بقلم : ادهم غرايبة
16-11-2014 11:45 AM
لم يمض أسبوع واحد على تعيين 'معالي و سعادة و حضرة د. هاني الملقي ' رئيسا لمنطقة العقبة الاقتصادية - التي كانت تعرف قبل عهد الديجتال بمحافظة العقبة ! – حتى أعلن الرجل أن العقبة خالية من القمامة و شوارعها نظيفة !
فهل بتنا في زمن يسجل للمسؤول أنه أستطاع تنظيف الشوارع ؟!
هل بات حلما أن تكون شوارعنا نظيفة ؟!
..............
الغريب ان الرئيس السابق للعقبة الاقتصادية - د.كامل محادين - لم ينجح حتى في موضوع النظافة العامة في مدينة عرف عنها طويلا نظافتها سيما أن مساحتها و عدد سكانها لا يشكلان تحديا برغم أعداد السائحين . ومع إخفاقه حتى في أبسط المواضيع إلا أنه أعفي من منصبة ليعين في منصب أخر بدلا من إقصائه على أقل تقدير !
قيل في أداء ' د. المحادين ' ما قيل , و ' للرجل ' تاريخ طويل من المواقف الإشكالية مع أهل المدينة و مفاصل إقتصادية حساسة فيها , و قد طال بقاءه في سلطة العقبة الإقتصادية كي لا يقال ان أطرافا شعبية - على رأسها بعض نواب العقبة - قد نجحوا في الخلاص منه و كأن معاندة الرغبة الشعبية و مناكفة تطلعات الناس و عدم الاستجابة لمظالمهم بطولة و حكمه و دليل قوة !
يقال عن سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الكثير . و نسمع قصصا غريبة , فما من دخان فساد بدون نار الحكومة .فتسمع عن محسوبيات توصل شقيق نائب مشكوك في أمره أصلا لموقع قيادي بلا وجه حق , و رؤوساء دوائر بلا مؤهلات دراسية يعمل تحت قياتهم من يحملون شهادات عليا و لديهم كفاءات و خبرات محترمة و رواتب ' بالهبل ' لأشخاص لا يفيدون المدينة بشيء !
عموما هذا يحدث في عموم وزارات و مؤسسات البلد الكبرى , فحيثما يفشل طبيب في عيادته يأتون به وزيرا للصحة و حيثما يفشل معلم شاورما تجده وزيرا للسياحة واترك القائمة الطويلة لمخيلتك .
من الغريب و المعيب حقا أن أطرافا متحكمة في الاردن تهبط بمستوى طموحاتنا الى حل مشكلات النظافة التي ندفع لأجلها الضرائب و الرسوم التي تدر أرباحا على الحكومة اكثر من الكلف الحقيقة و مع ذلك تتفاقم المشكلة التي لا تحتاج لاكثر من صيانة سيارات النظافة المتوفرة و شراء المزيد منها فضلا عن التفكير بطرق بسيطة يتحمل فيها الناس مسؤولياتهم تجاه نظافة مدنهم و قراهم , فكيف نتوقع من هكذا حكومات حلولا لمشاكل الطاقة و المواصلات و تطوير التعليم و الخدمات الصحية و الامن الغذائي و الاصلاح السياسي ؟!
...............
لا مشكلة لدي في أن يستلم ذات الشخص اكثر من منصب بشرط ان يثبت نجاحة و يبرهن على عفته و يبدي حرصا على التغيير الايجابي أما أن يكون رصيده من الانجازات في السالب و رصيده في البنك بالموجب فهذا تجب محاسبته و تغريمه لا تكريمه .
بالمناسبة ,أكثر ما يحتاج ل ' إعادة التدوير ' في بلدنا هي القمامة !
فالمشروع طال انتظاره .