أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


"لمة العائلة في الشتاء".. أجواء حميمية تكسر حدة الملل

04-11-2014 12:36 PM
كل الاردن -
تعتبر الأجواء الشتوية من الطقوس المفضلة لعدد كبير من الناس، لما تضفيه من أجوء حميمية تجمع أفراد العائلة، وخاصة في ساعات المساء، وتختلف الطقوس من بيئة لأخرى بحسب عادات تلك العائلات، إلا أنها جميعاً تتفق على الحنين للجلسات العائلية.
وتستقبل غيداء منذر فصل الشتاء بالعديد من التغيرات التي تُحدثها في البيت لتضفي أجواء أكثر دفئاً للعائلة ككل، وتشجع أفرادها على الجلوس في البيت إذ إن للشتاء سماته الخاصة التي تتجلى في إجتماع الأسرة كل ليلة في غرفة الجلوس، ومتابعة التلفاز وتناول بعض الحلويات، والتي عادةً ما تعدها الوالدة في البيت.
وتقول منذر إن الشتاء له الكثير من الأمور الجميلة، فهو في النهاية نعمة من الله، ويجلب الخير والمحبة معه.
“تجمع الأسرة حول المدفأة هو سر جمال فصل الشتاء بعد يوم شاق في العمل خارج المنزل”، بهذه العبارات تتحدث الطالبة الجامعية هبه غنيم عن سعادتها بأجواء الشتاء الحميمية، إذ على الرغم من أنها تُفضل فصل الصيف، إلا أنها لا تفوت فرصة الاستمتاع بالأجواء الشتوية برفقة إخوتها في المنزل.
وتردف غنيم بالقول إن والدتها هي سر جمال البيت في فصل الشتاء، إذ إنها ربة منزل وتعمل خلال ساعات النهار على تجهيز كل ما يجعل الأسرة تستمتع بأجواء الشتاء، من خلال تحضير أكلات شتوية تبعث رائحتها على الدف والراحة، مثل العدس والملفوف، وكذلك المشروبات الساخنة مثل السحلب، وتحضير غرفة الجلوس لتكون الغرفة التي يجلس بها كل أفراد العائلة لتناول الواجبات أو مشاهدة التلفاز.
وتتعمد الكثير من ربات البيوت أن تحضر الكثير من “المونة” قُبيل دخول فصل الشتاء، كون الأسرة تجلس لساعات طويلة في البيت، خاصة مع تطبيق نظام التوقيت الشتوي، والذي يجعل من ساعات الليل طويلة، تضطر فيها ربة المنزل أن تحضر ثلاث وجبات في اليوم.
وتقول أم إبراهيم، وهي أم لأربعة أبناء، إنها تبدأ بتجهيز الحلويات والمعجنات الخفيفة قبل فترة من الزمن وتقوم بتخزينها في “فريزر” حتى تقدمها لأبنائها خلال جلوسهم في البيت في فصل الشتاء، عدا عن كونها تُعد الزيتون والمقدوس التي تستهلك كميات كبيرة منها في فصل الشتاء.
وتؤكد أم إبراهم أن سعادتها تكون غامرة بوجود ابنائها في البيت طيلة النهار تقريباً، خاصة أبناءها الكبار الذين يدرسون في الجامعة، ويعودون خلال ساعات المساء، ليجدوا الراحة والدفء في المنزل، الذي يحتضنهم، بعيداً عن أجواء الصيف التي عادةً ما يقضي الاولاد معظم وقتهم خارج المنزل.
ومع أول يوم أشعلت فيه الوالدة “المدفأة” شعرت سارة عبيد بالفرحة والحنين في ذات الوقت، إذ تذكرت الأيام الجميلة التي كانت تجتمع فيها أفراد الأسرة جميعها حول المدفأة، ويجلس الجميع يتحدثون عن كل ما حصل معهم في ذلك اليوم الشتوي الطويل، ليعودوا جميعاً إلى البيت.
وتقول عبيد أن بعض إخوتها تزوجوا، ولم يبق في البيت إلا والداها وشقيقها الصغير، لذلك كثيراً ما تربط فصل الشتاء بالأجواء الحميمية التي كانت تجمع أفراد أسرتها، لذلك تحرص خلال فصل الشتاء على أن ترتب ليوم عائلي ما بين الحين والآخر، يلتئم فيه جميع أخوتها في المنزل، لتستعيد معهم ذكريات فصل الشتاء والطفولة.
هذه الأيام التي تقضيها سارة، وهي موظفة في القطاع الخاص، تجعل من فصل الشتاء فصل “العائلة”، ففيه تجلس الاسرة لساعات طويلة سويأً، ويتبادلون الأحاديث الجميلة والذكريات.
وهو ما يؤكده اختصاصي علم الأجتماع في الجامعة الأردنية الدكتور سري ناصر، الذي يرى أن المجتمعات في حالة وجود تغيرات جوية فإن العلاقات القائمة بين الأفراد، تتغير ويصبح فيها نوع من التكافل، ومثال العلاقات الأسرية تتغير ويظهر نوع من التكافل الاجتماعي والأسري فيما بينهم.
ويضيف ناصر أن ما تمر به المنطقة من ظروف جوية “غير معتادة” يجعل الأفراد يتبادر إلى ذهنهم أن عليهم أن يوفروا كل ما يلزمهم من متطلبات و”مونة” للبيت، تكفي لفترة زمنية تتراوج ما بين أسبوع أو أكثر، نظراً لاحتمالية صعوبة الوصول إليها في حال تساقطت الثلوج بكثافة وأغلقت الطرق.
أما رند خالد فانها تتفق مع قريباتها من الفتيات أن يجتمعن مع بعضهن بين الحين والآخر، في كل مرة في بيت إحداهن، وترى أن هذه الطريقة تجعل من أيام الشتاء جميلة وممتعة، خاصة في الأجواء الأسرية والأحاديث المرتبطة بالذكريات العائلية الجميلة التي جمعتهن خلال طفولتهن.
وتعتقد خالد أن اللمة في فصل الشتاء أفضل منها في الصيف، وأنهن عادةً ما يخططن للقاء خارج المنزل في الصيف، بينما في الشتاء يكون المنزل والتدفئة هي خيارهن للاستمتاع والجلوس بأجواء عائلية افضل، لا تخلو من “تحضير وجبات بيتية خفيفة تبعث على الدفء والسعادة في آن”، على حد تعبيرها.
وفي هذا الجانب، تقول الاختصاصية النفسية والأسرية الدكتورة خولة السعايدة إن الإنسان بطبيعته يميل إلى التذكر والحنين إلى كل ما هو ماض، وسبب ذلك أنه بالفعل قد يكون مرتبطا بأشخاص وأفراد وذكريات جميلة، قد ينتهز الأشخاص أي فرصة لديهم للاجتماع للحديث فيها، وتعتبر الأجواء التي تجمع الأسرة كما في فصل الشتاء من أكثرها.
وتؤكد السعايدة أن الذكريات وتبادلها مع الآخرين وبأجواء “حميمية” لها كبير الأثر في تغيير الحالة النفسية له، تتمثل في طريقة الحديث واختيار الذكريات، والتي من الممكن أن تكون دافعاً له لإيجاد أداة “مفرحة” في المستقبل.
وعلى الرغم من ذلك، يقول أستاذ علم النفس الأميركي ومؤلف كتاب “التشوق إلى الأمس دراسة في سيكولوجية الحنين” الدكتور فريد ديفينز، إن “للحنين إلى الماضي والذكريات الجميلة الدافئة أثرا فعّالا في مساعدة الإنسان بصفة عامة والمرأة بصفة خاصة على مقاومة وعلاج الكثير من حالات القلق أو الحزن أو الشعور بالوحدة أو بعض حالات الاكتئاب التي أصبحت سائدة هذه الأيام بين النساء”.
وتبين دراسات نفسية أسرية أن الاحتفالات والتجمعات العائلية “تعطي الشخص شعوراً بالمتعة ونوعا من تغير السلوك الروتيني وكسر الرتابة ليصبح الشخص جزءا من عائلته الكبيرة”، وترى الدراسة أن “الحديث عن ذكريات الماضي تعطي متعة وسعادة وتزيد حنينية عند تبادلها مع الأقارب مثل الأعمام العمات وأبناء العم تجد حيزاً جيداً من الاستماع من قِبل الحضور خاصة إنْ حملت نكهة الطرافة والمتعة”.


الغد
التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012