أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


وصفي التل

بقلم : عصام عضيبات
28-11-2014 10:00 PM
وصفي هكذا كان .... وكيف يحبّ أن نكون
في مثل هذه الأيام تطلّ علينا ذكرى أدمت قلوب الأردنيين الشرفاء
وأدمعت عيونهم، وهذه الذكرى ما فتئت تجدد الحزن والألم ولكنها
تجدد فيهم العزم والتصميم ألا وهي ذكرى طيب الذكر وصفي.
هذه الذكرى التي أذنت بها الحكمة الإلهية ليدّ الغدر أن تصل إلى صدرٍ
احتوى قلبًا اعتاش على حبّ الأردن والأردنيين ... اعتاش على الولاء للأردن قيادةً ... وأرضًا ... وشعبًا.
رغم إحساسه اليقيني بأنّ خطبًا جللاً سيحدث له في أرض الكنانة ...
وعلمه الأكيد أنّه لا يعود من الشقيقة مصر إلا ملفوفًا بالعلم الذي
عشق... ومحمولاً على أكتاف النشامى رفاق السلاح الذين سيبكون
دمًّا على رحيله... إلا أنّه لم يسمح لنفسه أن تسول له بأنّ يتخاذل
أو يجبن عن أداء الواجب الموكل له، وأبى إلا أن تكون للأردن الكلمة الفصل في اجتماع مجلس وزراء الدفاع العرب المنعقد في القاهرة.
فإن كان وصفي قد رحل ... فإنّ الأردن الذي عشقه وصفي باقٍ كالبقاء الذكر الذي يكبر يومًا بعد يوم في نفوسنا لرجل نذر حياته فدى الأردن. ولكنّنا نعرج في هذه الأيام من كلّ عامٍ نستذكر دورسًا وعبرًا تدرس للأجيال ... كيف يكون الولاء؟؟ كيف يكون الانتماء؟؟ والمنطقة ترزح في غياهب الظلمات والصراعات ... والقوى المتصارعة تحيط بالأردن إحاطة السوار بالمعصم. فتوجب علينا أن تكون جبهة داخلية شعبية تضع الله أولاً ... ثم الأردن ... ثم الأردن. فالأردن أمانة في أعناقنا وحمايتها أضحى فرض عينٍ على كلّ من تنسم هواءها وشرب ماءها. ولا نسمع لغرابيب الدمار من هنا وهناك.
وصدق الشاعر حين قال:
إذا عطشت وكان الماء ممتنعًا فلتشربي من دماء الزند يا بلدي
وإذا سقطت على درب الفداء قطعًا أوصيك أوصيك بالأردن يا ولدي
وأنا سأوصي ولدي اليزيد وأخواته:
ولدي الحبيب ... أبي - طيب الله ذكره – أوصاني ... وكانت نعم الوصية
وأنا أوصيك بها ولدي ... الأردن بلدك ... أرض الحمية
صنّها بدمك ... بنفسك ... بمالك ... ولا تدعها للخون لقمة شهية.
وأدعو أهل السياسة والبلاغة والبيان بأن يتمثلوا وصفي في حياتهم وأعمالهم، فيكفيهم فخرًا أن يقرأوا سيرته العطرة, وسأورد سطرين من هذه السيرة.
في أحد المؤتمرات الصحفية أخطأ الشهيد وصفي التل في النحو، فقال له احد الصحفيين , دولة الرئيس مخزونك النحوي قليل! .. فكان رد وصفي: لكن مخزوني الأردني كثير وهذا يكفي.
رحمك الله يا وصفي ... وأخوانك لا زالوا على العهد الأردن ... الأردن .... الأردن.
بقلم:
عصام عضيبات – أبو ظبي.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
28-11-2014 11:12 PM

الله يعطيك العافية على هذا المقال ، عن شهيد الوطن والامة المرحوم وصفي التل
ونحن في " سوف " بمحافظة جرش ،كانت لنا قصة مع المرحوم ، عندما زار مدينة جرش وكان برفقته الزعيم الفلسطيني المرحوم ياسر عرفات

2) تعليق بواسطة :
30-11-2014 07:17 AM

الله يعطيك العافيه على هذه الدرر
وربنا يكثر من امثالك المخلصين للوطن وارضه
ارض الاردن تحن لابنائها المغتربين الشرفاء امثالك

3) تعليق بواسطة :
30-11-2014 10:53 PM

مقال غاية في الابداع والصورة الادبية في وصف أحد رجالات الذين قل مثيلهم جاءت دقيقه والكلمات غاية في الروعه أبدعت أخ عصام عضيبات وهذا وفاء منك للراحل العظيم

4) تعليق بواسطة :
01-12-2014 10:47 PM

مقال فيغاية الابداع والصورة الادبية في وصف أحد شهداء الوطن الحبيب و رجالات الذين قل مثيلهم جاءت دقيقه والكلمات غاية في الروعه والابداع أخي عصام ابواليزيد وهذا وفاء منك للراحل العظيم

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012