أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


درس سويدي للتغيير في الأردن

بقلم : علاء الفزاع
11-10-2014 06:54 PM
استبدل السويديون رئيس الوزراء الأنيق الهادئ فريدريك رينفيلت وأتوا بالنقابي العمالي ذي الخلفية المهنية والمفتول العضلات والجريء ستيفن لوفن، فهل يحظى الأردنيون برئيس وزراء 'حرّاث' بدلاً من طاقم المتأنقين خلف المكاتب والقادمين من الشركات والصالونات السياسية؟

----------------


علاء الفزاع

حتى في أعرق الديموقراطيات وأكثر الدول مؤسسية فإن تغيير الوجوه قد يكون في بعض الأحيان تعبيراً عن تغيير دراماتيكي في السياسة. فما بالك بالدول غير المؤسسية والمعتمدة على الفردية إلى حد كبير؟

اختار السويديون الشهر الماضي أعضاء برلمانهم، ليتم تكليف رئيس أكبر كتلة برلمانية تلقائياً بتشكيل الحكومة. وفي أول خطاب له كان واضحاً مقدار النقلة الكبيرة في السياسات الداخلية والخارجية. والمؤسسية السويدية معروفة، إلى درجة أن البيروقراطية والحرفية في التعامل مع التعليمات والأنظمة تتجاوز بشكل كبير ما تراه في عدد كبير من الدول. كما أن تاريخ السويد الديموقراطي متجذّر وناتج عن سياق تاريخي مختلف نوعاً ما عن باقي أوروبا، فهو لم ينشأ ضمن ثورات، ولكن في إطار صراع طويل وبطيء بين النقابات العمالية وأصحاب العمل، ما يعطي رسوخاً أكبر لفكرة المؤسسية في دولة يكاد يصل عمر مؤسساتها إلى عدة مئات من السنين. ورغم كل ذلك فإن تغيير شخص رئيس الوزراء نتج عنه تحول نوعي في السياسة.

فعلى سبيل المثال وفي الشأن الداخي هناك تحول كبير في توجيه الضرائب والفئات المستهدفة منها، وتوجه نحو زيادة الإنفاق الاجتماعي، ضمن انتقال كبير وواضح نحو السياسات اليسارية، حتى بمقاييس الدولة السويدية التي كانت دوماً تجمع ما بين اليسارية الاقتصادية والليبرالية السياسية. والأهم من ذلك أن النقاشات وصلت إلى مرحلة مناقشة عملية الخصخصة التي أدت إلى بيع بعض حصص الدولة في شركات كبرى قبل عدة أعوام، من بينها خصخصة ثلثي صيدليات البلاد في العام 2009، حيث كانت سابقاً مملوكة كلها للدولة، ومن بينها إحدى بيع إحدى أكبر شركات السكك الحديدية في البلاد، وبنك عملاق، وغيرها. وهناك دعوات جادة لمراجعة مجمل عملية الخصخصة.

في الأردن تكاد تكون نفس الموضوعات ذات أولوية وطنية قصوى، إضافة إلى مكافحة الفساد.

أما في الشأن الخارجي فإن الخطاب الأول لرئيس الوزراء الجديد ستيفان لوفين جاء قوياً، وخصوصاً حين تضمن الإعلان عن نية السويد الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة. القرار تبعه تصريحات قوية من وزيرة الخارجية التي قالت رداً على انتقادات أمريكية أن واشنطن لا تقرر السياسة الخارجية السويدية. وفي العموم بدأت السويد الإعداد لسياسة خارجية أكثر استقلالية ووضوحاً في مجالات عديدة من بينها أوكرانيا، والملف النووي الإيراني، والشرق الأوسط. المقارنات بين السويديين تشير بمرارة إلى سياسة خارجية باردة وبطيئة في عهد الحكومة السابقة ووزير الخارجية السابق كارل بيلت والتي وصفت بأنها أضاعت الكثير من الفرص التاريخية التي أتيحت للسويد لتكون في موقع متقدم في الساحة العالمية. ولعل أبرزها وجود وزير الخارجية بيلت في قلب مباحثات الملف النووي الإيراني، وقام بزيارة إلى إيران كان من الممكن أن تكون نقلة نوعية، إلا أنه اكتفى بدور أشبه بدور ناقل الرسائل الأمريكية إلى طهران. أما في مسألة أوكرانيا والتي تحظى بأهمية بالغة بالنسبة للسويديين فقد كان الأداء السياسي السويدي باهتاً للغاية. بيلت المخضرم والخبير فقد حماسه في النهاية وأصبح بلا روح.

في الأردن لدينا ناصر جودة.

الأخطار التي تعصف بالمنطقة تتضمن في نفس الوقت فرصة تاريخية لوضع الأردن في مكان متقدم جداً في السياسات الإقليمية، فالجميع بحاجة الأردن كما هو بحاجة الجميع. ولكن إدارة تلك السياسة يمثلها فعلياً الأداء الباهت والضعيف لناصر جودة، رغم أن المسألة لا تدار في النهاية من وزارة الخارجية، ولكن الصور التي تلتقطها وسائل الإعلام لجودة في المحافل الدولية وعلى محياه تلك النظرة التي تدل على أنه خارج السياق، تلك الصور لا تختلف في الواقع عن السياسة الخارجية الأردنية التي تلهث وراء قرارات دول الإقليم وتحاول أو ترضي الجميع دون جدوى، أو تحاول أن تعرض بعض الخدمات المدفوعة الثمن سياسياً أو مالياً.

وزيرة الخارجية السويدية الجديدة بجرأتها وقوة كلماتها تمثل السياسة الخارجية الجديدة.

ليس المقصود هنا المقارنة بين الأردن والسويد فالموضوع طويل والفروق التاريخية والجغرافية والبشرية كبيرة، وليس أقلها أن السويد كانت دائماً في أمان، مستفيدة من موقعها خلف بحر البطيق، معزولة عن صراعات القارة الأوروبية ، بل على العكس كانت هي التي تغزو وتحتل أراضي غيرها، في حين أن الأردن محكوم بموقعه ومستنزف دائماً وسط محيط متلاطم من المشاكل والحروب والنزاعات.

ولكن المقصود هو الاستفادة من عبرة تغيير الوجوه كمقدمة لتغيير السياسات. بالطبع ينبغي أولاً أن يكون هناك نية للتغيير في ضوء عدم وجود آلية ديموقراطية لذلك، وهذه النية تأتي من قمة الهرم السياسي، خصوصاً مع تصاعد المخاطر إلى حد غير مسبوق يطال وجود الدولة ذاته. وبعد ذلك ينبغي أن يكون هناك اختيار للرئيس 'من خارج الصندوق' الذي يحتوي نفس الأوراق التي يتم إعادة تدويرها باستمرار. أما مسألة الانتقال الديموقراطي في الأردن فهي بحث مستقل بحد ذاته.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
11-10-2014 07:08 PM

نعتذر. نرجو الالتزام بالتعليق على الموضوع وليس شخص الكاتب

2) تعليق بواسطة :
11-10-2014 07:34 PM

لاتتعب حالك سواليف حصيده الاول اول والثابت ثابت هكذا كانت معادلة ابو مدهش الله يرحمه

3) تعليق بواسطة :
11-10-2014 08:14 PM

ودك نصير مثل السويد بلديمقراطية طب هذول ناس متعلمة مثقفة مربية لا عشائرية عندها ولا حنا كراسي البلد وقراميها ولاواسطات ولامحسوبيات ولا جلوات عشائرية ولا اصحاب البسطات مابتمون عليهم يشيلو بسطة ولا تجار السلاح والمخدرات ولا الجيش والامن والديوان ممنوع يتوظف بيه ابن غرب السويد ولا موظف مابعرف يقرا ويكتب بسحب جنسية مستثمر ولا برفسور ولا طبيب خلك كمان كم سنة هناك بتعرف شو انت وشو شعبك ساعتها بتصحى

4) تعليق بواسطة :
11-10-2014 08:38 PM

تعليق 3 تعليق ينم عن رقي وفهم

5) تعليق بواسطة :
11-10-2014 10:26 PM

لقد اختصر واختزل الرد عليك يا فزاع .... وقدم لك الحقيقة كاملة بكلمات قليلة تدل على بلاغة وفصاحة وذكاء ودهاء ...هلا رددت عليه في مقالتك التالية على الطريقة السويدية .. لم تر في المشهد كله بأبعاده كافة سوى ناصر جودة ... ولنر إلى أي مدى أثرت بك الديمقراطية السويدية التي ربما احتضنتك وتتغنى بها من بعيد ...

6) تعليق بواسطة :
11-10-2014 10:56 PM

واضح انه ضربت عالوتر عند البعض اللي ما شافو من هالمقال الطويل العريض الا هالشغلة. العنصرية ريحتها طالعة من التعليقات

7) تعليق بواسطة :
11-10-2014 11:31 PM

يعني صحيح انني لا احمل شهادات.عليا ولكن لا أدري ما علاقة ناصر جودة بالتغيير الشامل المنشود الذي يرنو إليه الكاتب ومهد له بموقف السويد المشرف من اعترافها بدولة فلسطين ..و الذي هو موقف الحكومة وليس موقف الخارجية السويدي فحسب... إن كان هذا التغيير يتم بناصر جودة فما أسهل ذلك ! والكاتب نفسه رعاه الله هو الذي نصب حودة غرضا له واختزل به عنوانه ..... وبعدين يا حبيبي الكلمات البسيطة التي كتبها رقم 3 اعمق في دلالاتها وآشاراتها على مقومات التغيير وفق الديمقراطية السويدية التي احتضنت الفزاع وسوف تمنحه حقا في الجنسية بعيد سنوات قليلة جدا .. وتمنحه الحق أن يكون ناصر جودة السويد وحتى نسور السويد .. ليتنا نكون موضوعيين في مقالاتنا وأفكارنا وتعليقاتنا ..التغيير اعقد من هذا الطرح الركيك .. ليته يكون بعمق وشمولية تعليق رقم 3 الذي يقع في باب جوامع الكلم .. أو السهل الممتنع ... تحياتي لكل الأردن والكاتب والمعلقين حميعا.

8) تعليق بواسطة :
11-10-2014 11:56 PM

اشمعنى ناصر جودة ولا انت تخصص باسم عوض الله ومجدي الياسين...تختار عالاصل مبينة

9) تعليق بواسطة :
12-10-2014 12:02 AM

المقال ضد ناصر جودة وعنصري

10) تعليق بواسطة :
12-10-2014 12:20 AM

بعض التعليقات مصدرها نفس الشخص مكشوفة كثير

عالعموم اخر سطر في المقال فيه رد على اللي حكو عن التغيير الشامل. يبدو ما وصلوله

11) تعليق بواسطة :
12-10-2014 12:59 AM

يعني أنا مستغرب كل هالدفاع عن السيد جودة وكأنه منتخب انتخاب.... ولو كان انتخاب فموقع المسؤولية يضعه في دائرة النقد و استلامة للمنصب لمدة طويلة يضعه في قائمة الشبهة... سؤالي للمدافعين عن جودة :ما هي اهم سمات السياسة الخارجية الاردنية التي ترتبط بوجوده...اعتقد ان الجواب هو لا شيء..كيف لا و نحن نعلم لماذا تم تطويب الوزارة باسمه..

12) تعليق بواسطة :
12-10-2014 01:01 AM

التغيير ، هذا الشعار الذي اتخذه اوباما وساقه لرئاسة امريكا
النقطه الساخنه المطروحه مفقود في الاردن فالوجوه واحده مع تحريك بعض الاحجار على اماكن مختلفه في نفسه الرقعه
احسنت اخي علاء على الطرح المميز

13) تعليق بواسطة :
12-10-2014 03:18 AM

يفترض بالقائمين على الموقع اعتماد تعليق واحد فقط من كل IP
حتى لا يجد.... مجالا لتعزيز رأيه المبني على خمس ليرات... اول مرة بعلق وآخر مرة ان شاء الله

سلمت يمناك يا كاتب المقالة...

14) تعليق بواسطة :
12-10-2014 05:15 PM

نعتذر

15) تعليق بواسطة :
12-10-2014 09:24 PM

الاخ الكريم علاء الفزاع
تحية طيبة،،

* حيث ان لدول الشمال ال ( 6 ) بصمات واضحة وسياسات مفصلية تمحورت حول مجمل الصراع العربي الاسرائيلي ،جسده ويجسده على سبيل المثال لا الحصر :
ـ دور النرويج في اتفاقيات اوسلو واخراجها حيز النفاذ.
ـ ودور السويد في التوجه للاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة.
فيا حبذا لو كنت افردت في مقالتك مزيدا من التفاصيل الخاصة بالسياسة الخارجية والاقتصادية لدول الشمال المذكورة تجاه الشرق الاوسط، كمجموعة دول اوروبية قادرة على التفاعل السياسي البناء بحكم مكانتها وامكانياتها الاقتصادية والحضارية المميزة، حيث انك وصفت السياسة الخارجية الحالية لهذه الدول بعملية كسر العزلة السياسية التي فرضتها على نفسها بحكم الموقع الجيوسياسي، تمهيدا للانخراط السياسي الفاعل على الساحة الدولية على نقيض تفاعلها مع القضية الاوكرانية/ الروسية، لا سيما ان دول البلطيق التي سلخت في الحرب العالمية عن اوروبا كلاتفيا واستونيا تتطلع لسياسة متكاملة مع دول الشمال المذكورة، الامر الذي يعزز مكانتها كدول اوروبية رائدة.
ـ وحيث انك في بؤرة الحدث السياسي والاقتصادي لهذه الدول، اضافة الى لمستك الاعلامية المسؤولة على الاحداث التي تراقبها وتوثقها بوفاء.
ـ وحيث ان السياسة الخارجية الاردنية متحجرة فيما يخص التفاعل مع هذه الدول.

* فيا حبذا لو انك تفرد مقالا حول امكانيات التعاون السياسي المشترك ما بين الاردن وهذه الدول، لا سيما ان القضية الفلسطينية تدخل منحنى الاعتراف التاريخي بها، او تعثره وتاثير ذلك على الاردن مصيريا كما كان الحال مع اتفاقية اوسلو التي شوهتها اسرائيل، والتي يظن الكثيرون ان دور النرويج كان غير نزيها خلافا للواقع.

مع الاحترام
حسين غازي خير
12/10/2014

راجيا التكرم بنشر التعليق

16) تعليق بواسطة :
12-10-2014 10:13 PM

نحن بحاجة لوصفي جديد

17) تعليق بواسطة :
13-10-2014 01:51 PM

رجل دوله في كل مكان وزمان

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012