أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


قراءه في روايات الكاتب الأمريكي دان براون { شيفرة دافنشي , الرمز المفقود و الحجيم }

بقلم : عمر الحباشنة
15-10-2014 08:07 AM
قراءه في روايات الكاتب الأمريكي دان براون { شيفرة دافنشي , الرمز المفقود و الحجيم } أتمنى أن ينال هذا الحوار استلطافكم.
*ترتكز روايات دان براون على النص البوليسي المتوازي مع ادراج حوادث مهمه في التاريخ و بيان طرق كتابة التاريخ في عصر التنوير الأوروبي و لدى القدماء في الحضارات السالفه و هذا الادراج هو المحرك للأحداث في النص البوليسي عند براون فالروايه تتألف لديه من عقدتين : عقده بوليسيه و عقده في فك الشيفرات و الرموز و تحليلها و ما كان لكثير من القرَّاء لبراون أن يدركوا خصوصيه و رمزيه الكثير من الأماكن و اللوحات و النصوص لولاه، فهو يسلط الضوء عليها بكيفيه تقربها من الحاضر و و يظهر اتصال العالم العميق بأبعاد مختلفه مع الماضي و ابداعاته و يظهر و كأنَّ هذا النوع من الاعمال لن تتكر في ظل ولوج حاضرنا في الثورات التكنلوجيه و الاتصال بداية من الموناليزا و الرجل الفيتروفي لدافنتشي و الرموز الماسونيه و الرقم 33 و 666 و النجمه السداسيه و لخماسيه و قصيدة الجحيم لدانتي في روايته الأخيره الجحيم.
*في عقدة الرموز التاريخيه و النصوص يتحرك براون في روايته ببراعه و بلغه مفهومه و بشكل منسوج تماماً مع الشق البوليسي منها فتتحرك الروايه بالتوازي دون قطع ولا تدليس حيث تسهل على القارئ من المرة الاولى فهم الرموز و طريقة تحليلها من خلال الشخصية العبقريه في رواياته روبرت لانغدون و هو دكتور علم الرموز في جامعة هارفارد و يقوم بالشرح عن خفايا الرموز و التاريخ للقارئ من خلال الحديث مع أحدهم أو تذكر محاضرات كان يلقيها على طلابه أو مؤتمرات و يشكل براون العقده الرمزيه بحيث تكون هي بداية بحث عن شيء مفقود فتنطلق حينها المطاردات و التخفي و العقده البوليسيه.
*أمَّا في العقدة البوليسيه فيبدأ براون في قتل أو ابعاد دور الشخصيه التي تركت وراءها الرموز التي تكون عقدة الروايه الداخليه و التي تقود الى مكان ما أو رمز معين و يحل مكان ذلك البطل بطل جديد هو د.لانغدون. و تسوق الروايه لانغدون للتعرف على مساعد يشرح له تلك الرمزيات التي تواجهه في الطريق و يساعده على تخطي بعض العقبات في الطريق و تنتقل الأحداث من بلد لآخر فتقتل روح السكون و تدب عاصفة المكان بين الصفحات فيصبح على القارئ أن يخمن مكان الحدث الرئيسي الذي ستفك فيه العقده الرمزيه و يظهر في النهاية أن القده الرمزيه تحل في مكان و البوليسيه في مكان آخر أمَّا في رائعته دافنشي فكان مكان البحث عن ثابوت العهد هو مكان الانطلاق(متحف اللوفر الفرنسي) ذلك ما يذكرك برائعه باولو كوليو 'الخيميائي' برحلة راعي الغنم من اسبانيا الى مصر ثم عاد ليجد كنزه في اسبانيا في مكان نومه. و يخوض لانغدون صراعه في هذا الشق مع منظمات دوليه قويه أو او أخويات سريه مثل الكونسورتيوم و الماسونيه و أخوية سيون و في النهايه يتحول لانغدون لصديق يعمل لصالح تلك المنظمه و كل تلك المنظمات التي تكون محور في رواياته حقيقية و هي أصل التعقيد للأمور.
*و تتشابه رواياته الثلاث الأخيره من حيث رسم الأشخاص ففيها تنكر حيث أن شخصية المساعد تتحول بين فصول الروايه ليظهر أنَّ لها أهداف أخرى غير التي بنيت عليها في الروايه و هذا الاسلوب المتكرر في الروايات يصبح مشوقاً و يكون عند القارئ فضول لاكمال الروايه لمعرفه كيف يمكن للراوي أن ينسق بين الأحداث المتصادمه في مسارها.
*و لكن العقده البوليسيه لا تحل في حقيقة الأمر و هذا يعتبر ميزه بعضهم يمدحها و بعضهم الآخر يراها تقتل الروايه في صفحاتها الأخيره؛ فمثلا في رواية الجحيم قتلت الروايه بسفر مساعدة لانغدون المتسمه بالذكاء الخارق مع مديرة منظمة الصحه العالميه سينسكي ذات الشعر السكني الى سويسرا للتبحاث حول حل الأزمه التي تسبب فيها زوبرست و تبقى النهاية غير معلومه بعد الوباء الذي يسبب العقم الذي نشره زوبرست في العالم من تركياو أيضاً لا تعلم ما هو مصير العميد الذي كان المساعد الأول لزوبرست في مساعدته على نشر هذا الشر من حيث لا يدري، و بذلك تقتل النهاية البوليسية الغير معلومه عن عقدة الروايه التي لم تحل.
*و لا بد من ذكر أنَّ براون أثار جمّ غضب الفاتيكان عليه عندما نشر رائعته 'شيفرة دافنشي' لما فيها من حديث عن وجود نسل للسيد المسيح و أن الديانه الميسحيه تم دمجها مع الوثنيه في مجمع نيقيه و ذلك استشعاراً من قسطنطين ملك روما بضرور هذا التزاوج للحفاظ على مجده و ملكه، و في الرواية التي تلت دافنشي و هي الرمز المفقود قام براون بإظهار المجتمع الماسوني كمجنمع طيب و خير و يهتم بنشر السلام و المعرفه في العالم و أن هناك معرفة خفيه لا يطالها الجميع و لا يعرفها الا الماسون في الدرجه الثالثة و الثلاثين، فهل كان هذا المديح الغير معروف سببه تقرباً للماسونيه لتحمي إصداراته و مستقبله من الفاتيكان و نفوذه أم أنَّه بالاصل ماسوني يروِّج لحركته السريه ؟!
*في النهايه لا بد من الاعتراف بأنَّ براون له شهرته و سمعته بين قرَّائه و ناقديه و أنَّ رواياته تترجم لكثير من اللغات في العالم و أنَّه شخص عبقري في رسم الشخصيات و عارف في الرموز و اسرارها و في التاريخ أيضاً.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
15-10-2014 12:43 PM

شكرا
نفتقد هذاالنوع من المقالات

2) تعليق بواسطة :
15-10-2014 04:34 PM

اشكرك على هذه المقاله الجميله وكلك
ذوق يا ابو الشباب

3) تعليق بواسطة :
16-10-2014 02:59 PM

بدايه قويه استاذ عمر الى الامام

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012