أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


قَتِل مع سبق الإصرار

بقلم : تمارا سالم الدراوشة
08-12-2014 10:36 AM
قامت الحكومة ممثلة بوزارة الأشغال ، منذ اكثر من عام تقريبا ، بإعادة صيانة بعض الطرق الخارجية في المملكة ، أملآ في اصلاح هذه الطرق التي تسببت في خسائر مادية للسيارات التي تتنقل عليها ، إضافة إلى تسببها في زيادة نسبة الحوادث على الطرق .
ومثال ذلك تحويلة المريغة ، والتي تقع جنوب مدينة معان بإتجاه العقبة ، على الطريق الصحراوي بحوالي (20)كم ، وهذه التحويلة - والتي اصبح يُطلق عليها تحويلة الموت – حصدت اكثر من (28)انسان ، ويعلم الله كم عائلة تيتمت بسبب هذه الوفيات ، عدا عن الإصابات التي تجاوزت ال(70) اصابة ، ناهيك عن الخسائر المادية والتي يصعب حصرها .
وللعلم فأنا ادرك أن معظم المسؤولين ، لا يعرفوا اصلآ موقع هذه التحويلة ، وانهم لم يسمعوا بها إلا من خلال ما تتناقله بعض وسائل الإعلام ،عند حصول حوادث مفجعة يذهب ضحيتها العشرات ،وليعلم الجميع أن طول هذه التحويلة لا يتجاوز (8)كم ، ومضى على المتعهد في صيانتها ما يقارب العام ، متناسياً أن طريقة تنفيذه لهذا العطاء قد حصدت اكثر من (28)قتيلا ، واكثر من سبعون مصاباَ ، تختلف إصابتهم من شخص لأخر ، والغريب في الأمر أنه لم يتحرك ساكن من أي مسؤول معني في هذه التحويلة - تحويلة الموت –إلا بعد أن فاض الكيل بالأهالي وسكان المنطقة وقاموا بمحاولة لإيصال صوتهم ، خرج الحاكم الإداري ووعد بعد أن تم التنسيق مع المتعهد ، أن يتم فتح الطريق بعد اسبوعين ، والغريب في الموضوع أن هذه التحويلة قد توقف العمل بها منذ اكثر من شهرين ، وبلا جدوى وكأن الخلاف بين المتعهد والأشغال مادي ، بينما يدفع المواطن حياته ثمنا لهذا الخلاف .
كل ذلك يحصل ولم توجًه لذلك المتعهد أدنى مسؤولية عن تسببه في الأرواح التي اُزهقت ، والأجساد التي اصيبت بسبب طريقة تنفيذه لهذا العطاء ، بينما وزارة الأشغال تلوذ بالصمت وكأن حديثها مرهون بوصول ضحايا هذه التحويلة الى رقم معين لا نعرفه حتى الأن .
اعتقد أن هذا لو حدث في أي دولة أخرى متحضرة ، وديمقراطية وتحترم مواطنها ، لوجدنا أن كل مسؤول عن هذه التحويلة قد قدم استقالته ، وأن ذلك المتعهد قد زُج به خلف القضبان ، بجناية القتل مع سبق الإصرار ، وإلا كيف يصل عدد الوفيات الى (28)انسان ، والإصابات إلى اكثر من سبعون إصابة ،عدا عن الخسائر المادية التي لحقت بالمركبات .
أخيراً أدرك أن عطوة الإسبوعين ستنتهي قبل أن يُنهي المتعهد عمله في هذه التحويلة ، وعندها اقل ما يمكن أن يفعله كل مسؤول عن هذه التحويلة ، أن يقدم استقالته مقرونة بإعتذاره ،وإعترافه بأن عدم قيامه بواجبه بالشكل الذي يفرضه عليه ضميره ، هو من تسبب في زهق كل هذه الأرواح ، وأدى الى هذا الكم من الإصابات ، علاوة على كل الخسائر المادية التي خلفتها صيانة الطريق في تحويلة المريغة .
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا ، لو كانت هذه التحويلة وما سببته من مأسي تقع في قلب عمان ، هل سيتم التعاطي معها بهذا الشكل وهذا المستوى ؟؟؟ أنا اشك ؟؟؟

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012