أضف إلى المفضلة
الإثنين , 20 كانون الثاني/يناير 2025
شريط الاخبار
تنصيب دونالد ترمب رئيسا للولايات المتحدة - تحديث مستمر الملك يتفقد مشروع مساكن الملاحة في دير علا المكون من 400 وحدة - صور الامانة تعلن إيداع قوائم التخمين 2025 عطية يسأل وزير الصحة عن اسماء شركات اللحوم الفاسدة الملك يلتقي المكتب الدائم لمجلس النواب اللجنة القانونية النيابية تُقرّ عددا من مواد (الوساطة لتسوية النزاعات) الجمارك: ضبط 17000 عبوة من الجوس المقلّد المنتهي الصلاحية احالات الى التقاعد المبكر في التربية - أسماء إصابة لاعب المنتخب الوطني لكرة القدم خيرالله خلال معسكر الدوحة رئيس الوزراء يوجّه باتخاذ كامل الإجراءات لتصويب المخالفات الواردة في تقرير ديوان المحاسبة إعلام إسرائيلي: فشل مدوٍ للجيش وحماس حققت أهدافها وفاة خمسيني بحادث دهس في الزرقاء والأمن يبحث عن السائق تأجيل اجتماع لجنة الصحة النيابية المخصصة لمناقشة حادثة ( اللحوم الفاسدة ) مدير الكهرباء الوطنية: رفع الجاهزية وضمان استقرار النظام الكهربائي جلسة مفتوحة لمجلس الامن بشأن فلسطين اليوم
بحث
الإثنين , 20 كانون الثاني/يناير 2025


وصفي التل , باق و يتمدد !

بقلم : ادهم غرايبة
30-11-2014 12:06 PM

بات مؤكدا اليوم أن الإستحضار المكثف و الحضور الطاغي لسيرة الشهيد وصفي التل و استدعاءه بشكل طارئ هي إحدى تعبيرات الإحتجاج السياسي و الوطني على حال الدولة الاردنية و مآلاتها التي لا تسر أحدا .


أكاد أجزم أن سيرة الشهيد القائد وصفي التل لم تستحضر في ضمائر الأردنيين في أعقاب إستشهاده مثلما أستحضرت في الأعوام القليلة الماضية ,و الغريب أن ' الدولة ' التي يفترض بها تكريم قادتها من الشرفاء تتخذ من التهميش منهجا لغايات تهشيم الروح الوطنية و إبقاء الوطن بلا وطنيين , و قد تجلى ذلك بوضوح في تجاهل التلفزيون الرسمي – رحمه الله - لذكرى إغتيال الشهيد الحي في ضمائر الأردنيين !


على قاعدة ' في الليلة الظلماء يفقتد البدر ' يستعاد وصفي التل ' الانسان و المشروع معا ' في ظل ' الافشال ' الذي تواجهه الدولة اليوم في كل القطاعات و على رأسها القطاع المعيشي و الاضعاف المتعمد للعصبية الوطنية الاردنية مقابل هوية سياسية مبهمة و فضفاضة تحوي هويات مناطقية و عشائرية تأسرالناس ضمن ' مجاميع ' اجتماعية مناقضة للهوية الوطنية, كل ذلك , تحديدا , يحرض نسبة كبيرة من الشباب بالذات على استعادة ذكرى الشهيد .


وصفي التل هو الذي اسس البنى التحتية للدولة و ' هندس ' مسارات الدولة الاقتصادية و السياسية و الاجتماعية التي كان من المؤكد ان حالها سيكون افضل بكثير لو قدر له تنفيذ تصوراته, او لنقل لو اكمل من جاء من بعده العمل بذات الروح و الطهر . فقد انهمكت حكوماته الثلاث بالنهوض بكافة القطاعات فتم تأسيس الجامعة الاردنية و الاذاعة و التلفزيون و كهربة الريف و مشاريع جر المياه و تحديث المواصلات و تقديم الدعم الحقيقي للقطاع الزراعي . علينا دوما , بالمناسبة , الإفلات من تخيل أن حال مؤسساتنا العامة انذاك بالوضع البائس الذي آلت اليه الان في عهد اعداء
التل و مشروعه الوطني !


وصفي التل هو الذي صعد بابناء المناطق المهمشة و الطبقة الاجتماعية المتوسطة لمستويات صنع القرار من الضفتين و زج بدم جديد بعروق الدولة مستندا الى معايير الاهلية و الانتماء الوطني .
الإطار ' الإقليمي ' الذي وضعت به صورة الشهيد وصفي التل لا تليق به . و الصورة و صاحبها أكبر من الإطار الذي فصل له لغايات غير بريئة هدفها اغتياله يوميا ه و رؤيته الوطنية . و تهدف لترويج كل اردني مؤمن بنهج الشهيد الوطني على انه اقليمي و كاره لأشقاءه من الفلسطينيين .
وصفي كان منحازا للمقاومة لا بل أنه كان أحد أكبر قادتها , و أحد المقاتلين الشرسين على أرض فلسطين ممن رفضوا التسليم و التقسيم, لكنه - في ذات الوقت - كان منحازا لمشروع الدولة المقاومة , لا لفوضى التنظيمات . و ها نحن ندفع اليوم ثمن العقلانية التي إغتيلت معه أيضا .


في حكومات وصفي الثلاث كان عدد الوزراء من أصول فلسطينية أكثر من عددهم من 'الشرق أردنيين ' , فكيف يستقيم أن يكون إقليميا أردنيا على هذا الحال ؟! و هل من يتمسك بحق الفلسطينيين بأرضهم يستحق أن يطلق عليه وصف ' اقليمي ' ؟!


من دواعي الفرح حقا أن إستحضار إسم وصفي التل و إعادته للتداول السياسي لا يتم من الشباب الوطني' الاردني ' فحسب , بل يشاركهم فيه نخبة من الشباب الاردنيين من ' اصول فلسطينية ' . حتى لو كان ذلك على ' استحياء ' - غالبا - متخلصين من اوهام متوارثه تستند غالبا لإعتبارات نفسية لا على حقائق راسخة حول سيرة الشهيد المغيبة بفعل مجموعات تعكف على القضاء كليا على المشروع التحرري المشترك للشعبين التوأمين و تسعى لمزيد من التفرقة و التفتيت و تغييب العقل .
إستعادة سيرة الشهيد مهمة و ضرورية , لكن الأهم منها التمسك بمشروع بناء الدولة الوطنية الإجتماعية التي يسودها دستور حضاري يجسد سيادة الشعب و يضمن حقوق و اجبات كل مواطن فيها و يعطي كرامة المواطنيين و هيبة الدولة و مصالحها الاولوية المطلقة . من يستذكرون سيرة الشهيد يستطيعون ان يسدون له معروفا و ان يردوا اليه بعضا من فضائلة بابسط الطرق بأن يكونوا ايجابيين بتصرفاتهم اليومية كأن يعفونا من ' غزواتهم ' في الجامعات لأسباب تافهة .


وصفي التل بحر شهامة و نبع عفة و منجم اخلاص و بطل حقيقي , لكن لا يجب ان تقف البطولة عنده ان كنا وطنيين حقيقيين . من المعيب و المحرج لوصفي التل ذاته ان نحيله الى ' الحسين ' فيما تتحول الاردن الى كربلاء يحلو فيها لطم الخدود و ضرب الصدور على ذكراه دون عمل جاد ينتصر لحقنا في حياة كريمة في وطن محصن كما كان جوهر المشروع الوطني للشهيد .


من لديهم ' ثارات ' – من الطرفين - تعنيهم وحدهم , ليتقوا الله باسم وصفي التل فهو ليس ' هتلر الاردني ' . وصفي ابن فلسطين مثلما هو ابن الاردن, و مشروعه الوطني الاردني كان مقدمة لمشروعه القومي العربي المتمثل بوحدة سوريا الكبرى .


بعد كل هذه الأعوام من ' التغييب ' لا الغياب , يحضر ' التل ' في وجدان الأردنيين كرمز وطني تتلخص فيه امالهم و اوجاعهم بعد ان انتكست مسيرة بناء بلدهم و تم السطو على المشاريع الوطنية التي أسس لها الشهيد بدون ' كومشين ' لجيبه الخاص كما جرت العادة و اصبح عرفا بين الرؤوساء الذين جاءوا من بعده .


يا الهي , وصفي التل في جنان خلده ' باق و يتمدد ' في وعينا الوطني الذي يمر بمخاض ولادة عسيرة فيما سواه من رؤوساء الحكومات ' نائم و يتجبد ' !


التعليقات

1) تعليق بواسطة :
30-11-2014 12:44 PM

الله الله ما اروعك يا ادهم وما اروع ما كتبت عن المرحوم وصفى التل ’لقد وصفته بما هو فيه فعلا من حبه للاردن وفلسطين وشعبيهما والدفاع عنهما حتى اللحظة الاخيره من حياته ’وصفى التل كان عربيا قوميا مسلما يغار على فلسطين كغيرته على الاردن وبلاد العرب ,ولكن مشكلة المرحوم من يريد ان يحوله الى اقليمى ومن اطراف عدة ولعمرى لو كان حيا يرزق لقطع السنتهم وخاصة من يتمنى عودة ايلول جديدة او يسميها ايلول الابيض وفيها ارهقت دماء عزيزة من امة العرب والمسلمين رحمهم الله جميعا ورحم وصفى التل وعزائنا انه شهيد والشهيد لا يموت ’عزائنا الحار الى الاردن وفلسطين وكل امة العرب والى ال التل الاحرار

2) تعليق بواسطة :
30-11-2014 01:22 PM

نعتذر

3) تعليق بواسطة :
30-11-2014 10:49 PM

نعم يا اخي ادهم ان نهميش الاعلام الاردني لذكرى استشهاد وصفي شىء مخزي ولكن لايزيد ولا ينقص لان وصفي في قلوب الاردنين جميعا لان وصفي حالة اردنية لم تتكرر لغاية الان فيكفية فخرا بانة مات مديون ومن خلفة يمتاك الملاين لا بل الملياراتاما بخصوص التلفزيون الاردني ففاقد الشىء لايعطية واغلب الاردنين لا يشاهدوه رحم اللة شهيدنا البطل وصفي واسكنة فسيح جنانة

4) تعليق بواسطة :
30-11-2014 11:12 PM

.
-- قصيدة في صيغة مقال , أبدعت .
.

5) تعليق بواسطة :
01-12-2014 12:46 AM

ما قلنا يا ادهم ولاكثر من مرة :
تبدلت غزلانها بقرود فشتان ما بين الثرى والثريا ... شو جاب .... لمرحبا

6) تعليق بواسطة :
01-12-2014 12:21 PM

الاعلام الاردني لم يكن في يوم من الايام اعلام دوله بل اعلام حكومات لا تملك من امرها شيء ...
الشهيد وصفي التل كان من اكبر دعاه الوحده العربيه وهو من آمن بوحده الاردن وسوريا والعراق وتحرير فلسطين بالقوه وسيره حياته تشهد على ذلك فقد وُلد على ارض الرافدين ونشأ وترعرع على ارض الاباء والاجداد واكمل علومه في لبنان وانخرط في جيش الانقاد قي فلسطين وكافح وناضل من اجل رفعه الاردن وانتقل الى الرفيق الاعلى شهيدا على ارض الكنانه .
الشهيد من نصح ودعى لتوحيد فصائل المقاومه الفلسطينيه والتوجه للعمل الفدائي داخل الارض الفلسطينيه المحتله وليس لنشر القواعد والمكاتب السياسيه التي لها توجهات وامتداد لبعض الانظمه العربيه القمعيه الفائمه على الانقلابات العسكريه داخل المدن والاحياء السكنيه .
نهج الشهيد وفكره القومي لم يروق للسادات ولا لاصحاب الدكاكين السياسيه ولا للعملاء والخونه ولذا قضى شهيدا مرفوع الراس من اجل وطنه وفكره الوحدوي وستبقى ذكراه العطره في قلوب كل الاردنيين رغما عن اصحاب الثارات والمخططات .

7) تعليق بواسطة :
01-12-2014 02:05 PM

الاخ ادهم
انا و بحسب التصنيف السائد اردني من اصل فلسطيني و تربيت في حي نزال
لم ارى او اسمع في بيئتي التي تربيت فيها احد يكره وصفي التل و يتهمه بالعنصرية بل هو يعتبر رمز للتعفف و له شعبية كبيرة
لا ادري ان كان هذا الكلام قابل للتصديق من قبل البعض لكنه ببساطة هو الحقيقة
مايكرهه ابناء هذه البيئة هو ان البعض بل الكثير ممن عندما يعبرون عن حبهم لوصفي هم في الحقيقة لايقصدون ذلك بل يعبرون عن كرههم لابناء بيئتي . هدانا الله جميعا
ولكم الشكر

8) تعليق بواسطة :
02-12-2014 03:01 PM

لكل من يحب او لا يحب وصفي التل .. فقد أُفهِمَ وانفهم على أنه قاتل مأجور لتصفية الفدائين بالأردن بِمُسمى رئيس وزراء ووزير دفاع عند الكثير من الفلسطينين والذين هم انسباء لنا وجيران .. وهذا مؤسف جداً أن العقليه الغبيه والجاهله والمتجهه بإتجاه واحد لم ولن تفهم الحقيقه .. وهذا ليس مهماً من يفهم أو لا يفهم ومن يحب ومن لا يحب فكلٌ له أعداءه وأحبائه .. بسبب إسم عائلتي كان الكثير من الفلسطينين بالأردن وخارج الأردن يتحاشوني أو يرفضون التعامل معي .. وعندما كنت طالبه بإحدى الدول الديمقراطيه والتي أحبها كانوا الطلاب الفلسطينين الأردنيين خاصةً كتله منفصله تماماً عن الطلاب الأردنيين وكانوا يشرحو بإسهاب لدكاترة الجامعه عن أيلول الأسود ووحشية النظام الأردني بجامعتي وغيرها حتى أني حاولت جاهده أن أقنعهم بعكس كلامهم تماماً وبالوثائق ونجحت .. صحيفه الكترونيه عربيه محترمه على مستوى عالمي لم تنشر لي تعليق واحد عندما كنت اضع إسم عائلتي وبالإسم المستعار كان يُنشر وبعدها لم يعد يشرفني التعليق معهم لأن الأمه العربيه ضاله مُضَلله .. عندما أُغتيلَ وصفي زغردت الفليسطينيات فرحاً وسعاده وبمجون كما كانت تخبرني أمي رحمها الله وكل نساء الأردن .... القتله يسرحون ويمرحون من تبقى منهم وله صِدر البيت ومن سَكِرَ وانتشى على قتل وصفي قُتلَ منهم ويُقْتل الحي منهم ألف مره عندما يدرك بأن الأبطال تموتُ أجساداً ولا تموتُ ارواحهم الطاهره وإنجازاتهم العظيمه ومواقفهم الشجاعه .. الأموات هم الخونه المختبئون كاللصوص ويموت كالكلاب الفاطسه لا يذكرهم حتى أبنائهم .. وتحيا فلسطين وفلسطينين الرباط والأرض وكل من استشهد على أرضها ولم يتنازل عن شبر ولم يبيع ولن يبيع . أرجو النشر وشكرا لكم

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012