أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


انهيار الوضع العربي ولن يعود كما كان

بقلم : سلطان ابو يوسف
23-11-2014 12:48 AM
الجاهلُ عدوّ نفسه ،هذا أقلّ وصفٍ يمكن أن نطلقهُ على وضع عالمنا العربي ، ومهما اختلفت الآراءُ حولّ الربيع العربي إلا أنه وُلدَ نتيجة الفقر والظلمِ وفقدانِ منظومةِ العدالة الاجتماعية والتجهيل ،والتي أدت إلى ثورة الشعوب على جلاديها .

ربما كانَ ما يحصلُ يدور في فكر الغرب ،لزيادة المعاناة ومسلسل التجهيل والتدمير الاجتماعي والاقتصادي الذي يؤدي إلى مزيدٍ من الفقر والتجهيل والمعاناة ،ولكن الصواب أن الغرب استغل هذه الثورات الشعبية وامتطاها وأدار دفتها ليحقق من خلالها مآربه ،وما يحقق أهدافه ومصالحه كما حصل في العراق وسوريا واليمن وليبيا .

انهيار منظومة الظلم لن يتوقف عند حدود الدول التي تحررت شعوبها من عقدة الخوف طلباً للأمن ولتحقيق العدالة الاجتماعية ،ولكن الربيع العربي سيستمر متدحجرا ليشمل الخليج العربي ،ودول المغرب العربي في الفترات القادمة .

الدول التي بدأت فيها الحروب لن تشهد سلاما قط ولن تقوم بها حكومات وبرلمانات حقيقية ،ولن يتشكل على أراضيها أية جيوش حقيقية يوما ما ،وكل ما سنشهده جيشا هشاً على نمط الجيش العراقي ،الذي سينهار مع أول نسمة ثورة تهز أركانه ليذوب ويتلاشى .

كما أن الحضارة والمدنية لن تعود لأي دولة انتفض شعبها وثار وتمرد على جلاديه، فهذه معادلة من الصعب ضبطها ،فسياسة الغرب ،وأركان أي نظام سابق ،والثورات التي تحاول أن تجد موضع قدم لها للاستيلاء على السلطة ،كلها لن تسمح أن يعم الأمن أو أن تستولي سلطة بعينها على الحكم ،وبالتالي ستبقى عملية التدمير مستمرة مهما تم البناء والترميم ، واستمرار مسلسل التصفية والاغتيالات، وولادة ثورات، وواد ثورات، وتجمع ثورات وهكذا الحال .

الغرب سوف يبقى متماسكا، ويحاول أن يحافظ على الأنظمة التي (لم) تثور شعوبها على جلاديها ،ولكن لن يطول هذا كثيراً لأن الغرب سيجد نفسه مضطراً أن يخوض حرباً كبيرة وطويلة الأمد مع تنظيم (الدولة)، وهذا سيسهل على الشعوب أن تنتفض على حكامها، لأن المشاركة في هذه الحرب وما ينتج عنها من ويلات، ومعاناة على الشعوب الأخرى من جهة، وما يلحق بتلك الدول من معاناة أمنية، واقتصادية، سيجبرها أن تنبت ربيعا عربيا كباقي الدول .

الضربة الكبرى التي ستلحق بالغرب وتؤدي إلى إلحاق هزيمة كبرى به إذا تضعضع الوضع في الخليج العربي، واستطاع تنظيم الدولة أن يوقف تصدير النفط من العراق والخليج، هذا الوضع سيخلق اضطرابا أمنيا في أوروبا، وأمريكا، لأنه سيهز اقتصادها ويلحق به ضررا كبيرا ،وبالوقت نفسه سيؤدي إلى ارتفاع نسبة البطالة وهذا سيقود إلى ارتفاع نسبة الجريمة .

إذا لن تعود أي دولة من دول الربيع العربي لوضعها الطبيعي يوما ما ،وما تبقى من الدول آجلا أو عاجلا ستلتحق بدول الربيع العربي ،ولن تعود الجيوش إلى وضعها الطبيعي، ولا عملية الازدهار في البنيان من جديد ،أمريكا وأوروبا سيدب بهما الوهن، والضعف، والفوضى في حال سيطر تنظيم الدولة على منابع النفط، أو إذا ما استطاع أن يوقف عملية التصدير .

النتيجة طويلة الأمد رغم كل ما نراهُ ونعتبرهُ خرابا ودمارا، سيكون خيرا ونعمة يوما ما على أبناء المسلمين في كل مكان، والخاسر الوحيد بعد طول معاناة الظالم، والجلاد، والضحية هو من سيبتسم أخيرا.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
24-11-2014 01:57 AM

نعتذر

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012