبة المواطنين الأردنيين تشكل 27% فقط وبالتالي أصبحنا أقلية وفق القانون الدولي، لتثور ثائرة الأردنيين. مرة أخرى لمصلحة من يتم العبث بأمن واستقرار الأردن ونسل خيوط نسيجه الوطني بهذه الطريقة الاستفزازية!؟ وبدون مقدمات ونحن مشغولين بتصريحات السفيرة الأمريكية، تتجه أنظار الأردنيين إلى عجلون واكتشاف كنوز (هرقل) بين مصدّق ومكذّب وتضارب تصريحات المسئولين لدرجة نفي وجود شخصية في التاريخ تحمل اسم هرقل بالرغم أن الرسالة التي أرسلها الرسول محمد عليه السلام إلى إمبراطور بيزنطة بدأت (إلى هرقل عظيم الروم...)، لهذه الدرجة يتم الاستخفاف بعقول الأردنيين واستفزازهم في أصعب مرحلة من مراحل تاريخهم وتاريخ دولتهم الحديثة لا بل سعى بعض المسئولين لزج اسم الجيش العربي بهذه الحادثة بوصفها عمل عسكري امني لا يمكن الإفصاح عنه وهو يعلم أن الجيش العربي بالنسبة للأردنيين مقدّس ومنزّه وفوق الشبهات. إن ما يجري من استفزاز وبهذه الطريقة لا يمكن فهمه على انه عمل (بريء) على الإطلاق ولا يمكن أن يكون صدفة. انه مخطط واضح ومكشوف لإثارة البلبلة والفتنة بين مكونات الشعب الأردني ليصل إلى حالة اليأس والإحباط وصولا إلى فقدان الثقة بالدولة ومقدراتها ليشكل الأردنيين حاضنة شعبية لقوى التطرف والإرهاب لتلحق الأردن ببقية جيرانها. هذا المخطط ترسمه وتنفذه قوى ضغط محلية أردنية ترتبط بقوى ضغط إقليمية ودولية تسعى إلى خلق حالة من الفوضى تشارك فيها كافة مكونات الشعب الأردني. السؤال الأهم : هل الأجهزة الأمنية رصدت وترصد مخطط الاستفزاز الممنهج؟ إذا كانت الإجابة نعم لماذا تسكت على ذلك؟ لماذا لا توقف مخطط استفزاز الشباب الأردني قبل أن يختار الشارع كبديل لا بديل عنه وكقرار لا رجعة عنه؟ سؤال بحاجة الى إجابة واضحة وصريحة!! تلك هي العلّة يا نفسي نكون أو لا نكون؟



التعليقات

1) تعليق بواسطة :
29-09-2014 12:38 PM

منذ سنوات وسنوات فقدت الحكومة مصداقيتها ولم يعد هناك من يثق بها . حدث هذا منذ ان عرف الناس ان الحكومة تتلاعب بنتائج الانتخابات النيابية في كل دوره رغم تعهداتها المتكررة وتعهداتها الكثيرة بانها ستكون نزيهة ويالفعل يثبت انها غبر نزيهة ، يضاف الى ذلك انها ستحارب الفساد والرشوة والمحسوبية والظلم في التعيينات وتوزيع المكتسبات ولكنها لاتفعل من ذلك شيئا على الاطلاق ، فكيف ستحافظ الحكومة على مصداقيتها ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012