بقلم : انيس الخصاونة
04-11-2014 09:57 AM
يخبرنا التاريخ القريب عن شخصيات جاسوسية شهيرة عملت لصالح إسرائيل في الوطن العربي مثل نبيل النحاس وعشيقته الجاسوسة الدولية جونايدا روتي في مصر حيث استمرا هذين الجاسوسين ثلاثة عشر عاما في منتصف القرن الماضي يعملان في الخفاء ويمدان اسرائيل بمعلومات قيمة جدا عن الجيش المصري.
التجسس لصالح دول عدوة قضية مألوفة في تاريخ الصراعات والحروب ولكن أن يقوم رئيس دولة بخدمة الأعداء وتحقيق مصالحهم فوالله أن ذلك لشيء عجيب وغريب؟ .
سيسي مصر .......يحكم تسعون مليون مصري تسعون بالمائة منهم موحدين .السيسي يدمر مدينة رفح ويقوم بعملية تهجير جماعي لأهلها وهو ما يتناقض مع القوانين والتشريعات المصرية والقانون الدولي .يقوم هذا ....... الذي خان شعبه وانقلب على رئيسه المنتخب من قبل الشعب المصري بتأييد المنشق اللواء خليفة حفتر لا رفع الله له لواء ولا راية في ليبيا (سيسي ليبيا) الذي يستبيح دم الليبيين ويمارس القتل بالجملة ، ويمزق كيان الدولة ، ويبث الفرقة والانقسام في أوساط شعبه.
السيسي يعرض قيام دولة فلسطينية في سيناء وهو عرض لم يحلم به حتى اليمين المتطرف في اسرائيل حسب تصريحات نتنياهو ولو كان هرتزل وبن غوريون زعماء الحركة الصهيونية لا رحمهما الله أحياء لاعتبرا السيسي أعظم شخصية خدمت اسرائيل بعد وعد جيمس آرثر بلفور منذ تأسيسيها. السيسي يطبق على أهل غزة من جهة رفح والإسرائيليين من جهة عسقلان يطبقون كالكماشة على مليون ونصف من أبطال غزة المحاصرين والخارجين من حرب تدميرية شردت منهم أكثر من مائة ألف يتخذون الساحات والباحات والخرائب منامات وملاذات لهم ولأبنائهم .
السيسي يستقبل جثث جنوده الذين يقاتلون في ليبيا ويدعي أنهم قتلوا في سيناء من قبل الارهابيين ويسير الفرق والألوية لمحاربتهم ثم يظهر على شاشة التلفزة المصرية ليقول أن مصر تخوض حرب وجود مع الارهاب؟ حرب مع من يا سيسي ؟ألم يقل السفاح بشار الأسد نفس الكلمات بأن سوريا مستهدفة من قبل الارهابيين ؟هل كانت مصر وسوريا قبل أربع سنوات ملاذا للإرهاب؟ ولماذا لا تسمى هذا القوى ثوار وطلاب حرية؟
السيسي يمارس 'التحشيش السياسي' و 'الزعرنة' السياسية على شعب بحجم أمة .كيف يصدق بعض المصريين هذا الرجل ؟ألا يرون بأم أعينهم غبطة إسرائيل وسعادتها المنقطعة النظير بالسيسي وحكمة ؟ألا يسمعون تصريحات القيادات الصهيونية بأن السيسي أفضل رئيس مصري بالنسبة لإسرائيل ومصالحها في المنطقة ؟ألا يرى المصريين التعاون والتنسيق العسكري والاستخباراتي الهائل بين سلطات السيسي والموساد الاسرائيلي ؟
إيلي كوهين أو ' الياهو بن شاؤول كوهين '( 1924 - 1965) الجاسوس الإسرائيلي الشهير الذي كاد أن يصبح رئيسا لسوريا في منتصف القرن الماضي ، قصة مثيرة ما زالت ماثلة في ذاكرة العرب عن تغلغل الإسرائيليين والصهاينة في أعلى مراكز صنع القرار العربية ، وقد كان كوهين ومن مثله جواسيس يعملون في الخفاء ويلبسون ثياب العروبة ويتحدثون بلكنات ولهجات عربية محلية تبعدهم عن الشك والاشتباه في انتماءاتهم الخارجية على طريقة الجنرال كلوب باشا أو 'أبو حنيك' الأردن ، ولولا أن المخابرات السوفياتية آنذاك اكتشفت أمره ربما كنا سنشاهده اليوم أو نشاهد ابناءه وأولياء عهده من العائلة الرئاسية العريقة يدعون الشرعية التاريخية وربما الدينية ويحكمون سوريا لغاية الان.
السيسي قاتل الألوف من المصريين الأبرياء والخائن للعهد والحانث للقسم يعمل اليوم لصالح إسرائيل جهارا نهارا ويحاصر غزة ويمزق ليبيا ويحاول الانتصار للسفاح الاسد في سوريا ، ويتواصل مع نور المالكي وطغمته الطائفية في العراق عارضا التعاون معهم فهل يحتاج أهل الكنانة أدلة أكثر من ذلك على أن رئيسهم هو فعلا كوهين مصر .المثير للسخرية أنه في الوقت الذي يعزز السيسي صلاته بالكيان الاسرائيلي فإن طغمته وقضاءه الفاسد يحاكم الرئيس الشرعي المنتخب من قبل الشعب المصري يحاكمه بتهمة التخابر مع حماس واعجبي؟. نعم نجح السيسي في مصر في ما لم ينجح به إيلي كوهين أو ' الياهو بن شاؤول كوهين' في سوريا وأصبحت مصر حليفا ونصيرا لإسرائيل ويآلها من مصيبة .المصيبة الأعظم تكمن في سكوت شعب مصر وقبوله بالأمر الواقع وانطلاء تصريحات السيسي عليه بأنه يعمل من أجل مصر وشعبها . آمل أن لا يتأخر المصر