أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


صدمات صفقة الغاز-العار

بقلم : علاء الفزاع
15-10-2014 07:56 PM
من البدهي تماماً أن صفقات استراتيجية مثل الغاز والبترول والسلاح لا تبنى على ردود فعل ناتجة عن أزمات حالية. ومن البدهي تماماً أن أخطر ما يمكن فعله إزاء مصير الأردن هو ربطه بعدو مثل (إسرائيل). حتى الولايات المتحدة بكل سوئها تعد ملاكاً تجاه الأردن مقارنة مع (إسرائيل) التي لا ترى في الأردن سوى حفرة تحاول أن تخفي فيها معالم جريمتها الفلسطينية. ومن البدهي أكثر وأكثر أن أية مشاريع استراتيجية مع ذلك الكيان هي عبارة عن زيادة عدد حباله الملتفة على رقبة الوطن الأردني.

من نافلة الحديث هنا التطرق إلى العداء التاريخي بحكم جرائم الاحتلال ضد الأشقاء الفلسطينيين، وبحكم مشروع الكيان الغاصب للهيمنة على المنطقة كلها، وبحكم الوفاء لدماء الشهداء الأردنيين والفلسطينيين والعرب على ثرى فلسطين. البعض قد لا يفهم هذه اللغة، ولا يفهم أن هذه الصفقة ينبغي أن يتم إتباعها دائماً بصفة 'العار'.

عودة إلى تقديم الاستراتيجي على التجاري القصير الأمد، لا يمكن مقارنة ما بين روسيا وأوروبا من مشاكل بما بين العرب والكيان الصهيوني، ومع ذلك فإن أوروبا تسعى وبكل ما لديها من طاقة للاستغناء عن خط الغاز الروسي، لأن تبعات ذلك الخط استراتيجياً لا تترك لأوروبا مجالاً إلا للبحث الجاد عن بدائل. بالطبع يمكن التنويه إلى التكافؤ والندية في العلاقة بين روسيا وأوروبا من ناحية اقتصادية وعسكرية وتكنولوجية، مقابل فروق شاسعة بين الأردن و(إسرائيل) ليس فيها لا تكافؤ ولا ندية. ولكن (مفكرينا) الاستراتيجيين يرون غير ذلك!

الحجة التي يرفعها عدد متزايد من المؤيدين للاتفاقية في وجوه المعارضين (والذين يتناقصون وللمرة الأولى في تاريخ الصراع) هي انعدام البدائل، وعدم مضايقة الناس في معيشتهم وعدم رفع الأسعار عليهم، وكأن تسليم رقبة الأردن الغازية والكهربائية لكيان عدو هي فعلاً بديل حقيقي، وكأن الأسعار كلها ثابتة ومتزنة باستثناء الغاز، وكأن كل الثقوب لا يتسرب مناه الماء والمال باستثناء فاتورة الغاز. طبعاً لا داع للحديث عن ميناء الغاز الذي لو تم إنشاؤه منذ العام 2008 (بدء تقطع خط الغاز المصري) لكان الأردن يوفر بدلاً من أن يخسر. وطبعاً لا داع للحديث عن كل البدائل التي يقدمها مختصون ومن بينهم عاملون في شركات التنقيب التي تم (تطفيشها في ليلة بلا ضوء قمر). بل وحتى لا داع للحديث عن أن الغاز المصري لن يبقى منقطعاً في العام 2017 عام بداية الاتفاقية، ولا الحديث عن غاز غزة أو غاز لبنان، وكلها قد تكون قيد الإنتاج في الأعوام 2017-2020، بمعنى أن من ينتظر الغاز الصهيوني حتى العام 2017 يستطيع أن يخاطر قليلاً بانتظار انتظام الغاز المصري في ذلك العام، أو السعي للبدائل العربية في غزة أو لبنان، أو السعي لإنشاء ميناء غاز في العقبة.

كل هذا يدخل في باب النقاش ، وقد تكرر بعضه. ولكن الصدمة الحقيقية في ارتفاع نسبة من لا يرون حرجاً في تلك الاتفاقية. وبكل صراحة فإن نسبة من رفضوا اتفاقية أنبوب النفط مع العراق وسعوا ويسعون لتخريبها هي أكبر بكثير من نسبة من يرفضون اتفاقية العار مع الكيان الصهيوني، وبصراحة لا يبدو أن هناك من يسعى جدياً لتخريبها مثلما فعل أعداء أنبوب النفط.

باختصار، لدى قطاع مؤثر أصبح الشيعة هم العدو وليس (إسرائيل)، وبما يشمل العراق ككل. وأصبح قبول التعاون مع (إسرائيل) مسألة تخضع لمعايير الربح والخسارة المباشرين. وهكذا فإن من يفكر في مراجعة وادي عربة هو من الحمق بمكان إذا انتظر لما بعد نفاذ اتفاقية الغاز-العار، إذ أن وادي عربة ستكون عندئذ محصنة بخط دفاع إضافي يصعب تختراقه قبل الوصول إليها.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
15-10-2014 08:34 PM

( النضوب والبلوغ السياسي...)



* هل نشهد حاليا دراما " استبدال الطاقة العربية بالطاقة الاسرائيلية"، بسبب النضوب السياسي في العلاقات ما بين الاردن ومجلس التعاون الخليجي، وما مرد هذا النضوب؟ خاصة ان الاردن كان مرشحا والمغرب لعضوية المجلس المذكور.

* ام اننا نشهد حالة " بلوغ سياسي " يؤهلنا للاستغناء عن كافة المصدر البديلة للطاقة وما اكثرها؟ خاصة وان الاردن سيصبح الوطن البديل بصيغته التي يتم تداولها الان، اي فدرالية ثلاثية.

2) تعليق بواسطة :
16-10-2014 01:22 AM

الغاز المصري فجر اكثر من عشرين مرة في الوصلة القادمة للاردن من قبل متطرفين اسلامين والوصلة الواصلة اسرائيل لم تمس اي هناك هدف ايذاء الاردن دول الخليج لا تساهم في المساعدة في حل مشكلة الطاقة ونحن كشعب اردني ندفع ثمن الصراعات العربية العربية وهناك فرصة توفرها شركة امريكية تعمل في اسرائيل وسوف تمدنا بالغاز كما تمد غزة والضفة الغربية ول وهو مصدر مستقر ومامون ومع الاسف اكثر امن من المصادر العربية الاخري ونحن ناخذ المياة من اسرائيل منسنوات طويلة وبدون اي مضايقات وبشكل مستمر

3) تعليق بواسطة :
16-10-2014 09:17 AM

هراء من يعتقد بأن الحكومه المصريه لن تستطع حماية ابار نفطهافي سيناء,, أن السياسه فن الممكن ياساده ياكرام..والشيئ بالشيئ يذكر الوفد النيابي اللذي كان يطمح بالذهاب الى غزه يدعي بأن الطريق غير امن وكيف اذا لحجاج غزه يمرون ذهاب واياب لقضاء مناسك الحج دون حراسه.. اذاكا ذالك متعذر كما يدعي النواب لما لايستقلون احد باصات شركة جت الى غزه عن طريق نويبع مباشره او عن طريق ايلات اذا لم يرغبو ركوب البحر خوف من صداع البحر حجج واهيه لاتغني ولاتسمن من جوع

4) تعليق بواسطة :
16-10-2014 11:24 AM

اخي علاء نحن تلامذة وصفي التل شوكة في حلق حيتان الفساد والكومبرادور

5) تعليق بواسطة :
17-10-2014 07:18 PM

كلامك صحيح تماما. السبب الاكبر لفشل نهج مقاطعة اسرائيل في العالم العربي هم الاوسلوييون الفلسطينيون، والذين يشكلون المبرر والعذر للمطبعين والفاسدين العرب. اصبحت الخيانة وجهة نظر والفساد شطارة وحنكة والتطبيع حبلا للنجاة من غضب امريكا.

6) تعليق بواسطة :
18-10-2014 05:55 PM

هو معاليك من اتباع وصفي التل طيب الله ثراه والا من اتباع نايف القاضي امد الله في عمره ارسيلك على بر مثلي انا من اتباع ابواحمد خالد المجالي حفظه الله

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012