أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


احتلال عمان!

بقلم : جهاد المحيسن
14-12-2014 12:34 AM
العنوان استفزازي، لكنّ ما يحدث في عمان وربما في المدن الكبيرة الأخرى كالزرقاء واربد، حديث متأخر نوع ما؛ فالقصة المطروحة لطبيعة هذا الاحتلال لها أطراف وأذرع خارجية، ولا تتعلق بالبعد السياسي أو العسكري لا بالمعنى ولا بالمفهوم ولا النتيجة.
وهذا الاحتلال يأتي في سياقين الأول: هيمنة العمالة المصرية على الشقق والعمارات، كحراس من جهة وكذلك الذين يغسلون السيارات، فالشق الأول المتعلق بالحراس الذين يشكلون 'المراقب' والمتدخل السريع في شكل العلاقة بين سكان هذه العمارات والمواطنين.
فهم لديهم معرفة بكل التفاصيل الدقيقة عمن يحرسونهم وشكل العلاقات بين الساكنين في البيت والواحد، وتصل حجم المعلومات التي يرتكزون عليها في بعض الحالات ربما إلى حالة 'خراب البيوت'، لذلك فهم يتمتعون من خلال هذه المعلومات والتفاصيل بسلطة كبيرة تصل إلى حد التهديد لبعض الناس المقيمين في تلك الشقق.
وهؤلاء الحراس لا يمتلك سكان العمارة في أحيان كثيرة السلطة بتغييرهم بل هم من يقررون من يأتي ومن يذهب كبديل لهم بحق معرفتهم العميقة ببواطن الأمور، لذلك يتم بيع حراسة هذه الشقق السكنية إلى الأهل والأحبة في مصر في حال قرر العودة إلى مصر؛ فالبديل موجود ويكون قد دفع مسبقا.
وبالتالي يرث ما وصل إليه من معلومات حول الساكنين فيها، ويعمّق معرفته بالخبرة التي يكتسبها هو، وهكذا تصبح 'القوات المحتلة' قدرا ركزت أقدامها دون أن يستطيع أحد أن يتدخل، وبذا تصبح هذه العمارات محتلة رغم إرادة سكانها. ويتم تغيير القائد العام وفقاً للمواصفة التي يريدها!
وضمن السياق الاحتلالي لعمان يندرج العمال الذين يغسلون السيارات، فهذا السياق يتم إدارته بالمطلق من الخارج 'مصر'، وثمة من أفادني بأن عمان تكاد تكون موزعة على شكل خرائط وشوارع وعمارات، تباع هذه المناطق للقادمين لعمان قبل أن يصلوها أو هم فيها بمبالغ كبيرة، وأن هنالك قيادة مركزية تدير هذا العمل من القاهرة!
السياق الثاني المتعلق بالأشخاص الذين يحتلون عمان بعد المساء وقبله وتحديدا عند الأسواق والمقاهي والمطاعم والمحلات التجارية والمستشفيات، وهم الصنف المعروف 'VALET '، أو مقدمي خدمة الاصطفاف للسيارات، وهم مواطنون لا أعرف إذا كان هنالك تنظيم خاص بهم. قبل بضعة أسابيع وبالقرب من أحد المستشفيات الخاصة في عمان، وكنت أود الاصطفاف أمام إحدى المؤسسات الحكومية، كانت الحواجز تحيطها، وقمت بإزالة أحدها، خرج أحدهم، ليصرفني عن المكان بحجة أنه مخصص لسيارات الفندق، 'وهو يرتدي الجاكيت الأزرق والطاقية الزرقاء' ولا توجد له هوية سوى 'VALET'.
وعندما سألته عن فعله هذا، ادعى أنه ينسق مع الحارس 'المدني'، وعندما لم أجد الحارس اتصلت بمدير هذه المؤسسة على سمعه، وبدأ يكذّب روايته الأولى أنه ينسق مع الحارس، وبدأ يسحب السيارات والمتاريس التي كانت تغلق مدخل الكراج وكذلك الباب الرئيسي.
ببساطة عمان محتلة من سيبدأ معركة التحرير فيها!
(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
14-12-2014 01:07 PM

عزيزي الكاتب المحترم الذي يتوجب عليه تحرير عمان هو من ادى الى احتلالها بالمقام الاول و هنا نتحدث عن الحكومة الاردنية التي لا تنظم موضوع تصاريح العمل الا بما يتعلق بالرسوم الخاصة بها اولا ثم لا تكترث و لا تعطي اية اهتمام لشكاوى المواطنين في هذا المجال بل تحدث المخالفات و التجاوزات من اللمم و العابرين في داخل الاردن على مرأى و مسمع من كل الاجزة الحكومية ولا تحرك ساكنا و من ثم تتشدق بحديثها عن جهودها لحل مشكلة اللاجئين و سوريا و فلسطين و الحرب على داعش و لا تستطيع حل مشاكل حراس مصريين و موظفين valet على ارض الاردن ... انا لله و انا اليه راجعون

2) تعليق بواسطة :
14-12-2014 01:13 PM

ما تفضلتم به غيضٌ من فيض..نحن غرباء في وطن نحمل جواز سفره وهويته..ليس هناك من يسمع فقد أغرقوا البلد بالعماله الوافده مصريه وسوريه ومن شرق اسيا داخل بيوتنا ونعيش نحن غرباء..لا استطيع تغيير حارس العماره ولا حتى اجباره على تنظيف سيارتي وإن احجم هو فلن تجد من يقبل بغسيل سيارتك او تنظيف مدخل بيتك..الدوله آخر من يتدخل وكما الافلام تصل الشرطه بعد ان يُقتل احدهم وليس هناك من اجراءات وقائيه من الدوله للتدخل قبل حدوث الجريمه..عمان اضحت كما القاهره مرتع للفاجرات ولاصحاب السوابق وللعماله غير الاردنيه دون رقيب.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012