بقلم : محمد الراشد
07-10-2014 10:13 AM
كان في نيتي عمل دراسة او بحث حول اللاجئين في الاردن بالضبط عن تعايشهم بالمجتمع ومدى قبول المجتمع الاردني للاجئين لكني قليل الامكانيات والمصادرحتى رأيت استبيان للرأي على موقع زاد الاردن الاخباري وهو ' برأيك هل كان دخول اللاجئين الى الاردن لهُ تأثير سلبي على حياة الاردنيين؟ وكان التصويت كالآتي وهو قابل للتغير في النسب
1/ نعم كان له تأثير سلبي كبير نسبة التصويت 73.04%
2/ حتى وان كان له تأثير فمن واجبنا استضافتهم نسبة التصويت 22.19%
3/ لم يكن له اي تأثير مطلقا 3.1%
4/ نعم كان له تأثير سلبي محدود جدا 1.68% بعد عرض نسب التصويت سأعرض
لكم تجربتي وبعض مشاهد اللاجئين..
سنطرح الاسئلة ونحاول الاجابة عليها كي نحيط بالموضوع ونبسطه وان كان معقداً وصعبا ً
س1) من هم اللاجئون وما هي جنسياتهم واديانهم ومذاهبهم؟
ج) الاكثر هم اللاجئون السوريون ثم العراقيون ثم جنسيات اخرى... ديانة اغلب اللاجئين مسلمين من مذهب اهل السنة والجماعة..اذن هم من حيث اللغة والديانة والمذهب قريبون الى الشعب الاردني...
س 2) لو عكسنا الاستبيان فنقول هل كان تعامل المجتمع الاردني مع اللاجئين سلبيا الى حد كبير؟ او كان سلبيا الى حد كبير لكن يجب ان نقبل ذلك لاننا نشكل ازمة؟ او كان سلبيا بحد بسيط غير مؤثر؟
هنا أتحيز قليلا ً بالنسبة للعراقيين هناك من شكا سوء معاملة تصل الى العنصرية وهناك من يدين بالفضل للشعب الاردني على حُسن الضيافة لكن السوريين في الاغلب يشكون سوء المعاملة من المجتمع الاردني بالرغم من كل الدعم والمساعدات والاعمال الانسانية التي قدمت اليهم أليس الاولى رد الجميل بالاجمل؟ سأنقل تجربتي كعراقي حرت في وصف الحال لان هناك تناقضات كبيرة ولا يوجد لها شبه او مقارنة
ذات يوم ذهبت للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين صعدت السرفيس انا وعائلتي المكونة من ثلاثة اطفال وزوجتي والبرد قارص جدا صعدت السرفيس لان انسب من التكسي في الطريق قال لي سائق السرفيس انزل وخذ الشارع دغري هناك تجد المفوضية؟ تقدمت مشيت سألت رجلا في الطريق فقال الله يسامحه ابو السرفيس ليش عمل هيك معك؟ لقد اظهر السائق ما يبطنه من تضجر للاجئين بهذه الطريقة الغير حضارية ولا تنم عن الانسانية مطلقا . لكن ذات مرة ايضا دخلت محلا للمنظفات والادوات المنزلية وكان في الدكان رجلا كبيرا في السن قال انت عراقي قلت نعم قال عرفتك من لهجتك انتم وانتم واخذ الحاج مشكورا يمجد في العراق تاريخا وحضارة.. ثم قال لي حدثني عن داعش من اين اتت كيف اسقطت ثاني اكبر محافظة في العراق فتكلمت بما عندي قال انت جامعي؟ قلت نعم قال وما عملك في العراق قلت صحفياً.قال كيف وضعك هنا قلت صعبا لكني بخير ادخل يده في جيبه اعطاني خمسين دينارا قلت له مستورة قال خذ انت مثل ابني هل ترد عطية ابيك؟ اخذت الخمسين فرحا والمشهد انساني حضاري...
وايضا ذات مرة كنت لدى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين وقفت في الشارع لتأجير تكسي ومعي العائلة فاذا بسيارة تمر من جنبي ومعها بصقة بوجهي قائلا سائق السيارة ارجعوا الى بلدكم؟ حينها ادركت ان كل رصاصات الموت في العراق اهون من هذا المشهد .وايضا لي مشهد آخر
في كل مناطق عمان هناك خضّار في الحي او الحارة هذا الخضّار ساعدني كثيرا في بيعي ما تحت الطاولة او مراعاتي بالسعر..
الانسان جزء من ثقافة المجتمع الذي يعيش فيه رغم ما ذكرت من ايجابيات و اعمال خير كثيرة لكن المجتمع الاردني لا يصلح ان يعيش معه اللاجئ! والافضل للاجئين عدم ترك اوطانهم تحت اي ظرف كان وان اشتدت ظروف الحرب والخوف والدمار..