أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


الفزاع يكتب: رسالة إلى الكلالدة

بقلم : علاء الفزاع
16-11-2014 08:40 PM
لماذا إلى معالي الرفيق خالد الكلالدة بالذات؟ لأنه لنا وليس لهم، ولأن النصيحة واجبة. لماذا الآن؟ لأن الكثير من المواقف على المحك ولأن مفترق الطرق اقترب.

لم يعجب الكثيرون بدخول الكلالدة إلى الوزارة، بل كانت الانتقادات -القاسية في جلها- تتركز على مشاركته في الوزارة بحد ذاتها كمشاركة. الكثير من المعارضين اعتبروها قفزة من قارب المعارضة إلى قارب النظام، ولكن الكلالدة نفسه كان له رأي واضح وصريح قبل ذلك مفاده أن الاعتزال وعدم المشاركة يخدم القوى المحافظة في النظام، وأن البرنامج السياسي المحدد والصريح للمشاركة في الحكومة هو أسلوب مناسب للتغيير ضمن أساليب كثيرة. وفيما سبق وقبل سنوات، في العام 2009 ربما، أعلنت حركة اليسار الاجتماعي التي كان الكلالدة يرأسها عن برنامجها وشروطها للمشاركة في أية حكومة. وبالتالي فموقف الكلالدة ليس مفاجئاً لمن كان متابعاً، ولا منعزلاً عن سياق سياسي لا يتبنى مقاطعة النظام، بل يتبنى الضغط والانخراط الإيجابي فيه، عدا عن أن قطاعاً لا بأس به من المعارضة، شئنا أم أبينا، لا يرى بأساً في التوزر بحد ذاته، مع ربط التقييم بالنتائج.

حتى من هاجموه بسبب ملاحظات نقدية قاسية وجهها للحراك الشعبي يبدو أنهم إما لا يعرفون أو أنهم نسوا أن الكلالدة كانت له ملاحظات أكثر قسوة حول الحراك ومنذ البداية رغم مشاركته فيه، وعبّر عن انتقاداته تلك علناً وفي عدة اجتماعات ومواقف، فهي ليست شيئاً جديداً طرأ عليه بسبب الوزارة.

بغض النظر عن صحة هذا الموقف -المشاركة في حكومة عبدالله النسور- أو عدم صحته إلا أنه يبقى اجتهاداً سياسياً لا يجوز أن تتم معاملته بالتخوين وبطريقة الأبيض والأسود، خصوصاً وأن المعارضة في غالبيتها اختارت طريق الضغط على النظام للإصلاح التدريجي، وليس لإسقاطه. لا يعني هذا أنني مع مشاركة الكلالدة في الحكومة، ولكن أدعو لتقييمها وفق معايير مختلفة عن المعايير الإطلاقية ذات اللونين، وبعيداً عن محاولات القتل السياسي للرجل.

ولكن وفي ذات الوقت فإن صدقية خالد الكلالدة على عدة محكات، إضافة إلى مفترق الطرق المقبل. وبدون استعجال للنتائج وبدون لغة التخوين وضمن حدود النقد السياسي لا يبدو أداءه فيها حتى الآن مبشراً. فمسألة الاعتقالات السياسية ومنذ أكثر من عام من عمر مشاركته في الحكومة مستمرة دون توقف، بل إن القيادي العمالي محمد السنيد تم اعتقاله بعد خروجه من لقاء مع الكلالدة في مكتبه في الوزارة، في تحد أمني واضح. ولم يكن هناك موقف قوي له في هذا الصدد. أية رسالة تحد يقوم بها ستكون كافية لإحراج القوى المحافظة داخل النظام. لم نشهد له على سبيل المثال تصريحاً قوياً ضد الاعتقالات، ولا زيارة إلى أحد المعتقلين، ربما إلى زائره المحتجز محمد السنيد. لم نشهد له أي تحرك بصفته عضواً في الحكومة ضد الاعتقالات السياسية، حتى ولو لم يكن يعجبه أسلوب الاحتجاج فهو أعرف بضرورة محاسبة من يخطئ أمام القضاء المدني وليس العسكري. واضح أن البلاد تمر في سياق عمليات ثأرية ضد بعض نشطاء الحراك ومحاولات تأديب وترهيب للبقية، وعودة إلى سياسة الضغط المرن على الحريات كلها، الحراكية والصحفية والنقابية، جميعها.

ضمن برنامج الكلالدة في حركة اليسار وضمن إعلاناته المستمرة كان الحديث عن قانوني ضريبة الدخل والضمان الاجتماعي كمدخل أساسي لأي تغيير حقيقي في البلاد، وكأساس لإعادة توزيع الثروة بطريقة عادلة. القوانين المذكورة تتم صياغتها بطريقة غير مريحة، وما دامت في عهدة النواب فهو أعرف من غيره بطريقة توجيه مواقف النواب بما يضمن مخرجات معينة. المسألة لا تحتمل إلقاء الكرة في ملعب الآخرين، بل هو مشروعه المباشر والذي على أساسه دخل إلى دائرة القرار، وينبغي أن يستميت دونه وبكل الوسائل، حتى العلني منها. أما منظومة الأسعار والتسعير فهو كان من أشد المنتقدين لها، وبالأرقام والتفاصيل، ولديه تصور جيد عن كثير من البدائل. وها هي الحكومة التي يشارك فيها تمارس بالضبط ما كان ينتقده.

أما محاسبة الفساد فمن الواضح أنه وحتى في المؤشرات العالمية فإن الأردن يتراجع ويزداد فيه الفساد. ولدينا في التعيينات الأخيرة مثال جيد. ومن يطلع على جرأة حركة اليسار الاجتماعي والكلالدة بالذات في الهجوم على الفاسدين بالاسم فسيجد صعوبة في هضم بقاء الكلالدة في هذه الحكومة الحالية.

ضمن معايير تقوم على البرنامج الذي شارك فيه، فهذا هو مغزى مشاركته وهذا هو هدفها، فإن لم يتحقق المغزى وسارت الأمور في مسار معاكس بعيداً عن الهدف، فهل يكتفي بالبقاء في الحكومة بصمت ودونن أمل في إنجاز اي شيء من برنامجه، والخروج من الوزارة كتحصيل حاصل عندما يتم استبدالها بحكومة أخرى؟

أما مفترق الطرق الحقيقي والنقطة التي قد تصبح سوداء في تاريخه فهي مسألة اتفاقية الغاز مع الكيان الصهيوني. تشير أدبيات حركة اليسار الاجتماعي والتي شارك هو شخصياً في صياغتها، وتشير تصريحاته هو كذلك، إلى موقف حاسم وقاطع من أية علاقة مع الكيان الصهيوني، لا بل كان يتبنى موقفاً جذرياً من وادي عربة، ويدعو إلى تبني تهج وطني أردني عدائي إزاء الاحتلال الإسرائيلي. إن تمت تلك الاتفاقية الغازية وهو في الحكومة فهو شريك بالتضامن والتآزر، كما هو شريك في كل ما صدر ويصدر عن الحكومة.

معلوم بالتأكيد أن هناك مسافة ما بين المواقف السياسية للشخص وما يتطلبه منه وجوده في حكومة وضمن مجموعة، ومعلوم أن تقدير تلك المسافة يختلف ويبقى محل اجتهاد. ولكن بعض المسافات أكبر وأوضح بكثير من أن يتم غض الطرف عنها، وهنا بالضبط يمكن التصرف على أساس الأبيض والأسود، وخصوصاً إذا ما تضاربت نتائج المشاركة بشكل حاد مع البرنامج الذي على أساسه تمت تلك المشاركة.

هذه الملاحظات موجهة إلى الرفيق، مرة أخرى من باب النقد السياسي وليس التجريح، ومرة أخرى من باب أن هذا الرجل الذي قدم ما قدمه عبر تاريخه الطويل هو في الأساس لنا وليس لمعسكر الفساد، ومن باب أننا سنبذل كل جهد كيلا تزداد المسافة ما بينه وبين الجهة التي كان في الأصل يدافع عنها.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
16-11-2014 06:45 PM

.
-- نقد منصف راق ليس بغريب على قامة وطنية مناضلة كعلاء الفزاع .

.

2) تعليق بواسطة :
16-11-2014 07:42 PM

الى اخي علاء الفزاع واخي المغترب اريد اهداء السيد كلالدة اغنية بعنوان رفيقي مشى نص الطريق وولى رقاق المسالك زينوله الذله

3) تعليق بواسطة :
16-11-2014 09:26 PM

نعتذر

4) تعليق بواسطة :
16-11-2014 11:37 PM

اليوم يخاطب الأستاذ علاء حراكيا أصيلا ,في نهج يغلّفه "الحزن" و "الرجاء", الحزن على حالة الغفوة التي يمر بها هذا الحراكي , والرجاء في صحوة قريبة تعيده إلى الجهة التي كان في الأصل يدافع عنها.

وقبل عشرة أيام خاطب الأستاذ علاء حراكيا زائفاً ,في نهج غلّفه "الغضب" و " اليأْس ", الغضب من حالة النفاق والتسلق والنفعية, واليأْس التام من عودته إلى المعارضة النقية .

علاء الفزاع ;أنت بحق عليم بالرجال,كم أنت رائع.

5) تعليق بواسطة :
16-11-2014 11:48 PM

النظام عارفكو وخابزكو وعاجنكو,
سبحان الله, كل المعارضين قارئين عند شيخ واحد, يبقى يعارض حتى يحصل على منصب, ثم يبدأ بالتسبيح بحمد النظام, وهكذا دواليك.ولذلك لم يأخذ النظام أي معارضة على محمل الجد, وسعر أي معارض معروف سلفا

6) تعليق بواسطة :
17-11-2014 03:42 AM

( امثال... )



* يقول المثل العربي :

زي اللي رقصت عالسلم لا اللي فوق سمعوها ولا اللي تحت شافوها



* ويقول دوق يوركشاير :

IF YOU ARE BETWEEN TWO PLACES YOU ARE NOWHERE



* كما ويقول المثل الامريكي :

IF YOU CANT BEAT THEM JOIN THEM



* هذا ما ينطبق على المنشقين عن المعارضة الاردنية، والمثال الاول هو الاقرب الى واقع حال المعارض المنشق.

7) تعليق بواسطة :
17-11-2014 04:20 AM

الرجل بذكاءه حقق حلمه و صار وزير وصاحب معالي و ما عاد تفرق معه كل سوالفكم

8) تعليق بواسطة :
17-11-2014 11:14 AM

احترم ما جاء في مقال النزاع على اعتبار أنها رسالة عتب وتوضيح لنهج اليسار ..د.خالد أعرفه منذ أيام الدراسه لا يلين ولا يهان لكن لربما الموج أقوى من مركبه..باعتقادي الشخصي انه قد ينسحب من حكومه تحاول حرق مرحله مهمه من حياته..لننظر ونرى ما هو فاعل.

9) تعليق بواسطة :
19-11-2014 10:20 AM

من عقلك يافزاع مصدق ان مثل ......لها مبادئ ثابتة هؤلاء يبيعو كل المباديء عند أول فرصة منصب ولو كان مساعد مساعد مساعد وكيل وزارة او نائب نائب نائب مدير مديرية في وزارة فكيف عندما يكون وزير !!!

10) تعليق بواسطة :
21-11-2014 12:34 PM

مثله مثل سابقيه مناضلين حتى الكرسي وبعدين بنخوا مثل الجمال والله العظيم ان الأجهزة عارفاهم اكثر منا احنا الهبل وخذهم من حكومة طاهر المصري وجاي ابو خالد وأبو جاسم وهلم جرا وصحتين عليهم هذا ال..............

11) تعليق بواسطة :
21-11-2014 02:00 PM

نعتذر

12) تعليق بواسطة :
22-11-2014 12:18 PM

يا صديقي رقم 10 أضف للقائمه مازن وسميروصالح وووووووكلهم انتهازيين وصاروا عند الشعب في أسفل درجات السلم

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012