بقلم : قصي عصام ربابعة
19-10-2014 10:06 AM
عبارة لا تتجاوز الكلمتين ولكنها حملت في طياتها الكثير من الإساءات ، من أنتم هي عبارة رددها من قبل النظام الليبي الأسبق معمر القذافي عندما قالها في خطاب من أمام قصره للثائرين من الشعب الليبي ضده ، ولكننا هنا في الاردن وجدنا من يقولها ويرددها بحق مكون أصيل من الشعب ألا وهم أبناء حي الطفايلة ، هذه العبارة التي أطلقها أمين عمان عقل بلتاجي عبر إحدى الإذاعات الأردنية أفرزت إستنكارا وغضب شعبي ، القصة بدأت عندما قامت أمانة عمان بنقل سوق الجمعة في العبدلي الى منطقة رأس العين ولكن القرار جابه رفضا من أبناء حي الطفايلة واصحاب البسطات وخرج عدد منهم في إعتصام، المشكلة بدأت من هنا حيث أن الإعتصام لم يكن سلميا وقاموا بإطلاق الألعاب النارية وزجاجات المولتوف والرصاص الحي بوجه أبنائنا من قوات الدرك حيث أنه كان لا بد من إنهاء هذا الاعتصام الغير سلمي بالقوة وهذا ما حصل بالفعل وقد نتج عن أعمال الشغب إصابة اثنين من قوات الدرك بالرصاص وحالتهم الصحية جيدة بحمد الله تعالى وتم القبض على 26 شخص من مثيري الشغب , في تلك اللحظة الأردنيون جميعهم من شتى منابتهم إستنكروا ورفضوا ما قاموا به منفذوا الإعتصام والذي كان بالفعل محل رفض من الجميع ، في اليوم التالي تم عقد إجتماع من قبل وجهاء وكبار حي الطفايلة وذلك للتباحث والإتفاق على عدة وتلخص الإجتماع بقرار المطالبة بإقالة عقل بلتاجي ، ولكن يبدوا أن أمين عمان لم يتقبل هذا المطلب حيث أنه تم توجيه سؤال له من قبل المذيع ياسر النسور عن رأيه بما حصل في إجتماع حي الطفايلة وأجابه بكل غرور بعبارة واحدة ألا وهي من هم وماذا يشكلون ، هم مكون وجزء أصيل من هذا الوطن والأمور لا تحل هكذا بتعقيدها بدلا من حلها ، كان يجب على أمين عمان أن يتكلم بشكل عقلاني ومنطقي بدلا من أن يتلفض بكلمات جارحة بحق مكون أصيل من هذا الوطن ، ونرفض رفضا قاطعا ما صدر عن بلتاجي من كلمات جارحة بحق أبناء حي الطفايلة ، فكان الأولى على أمين عمان أن يعمل وويخطط على كيفية التفاهم مع وجهاء حي الطفايلة لحل المشكلة بدلا من تعقيدها وزيادة حجمها وكان الأولى عليه أن يخطط على إنقاذ أمانة عمان التي تغرق بالديون والخسائرالفادحة ، حيث أن أمانة عمان ومنذ أن تسلمها عمر المعاني وصولا إلى رئيسها الحالي بلتاجي وهي في وضع سيء جدا ، فأمانة عمان كانت بوضع جيد ورائع عندما كان النائب الاسبق ممدوح العبادي ونظال الحديد برئاستها وحصل في تلك اللحظة فائضا ماليا يتجاوز عشرة ملايين، ولكنها الأن في وضع لا يسر أحدا فهي تغرق بالديون نتيجة عدم وجود شخص مثالي قادر على إدارتها .
الوطن سيتجاوز هذه الأزمة كغيرها من الأزمات السابقة بإذن الله تعالى وذلك لوجود الخيرين والمنتمين لهذا الوطن ، فالوطن يقع في منطقة ملتهبة وهو مستقر بفضل الله تعالى أولا وبفضل جيشنا العربي وأجهزتنا الأمنية ووعي الشعب ولذلك على الجميع أن يفكر جيدا قبل أن يدلي بأي تصريحات تتعلق بالوطن وبمؤسساته االوطنية وبشعبه وعلى الجميع أن يتحلى بالحكمة .