أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


انتصارات العشيرة وهزائم الوطن في جامعة آل البيت!!

بقلم : محمد تركي بني سلامة
08-12-2014 11:40 AM


د. محمد تركي بني سلامة

لا يختلف أحد على أن كافة الجامعات الأردنية الحكومية والخاصة تعاني من مشكلة العنف الجامعي، إذ لا يوجد لدينا تلك 'الجامعة الفاضلة' التي تخلو تماماً من ظاهرة العنف الجامعي، فالقضية التي تشغل بال الإدارات الجامعية ومسؤولي الدولة هذه الأيام ليست بالتحديد وجود مشكلة في جامعة معينة أو حدوث احتكاكات طلابية في مناسبة ما، بل حجم العنف الجامعي واستمراره واتساع دائرته بدرجة لم يسبق لها مثيل من قبل، مما يهدد مسيرة ومستقبل جامعاتنا ومجتمعنا في الصميم، ولعل ما حدث في جامعة آل البيت خلال الأسابيع الماضية، يدل على مدى تغلغل ممارسات وقيم اللجوء إلى العنف كوسيلة للتعبير، دون أدنى إدراك لآثاره الانتشارية ومضاعفاته التي تؤثر في نسيج المجتمع وسلوكيات الأفراد ثقافياً واجتماعياً وسياسياً، ناهيك عن أضراره الاقتصادية.
ومع تفشي ظاهرة العنف الجامعي في الجامعات الأردنية منذ ما يزيد عن عقد من الزمان، فقد تصدى لهذه الظاهرة الكتاب والمفكرون وظهرت العديد من الأبحاث والدراسات التي تناولت ظاهرة العنف الجامعي بالدراسة والتحليل، قدم فيها الباحثون والكتّاب عرضاً لصور العنف الجامعي وأسبابه وآثاره السلبية على الجامعات والطلبة والمجتمع والوطن بأكلمه، وكذلك مقترحات وتوصيات لمكافحة هذه الظاهرة، ولكن بدون جدوى، حيث لم نضع يدنا على الجرح بعد، ولم نفلح في تجفيف منابع العنف الجامعي.
وفي تقديري الشخصي فإن غياب إجراءات محددة وتقاليد واضحة ثابتة وراسخة، لمكافحة ظاهرة العنف الجامعي، وخاصة في ظل الضغوطات التي تمارس على الإدارات الجامعية عند اتخاذ عقوبات رادعة بحق الطلبة المتسببين في العنف الجامعي، فمن يأمن العقوبة فإن حكماً سوف يتمادى ويسيء ويخالف القانون، فإن كل ذلك لا يمكن إلا أن يقود إلى تكرار ظاهرة العنف الجامعي التي أصبحت جزء من ثقافة الشباب الجامعي، وهكذا أصبحت الجامعات منبعاً للعنف وليس كما يدعي البعض بأنه منقول من خارج الجامعة، فمن يدخل إلى حرم الجامعة ويحمل سلاح ناري، فإن مكانه الطبيعي هو السجن وليس الجامعة، لأنه ببساطة إنسان منحرف ومضطرب عقلياً وليس طالب علم.
وبالعودة إلى جامعة آل البيت، وكأحد سكان مدينة المفرق، ومتابع للشأن العام فيها، ومدرك لحقيقة أن جامعة آل البيت، شأنها شأن بقية الجامعات الأردنية هي جامعة للوطن والوطن للجميع، فالحق أقول أنه منذ أن تسلّم الدكتور ضياء الدين عرفة مسؤولية رئاسة الجامعة، وقد ورث تركة ثقيلة، ولا أريد أن أقول أن الجامعة كانت بشرّ حال، فقد أخذ موضوع العنف والمشاجرات في الجامعة اهتماماً واسع النطاق، حتى غدا في الوقت الراهن يحتل صدارة اهتماماته وأولوياته، وهذا يعزى إلى إدراكه بتفاقم مشكلة العنف في الجامعة وما تفرزه من انعكاسات سلبية وأضرار بالغة على أكثر من صعيد، وقد طرح الدكتور عرفة فكرة إنشاء مجلس للحكماء من أبناء محافظة المفرق ليكون بمثابة رديف لإدارة الجامعة في محاولة التصدي لظاهرة العنف في جامعة آل البيت، وتعزيز التفاعل بين الجامعة والمجتمع المحلي، وهي فكرة نبيلة وتؤدي إلى فوائد ومنافع جمة للجامعة والمجتمع المحلي إذا ما أحسن تطبيقها. ذلك أنها مسؤولية كل فرد وكل جماعة تحفزنا جميعاً إلى التلاقي في رحاب الجامعة لنناقش همومها ومشاكلها وأهدافها وتطلّعاتها.
إن ما يثير الألم والقلق والحزن على ما تعانيه الجامعة من استمرار في حوادث المشاجرات والشغب والاعتداء على المملتكات العامة والخاصة، هو أن تعزى هذه الممارسات لأسباب عشائرية بحتة، وهذا أمر مُعيب ومُخجل، فهذه السلوكيات تسيء لأبناء العشائر وتظهرهم بصورة غير منضبطة وفوضوية وهدامة، وتقدم العشيرة على الوطن، وبالتالي تصبح العشيرة والانتماء إليها مصدر خطر وتهديد للوطن ولاستقامة الحياة العامة والحياة الجامعية، وهذا تآمر خبيث على العشائر وأهدافها وأمانيها، وتنكّر ساخر للقيم والمبادئ التي يزخر بها تراثها النبيل، وبالتالي فهي مغالطات في أمور يعرفها القاصي والداني، فبالعودة إلى منطق الأمور وشواهد التاريخ الحديث للدولة الأردنية، نجد أن العشائر كانت ولم تزَل من أعمدة النظام الرئيسية وصمام أمان للدولة الأردنية، فأبناء العشائر الأردنية جميعاً كانوا دوماً طليعة الذين بنوا وقدموا لهذا الوطن، وعطروا أرضه بدمائهم الزكية وتضيحاتهم الغالية، بعيدين كل البعد عن مزالق الأنانية وحب الذات، ومن ينبوع طاقاتهم وقدراتهم وفيض عزائمهم تحققت التنمية وتفجرت الحياة فوق ثرى هذه الأرض خيراً وبركة للوطن والمواطنين.
وطلبة جامعة آل البيت من أبناء عشائر محافظة المفرق هم جزء من كل، ولا يقبلوا بغير ذلك، وإذا لا قدّر الله فقدوا هذه القيم والمبادئ والمشاعر والمسؤولية، وانتصروا للعشيرة على الوطن والجامعة، فإنهم يفقدون جامعتهم ووطنهم وإنسانيتهم، فيصبحوا -لا قدّر الله- معول هدم وتخريب، وأداة من أدوات عدم الاستقرار، ومصدر للانقسامات الداخلية الحادة قبليّة وعرقية وطائفية وغيرها، وما يترتب على ذلك من فوضى واضطراب في مرحلة نحن فيها بأمس الحاجة إلى الأمن والاستقرار، واستئناف المسيرة في بيئة إقليمية مضطربة مليئة بالدول الفاشلة والهياكل الكرتونية التي تعاني الوهن الذاتي وافتقاد الشرعية، نأمل أن تبقى هذه الأفكار حية في الذهن والذّاكرة، دافعة إلى العودة إلى جادة الصواب وطي ملف العنف إلى الأبد في جامعة آل البيت وكافة جامعاتنا الوطنية، لنصنع من الجامعات المعجزة الأردنية التي تشق لنا طريق التنمية والحرية والحياة الفضلى، ونبني لأبناءنا من بعدنا مستقبل أجمل وأنبل، فنفخر بالمستوى الرفيع الذي حققته جامعاتنا بفضل تعاون الجميع ووعي الجميع، ونبرهن للملأ على أننا شعب راقي ومتحضر نسير إلى التقدم على طريق الوطنية والعلم والمعرفة، فلا جامعات ولا تعليم بعيداً عن هذه الرؤية، يمكن أن تساعدنا على بلوغ أهدافنا وتحقيق أمانينا الوطنية.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
08-12-2014 12:06 PM

الصين طلاب الجامعات فيها قد سكان الوطن العربي وشمال افريقيا سمعت فيها صار مشاجرة عشائرية واحدة منذ قرن انا ما سمعت علما ان الصين بلد عشائري واقل عشيرة فيها 80 مليون والباقي عندكم

2) تعليق بواسطة :
08-12-2014 02:16 PM

""تفشي ظاهرة العنف الجامعي في الجامعات الأردنية منذ ما يزيد عن عقد من الزمان،""
اخي الدكتور محمد، كتبت فابدعت، وعباراتك قوية بخصوص العشيرة، لكني اتساءل : الم تكن هناك العشيرة فبل عقد من الزمان؟ لماذا لم نسمع بالعنف الجامعي والمجتمعي خلال الثمانينات والتسعينات ؟؟؟ ببساطة أقول معتقدا : إن الدولة هي التي تغذي وتجذر العنف في نفوس الشباب، وخاصة في الجامعات، فشعور الشباب بانعدام العدالة الاجتماعية تدفعهم للحصول على حقوقهم التي يعتقدونها باي وسيلة، ومنها العنف ...ولاوضح رايي أذكرك بما حصل قبل اسابيع فليلة، هل تذكر يا دكتور قضية قبول الطلبة العائدين من اليمن، وكيف اتخذ مجلس التعليم العالي قرارا بقبولهم على البرنامج الموازي، وينفس الاسبوع ألغى قراره واتخذ قرارا باجراء امتحان لهم، وكان ذلك مكافأة لهم لاعتصامهم واعتراضهم على القرار الاول، علما بان هناك طلبة أعلى معدلات منهم ويدرسون على البرنامج الموازي وهم على مرتبة الشرف بجامعاتنا الاردنية، ومحرومون من كل حقوقهم، فهل تستغرب ان يلجأ هؤلاء للعنف لتحقيق ادنى حقوقهم؟؟؟ اعتقد ان العدالة الاجتماعية هي التي تحقق الطمأنينة للجميع يا دكتور...الطالب الذي غلب العشيرة على كل شيء، لانه رآى انه يحصل على حقه من خلال العشيرة التي تحمية وليس من خلال تفوقه والتزامه بالنظام والقانون، فمن الذي خلق هذا وجذره في نفوس الشباب منذ عقد من الزمان كما تقول؟؟؟؟سقت مثالا بسيطا والامثلة كثيرة، وبعض مدرسي الجامعات قد يكونوا جزء من المشكلة... تحياتي واحترامي

3) تعليق بواسطة :
08-12-2014 10:15 PM

تحياتي واحترامي للحرامي

4) تعليق بواسطة :
09-12-2014 07:41 PM

العودة لما كان سابقا بالغاء اسم العشيرة من كل الوثائق الرسمية كي ينسى الجيل اللاحق بعد 20 عاما هذا العبء الثقيل من الجهل والعصبية

5) تعليق بواسطة :
10-12-2014 12:16 AM

الى رقم 4 هل تقصد ان يتم شطب الاردنيين كشعب و تحويلهم الى هنود حمر في بلدهم

6) تعليق بواسطة :
10-12-2014 02:54 PM

المشگله برأيي انه هنااگ صعوبه في الفصل في الادواار المختلفه للشخص وهو ما يطلق عليه بضغوط الدور ، اي ان الطالب يعااني من صعوبه في الفصل بين دور ابن الحااره ودور ابن العشيره ودور انه طاالب جاامعي بحيث انه يخلط بين هذه الادواار وينقل دوره عأبن حااره الي الجاامعه .. ومشگور دكتوري الفااضل على هذاا العمل الرائع .

7) تعليق بواسطة :
11-12-2014 05:34 PM

الطالب الجامعي يا استاذي العظيم ليس كائنا مريخيا .. هو فرد من أفراد المجتمع أولا وأخيرا ... والعنف أسبابه كثيرة جلها معروف ولكن معظم أدعياء الدراسة والبحث لا يجرؤون أو لا يروقهم ذكر بعض هذه الأسباب الرئيسة ..ومنها بعض المعلقين ضرب قصة طلاب اليمن مثالا .. وهذه مغالطة فليس في كل يوم ياتي طلبة من اليمن وغيره إلى جامعاتنا الخاصة والرسمية .. ولكنه لم يطب له أن يقول : لقد دخل جامعاتنا طلاب همل ليسوا جديرون بها وذلك عن طريق المكارم والاستثناءات والوساطات ولا يدفعون أقساطا ولا رسوما بل يأخذون رواتب .. واقسم أني لا أحسد أحدا .. بل ادعو ان يعطوا مكارم مالية فقط لا مقاعد جامعية .. وليأخذ كل طالب حقه في الدراسة والتخصص حسب معدله في الثانوية .. يا سيدي أوجز بكل صراحة والألم يعتصرني بأن مجتمعنا كغيره من المجتمعات العربية يشهد في هذه الحقبة انهيارا مدويا في منظومة القيم الخلقية والدينة والاجتماعية والاقتصادية والفكرية ومنها أيضا العشائرية التي ما زلنا نتغنى بماضيها وكلنا أبناء عشائر .. فالعشيرة مجتمع بدائي موجود في جميع أصقاع الأرض لا في الأردن فحسب .. لقد جرى على العشيرة ما جرى على المجتمع كله بل وزيادة عليه لأسباب لا مجال لذكرها نعرفها في قرارة أنفسنا ونكابر في اللف والدوران والدراسات والأبحاث ... انظروا إلى ترتيب جامعاتنا على الصعيد العربي فذلك أمر يندى له الجبين فما بالك العالمي ... علينا نشخيص الداء بحق لنتمكن من وضع الدواء المناسب لمصلحة الوطن كله وقد يكون ذلك الدواء مرا كالعلقم فلا بأس ..

8) تعليق بواسطة :
11-12-2014 06:08 PM

يا حبيبي ولا طالب رجع من اليمن درس في جامعتك الموقرة آل البيت .. ولا في الجامعات والأقسام التي تكثر فيها المشاجرات ؛ ليحرض غيره ويثير ضغينته المفترضة . فابحثوا عن الأسباب الرئيسية وتحسسوا رؤوسكم .. وتعليلك للمشكلة في الجامعات كافة كرجل مر على آخر فقال : ألسلام عليك . فرد صاحبه : أزرع عدسا ... قولك في غياب الحق والعدالة صحيح وقياسك مع الفارق .. فانظر أين تبتذل العدالة ... حمى الاه الأردن واليمن وجميع دول العالم من الفتن ولكي لا نعلق مشجبها فشلنا

9) تعليق بواسطة :
11-12-2014 06:25 PM

نعتذر

10) تعليق بواسطة :
12-12-2014 03:50 PM

نعتذر

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012