أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


لماذا تتراجع اسعار النفط؟

بقلم : عاصم برقان
01-12-2014 10:34 AM
كان انخفاض سعر برميل النفط دون المائة دولار يشكل صدمة لجميع المراقبين. وفي كل مرة ينخفض فيها سعر النفط دون الحواجز النفسية المعتادة، يخرج علينا خبراء النفط ليعلنوا؛ بأنه ارخص لن يكون! ولكن ومع الوقت اتضح انه ممكن، فقبل ما يزيد عن شهر هبط سعر النفط الى ادنى من 90 دولارا، وفي الوقت الحاضر خرق حاجز 80 دولارا. ويتساءل منتجي النفط، عند اي حدود سيقف انخفاض اسعار النفط؟
وكان لتصريحات وزير النفط السعودي علي النعيمي اثر كبير في انخفاض سعر برميل النفط الى اقل من 80 دولارا، حيث لم يتطرق الوزير الى امكانية خفض العربية السعودية لإنتاجها - وهو ما كان متوقع في اوساط المراقبين في سوق النفط العالمي- مما قاد المستثمرون الى قناعة بان انتاج النفط سيبقى على مستوياته الحالية. وهذه القناعة بالإضافة الى انخفاض الطلب بسبب تباطؤ الاقتصاد العالمي سوف يؤدي الى الاستمرار في انخفاض اسعاره.
وتعتبر السعودية اكبر دولة منتجة في سوق النفط العالمي لما تملكه من موارد وامكانيات اضافة الى دورها الفعال في اطار منظمة الاوبك والتي من جانبها تسيطر على ما يقارب من 30% من الانتاج العالمي للنفط.
ويطمح العديد من منتجي النفط في العودة الى اسعار النفط الى مستوى 100 دولار للبرميل، وهو السعر الذي يتناسب مع الجدوى الاقتصادية لجميع منتجي النفط في العالم. حيث ان لكل منتج تكاليف تختلف عن المنتجين الأخريين. ففي حالة النفط المستخرج من الصخر الزيتي في الولايات المتحدة الامريكية والذي دخل بقوة في الفترة الاخيرة الى سوق النفط العالمي، فان تكلفة الانتاج تتراوح بين 70-80 دولارا للبرميل. اضافة الى ان النفط المستخرج في كندا من 'الرمال النفطية' او من اعماق البحار في خليج المكسيك؛ فهي اعلى مما ذكرناه اعلاه.
ويعتقد البعض بان لدى العربية السعودية الاستعداد لاتخاذ موقف اكثر راديكالية على المدى القصير فيما يخص خفض سعر النفط، وذلك بهدف عرقلة مشاريع انتاجه في الولايات المتحدة ومناطق اخرى من العالم بما في ذلك في روسيا. حيث تؤثر سياسات هذه الدول على سياسة الاوبك التي من جانبها تعاني من انخفاض حصتها في سوق النفط العالمي. وهناك من يعتقد بان انخفاض الاسعار هو نتيجة لحرب الاسعار في الاسواق الاسيوية. فكما هو معروف فإن دول منطقة آسيا والباسيفيك تعتمد بشكل اساسي على النفط العربي الخفيف المنتج في منطقة الخليج العربي. ومنذ فترة تحاول روسيا الدخول الى هذه الأسواق. وكما هو معروف وحتى وقت قريب كان اختصاص الروس انتاج 'النفط الثقيل' الا انهم بدءوا منذ وقت قصير بإنتاج 'النفط الخفيف' القريب في خصائصه من النفط العربي، من مناطق شرق سيبيريا، وبدءوا بعرضه تحت اسم العلامة التجارية سوكول، ويحاولوا بيعه على الدول التي كانت الى هذا الوقت محكومة بالاستيراد من الدول العربية.
ان لانخفاض اسعار النفط جوانبه الايجابية والسلبية؛ فمن الجوانب الايجابية انه يوفر الكثير على المستوردين لهذه السلعة الاستراتيجية الهامة بما في ذلك الاردن، علماً بأن عدم شعور المواطن بشكل كامل بنسبة انخفاض النفط على المستوى العالمي مقارنة بسعر المشتقات النفطية التي يستهلكها ناجم عن سياسة الحكومة الضريبية وتأخرها بالتفاعل مع انخفاض الاسعار عالمياً.
اما الجانب السلبي والذي سنشعر به عندما يبدأ الاقتصاد العالمي بالتعافي، فإن اسعار النفط ستقفز وتبدأ بالصعود؛ وهذا من سمات الطبيعة الدورية للسوق.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
02-12-2014 08:13 PM

تحليل منطقي, سلم اللسان والقلم يا دكتور عاصم.

2) تعليق بواسطة :
03-12-2014 06:21 PM

كل العملية لعبة المضاربين في الاسواق ومهما انخفض سيعاود الارلاتفاع وكذلك الذهب واليورو

مجرد تصفيات للمحافظ المالية وتغيير لادوات الاستثمار

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012