أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


إدارة الازمات... من المنظور الى التطبيق

بقلم : سامي علي نبهان
27-10-2014 10:43 AM
الانسان وجد مأزوماً' عبارة لا اعلم من صاحبها لكنها تبدو حقيقة، فمنذ بداية الخلق، والانسان يعيش على كوكب الأرض مواجها للازمات، منتقلاً من أزمة الى اخرى، قادراً على حل بعض ازماته، ومستخلصا الدروس من تلك التي لم يقوى أن يجد حلاً لها، لم يستسلم يوماً لازمة ما، لان استسلامه يعني فناءه.
فمع بداية تعايش الانسان على شكل مجتمعات، وصولاً الى بناءه للدولة الحديثة، أخذ منحنى الازمات يأخذ منحى جديد، كون الازمة لم تعد تعني فرد ما، بل اصبحت تعني مجتمع بعينه، مما جعل مواجهة الازمات يأخذ طابع الفكر الجماعي للتصدي لها، هنا، فكان لارساء العلوم الاجتماعية بوصفها نظريات اجتماعية تساعد الانسان على فهم طبيعة الظواهر الاجتماعية والتي هو الأصل فيها وتطويعها لصالحه، فكان لها الدور في ظهور علم 'إدارة الازمات'، كعلم يُعنى بشكل عام بالقدرة على الحد من حدة الازمات وصولاً الى القدرة على التنبؤ بها.
هذا العلم، وإن كان في بدايته قد نشأ وترعرع في أحضان علم الإدارة، إلا ان الدول الغربية وخصوصأً الولايات المتحدة الامريكية قد وجدت فيه ضالتها، وارست قواعده كعلم مستقل في حقل العلوم الاجتماعية، كان ذلك عندما تم تطبيق نظريات إدارة الازمات على ' الازمة الصينية 1945' و'ازمة كوبا 1959'، نجاح هذه النظريات في تطويع هذه الازمات وغيرها من الازمات، دفع العديد من الاكاديميين والباحثين الى تكثيف الدراسات والأبحاث حول ' إدارة الازمات'، وإبراز جميع جوانب هذا العلم الخفية والظاهرة ولما لها من انعكاسات جد إيجابية قد تساعد في التخفيف من حدة الازمات ولما لا تطويعها.
في خضم الاحداث والأزمات التي تمر بها المنطقة العربية، خصوصاً مع وجود أنظمة مستبدة، لا تعرف عن حقوق المواطنة شيء الا عندما يتعلق الامر بشعارات وبرامج انتخابية، كان لابد من الحديث عن غياب ثقافة مجتمعية تمكن المنطقة من احداث التغييرات التي تأمل بها شعوب المنطقة باقل الخسائر، هذه الثقافة التي يفتقر لها شعوب المنطقة هي ثقافة 'إدارة الازمات'، وهي ذلك العلم الذي يزيد الوعي بمخاطر الكوارث والأزمات وطرق التعامل معها حين وقوعها من خلال خطوات معينة قد عمل الباحثون والمفكرون في هذا المجال على وضع الإجراءات الأساسية التي يجب الاخذ بها لتحقيق الوقاية من الازمة والقدرة على التعامل معها وتحقيق افضل النتائج.
لن اتناول هنا الاطار النظري لعلم إدارة الازمات، ولكني أتساءل الى متى ستبقى نظريات هذا العلم حبيسة رفوف مكتباتنا، بالرغم من حاجتنا الماسة لها في هذا الوقت، لن نلم هنا الأنظمة السياسية لان لومها يحتاج الى ملايين البلايين من الكتب، لكننا بحاجة الى تحرك القوى الفاعلة في تنشيط القدرات المجتمعية وتقويتها في تحدي الازمات العديد التي تعيقنا، كون انتشار ثقافة إدارة الازمات قد تساعدنا في تخفيف حدة العديد من الازمات التي تواجها، ومنها:
- إدارة التنوع الديمغرافي، والقدرة على تفهم الاخر والتعايش معه.
- التخفيف من حدة الازمات الاقتصادية، واستطاعة التحكم بها.
- ان كان من الصعب الحديث عن انتقال ديمقراطي، فلما لا نتحدث عن تحول نحو الديمقراطية.
- قراءة التحديات الداخلية، وفرزها عن التحديات الخارجية فلكل منها أدوات خاصة للتعامل معها.
- إدارة اللعبة السياسية وفق الإمكانيات الموجودة لا وفق الاملاءات المفروضة.
ربما اختزلت اهم النقاط -على سبيل المثال لا الحصر– التي يمكن الاستفادة في حالة نشر ثقافة إدارة الازمات، والتي نحن بأمس الحاجة اليها الان، خصوصا اذا ما علمنا ان اهم الأسس التي تعتمد عليها إدارة الازمات هي استغلال العامل الزمني، ووضع منظومة انذار مبكر، والجاهزية، والتعامل بشفافية، كل هذه الأسس تغيب عنا الان

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012