( تعليق 1/2 )
( تبسيط الامور وتسطيحها... )
* يبسط الكاتب الامور او العلاقات الدولية المتداخلة البالغة الشدة و التعقيد بين الدول، يبسطها من خلال طرحه للاستراتيجية الامريكية القائمة على ( شيطنة الاسلام ) كالاداة الرئيس لبسط النفوذ والسيادة والهيمنة الامريكية على الساحة الدولية.
* هذه الفرضية قيد التجريب ان صح التعبير وحسب فهمي لطرح الكاتب، لا يتبعها الكاتب بفرضيات بديلة، مما يدلل على اقتناعه بها، اي حتمية نجاح فرضية شيطنة الاسلام كونيا والهيمنة الامريكية تباعا، ولو كان الكاتب على قناعة بمحدودية نجاح هذه الفرضية، الامر الذي لا يبدو، لاستتبعها بنظريات بديلة، تاسيسا لوصوله الى قوانين علم سياسية لتكريس ولادة نظرية الشيطنة وسيادتها، كالمكون الاساس للاستراتيجية الامنية الامريكية الكونية القائمة افتراضا.هذا مع الاخذ بعين الاعتبار، ان الكاتب لم ينحو المنحى التجريبي في طرح فرضية شيطنة الاسلام، بل اكتفى بالمنحى النظري دون التجريبي والتجريبي البديل كما ذكرت، ولذا، لا تصلح فرضية الكاتب للخضوع للتحليل العلمي النظري ضمن اطار نظرية العلاقات الدولية وبكل اسف.
* دعونا نتذكر فقط :
1ـ ان فترة الاحادية القطبية الامريكية دخلت حيز التنفيذ ( عام 1989 حسب النظرية المثالية، اي بعد سقوط جدار برلين، وعام 1992 حسب المدرسة الواقعية، اي بعد انهيار الاتحاد السوفياتي .
2ـ فترة الامبراطورية الامريكية من عام 2001 ولغاية عام 2008، اي بعد عودة النيوليبرالية الامريكية الى الاقتصاد الاشتراكي المختلط، نتيجة الانهيار شبه الاقتصادي عام 2008 في الولايات المتحدة، والذي ادى انحسار الامبراطورية الامريكية بداية عام 2008 وانسحابها التدريجي العسكري من الدول التي احتلتها.
3ـ فترة التعددية القطبية من عام 2008 ولغاية الان، بعيدا عن الاحادية القطبية والامبراطورية الامريكية.
يتبع...
( لاحقا لتعليقي السابق )
* عودة الى بعض الاهداف الاستراتيجية الامريكية الرئيسية في الشرق الاوسط خلال الحرب الباردة، فقد تمثلت بما يلي :
1ـ وقف المد الشيوعي.
2ـ الحصول على النفط باسعار تفضيلية، وتامين امدادات النفط للغرب كذلك.
3ـ ضمان امن اسرائيل، وضمان عناصر تفوقها الكمي والنوعي العسكري على الانظمة العربية.
اما فيما بعد فترة الحرب الباردة، فتتمثل الاهداف الامريكية في اقليم الشرق الاوسط بما يلي:
1ـ استبدال ( الدولة الامة ) و( الدولة القومية ) ( بدولة الفوضى الخلاقة )، في ( اقليم الشرق الاوسط الخلاق ).
2ـ عدم الاعتماد على الشرق الاوسط ودول اقليمه كمورد رئيسي للنفط، حيث وصلت الولايات المتحدة حد الاكتفاء الذاتي من البترول الامريكي، بل وستصبح دولة مصدرة له عما قريب.
3ـ مقاومة النظام الدولي الصاعد المتعدد الاقطاب، من خلال زعزعة الامن والاستقرار للدول المتجانسة وكذلك عدم المتجانسة معه في اقليم الشرق الاوسط ودوله، بل ورمي الثقل الامريكي في مناطق نفوذ دول النظام الدولي الصاعد، كروسيا والصين والهند، اي في الشرق الاوروبي الادنى واسيا.
4ـ اما فيما يخص الحفاظ على امن واستقرار اسرائيل وتفوقها الكمي والنوعي العسكري على الدول العربية، فلم يتغير هذا الهدف، انما اصبح محفوفا بالمخاطر.
* مما ذكر، نلاحظ نمطا تغييريا هائلا في اهداف السياسة الامريكية، وهنا اعود الى نظرية شيطنة الاسلام اعلاه كطرح الكاتب له كسبب رئيس للهيمنة الامريكية على الساحة الدولية دون سواه من الاسباب، بل واضيف :
ـ لن تمر نظرية شيطنة الاسلام في روسيا من خلال الوسط المسلم للدول المتاخمة لها، حيث سيرتد ذلك مباشرة على وسط وغرب اوروبا، الامر الذي لا تمانعه الولايات المتحدة، لتمثل احد اهدافها في وقف قطار الوحدة الاوروبية ومنطقة اليورو، تمهيدا لاخراج قطار الوحدة عن مساره بمساعدة عصا الدولاب البريطانية.
ـ لن تمر نظرية شيطنة الاسلام في الصين من خلال الوسط المسلم، والذي يبلغ 130 مليون مسلم، لان ذلك سيرتد ايجابا على العلاقات السينوـ روسية، حيث ان روسيا تعافت شبه اقتصاديا، والصين مرشحة لتبوا المكانة الاقتصادية الاولى في العالم خلال عقد ونصف من الزمن، ولا ننسى ان حلفاء امريكا كاليابان وكوريا الجنوبية قابعة في المربع الامني الصيني ـ الروسي.
ـ لن تمر نظرية شيطنة الاسلام في الهند، لمعاناتها من العنصر الاسلامي كاحد المكونات الاساس في سياساتها الداخلية والخارجية، كقضية كشمير، والحرب الباكستانية الهندية، عدا عن ان محاولات زعزعة امن واستقرار الهند، ستعزز بلا شك العلاقات الهندية الصينية المتوترة منذ الحرب الباردة، والاهم من هذا وذاك، هو رفض الهند الصريح الدخول في التحالف على الارهاب، وكذلك رفض كل من روسيا والصين له.
* نظرية شيطنة الاسلام جذابة من الناحية النظرية، ونجحت بامتياز في اقليم الشرق الاوسط الهلامي المجرم بقياداته المطلوب راسها، اما نواحيها العملية، خاصة عند اعادة محاولات نقلها الى الشرق الاقصى الاوروبي واسيا، فقد تكون احد المفاتيح الكونية للعودة الى توازن الرعب النووي.
* هذا وبتعليق سريع.
الى الخ حسين خير انت لم تقرأ تحليل الأستاذ الروسان وقد قوّلته ما لم يقله ولم يتبنى نظرية شيطنة الأسلام -- اخ غازي انت كنت دبلوماسي سابق --- ليس لتعليقك الأول والثاني اي ادنى علاقة بما طرحه الأستاذ الروسان ويبدو أن هناك تعليقات جاهزة لديك على جهاز الحاسوب وتعمل كوبي بيست --- مساء الخير ورحم الله زميلنا حسين مجلي
الاستاذة الفاضلة/سناء الكراسنة المحترمة
تحية طيبة،،
* انت لم تقراي تعليقي. انا لم اقول الاستاذ الروسان اي شيء، ولم ادعي عليه بتبني نظرية شيطنة الاسلام. انت قولتني مالم اقله. ليس لتعليقك اي ادنى علاقة بما طرحته في تعليقي الاول والثاني. كنت اتمنى ان يقوم الكاتب بالرد، ولكن يبدو هناك ان تعليقك جاهز... مساء الخير ورحم الله الزميل ابو شجاع ونجله المرحوم.
مع الاحترام للاستاذة الفاضلة سناء الكراسنة
حسين غازي خير
12/10/2014
المحامي يكتب باستمرار عن امريكا مبينا قدرتها على التحكم في كثير من قضايا العالم,ثم يهاجمها!!!!!اين ذهبت النواة الصلبة؟؟؟الاlيركان يقولون:if you cant beat them,join them!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!شيطنة الاسلام لم يصنعها الاميركان بل ابناء جلدتك من الوهابيين والتكفيريين وداعش والنصرة والقاعدة وبوكوحرام,دائما يبحث بنو يعرب عن كبش فداء يتحمل عنهم المسؤولية
فقط أنا لم اتحدث عن شيطنة الأسلام أو حتى عن الأسلام كدين وأستغرب كيف اقحمني الزميل خير بهذا السياق؟ والزميلة الكراسنة آشارت بتعليقها واطلب من خير وهو الدبلوماسي المحترف وانا اعرفه جيدا وهو لا يعرفني - حتى قبل تركه للخارجية --- ان يسقط تعليقيه على ما خطّه قلمي وانا من الشاكرين له ومنه ومن غيره نتعلم ويموت الأنسان وهو يتعلم
حضرة الاستاذ/ المحامي محمد احمد الروسان المحترم
تحية طيبة وبعد،
اعذرني على التاخر في الرد، فمرده وعكة صحية عابرة المت بي.
* في المقام الاول، صدمت لطلبك مني اسقاط تعليقي الاول والثاني!! حيث كنت اتوقع منكم تعليقا اكثر اسهابا في الموضوع، ولو ضمن ذات الاطار الفكري ذات نفس المضمون الذي تتبناه.
* وفي المقام الثاني، فتحليلاتي قائمة على التحليل السياسي الكمي والنوعي الصرف لنظرية العلاقات الدولية، وربطها اما بالمثالية او بالواقعية السياسية لا غير، وهي بعيدة كل البعد عن الشخصنة، اما المناظرة الفكرية من خلال منبر السلطة الرابعة كهذا المنبر الاعلامي الحر، فهو مسار فكري ذا اتجاهين، بل ويتفرع في كافة الاتجاهات لاثراء الحوار او واده، وهو ملك للجميع.
حضرة الاستاذ،
اعدك بالتالي، سوف اقوم بالرد/ التحليلي السياسي الموضوعي على المقالات التي قمت بكتابتها حول ذات المضمون، والتي اتمنى منكم اخذه بعين الاعتبار، وان جاء الرد ضمن اطار فكري مغاير لما فهمته من مضمون وصريح كتاباتكم، فلن اقوم بسحب التعليقين فحسب، بل الاعتذار منك ومن الموقع والقراء.
مع التحية والتقدير،
حسين غازي خير
15/10/2014
حضرة رئيس التحرير الاكرم،
راجيا التكرم بنشر الرد خوفا من اغلاق باب التعليقات لتاخر الرد.
مع الاحترام
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .