|
|
الرسول الأعظم , جيرودي و العطار
بقلم : طالب الحياصات
18-01-2015 10:35 AM حتى حريه التعبير, دخلت عالم إزدواجيه الحكم و ميزان الكيل بالمكيالين , لمن تبنى حرية الرأي , أوروبا و أمريكا سقطت من هذا الفضاء الواسع و هوت تجاه الرذيله و عُهر سياسة الأقوى من يفرض شروطه , الرسومات المسيئه لرسولنا الأعظم , ما عادت مجرد إساءات بل تعدتها لتصبح نهجاً مسخاً لفرضِ إسلوبٍ قذر لإذلالِ أكثر من مليار و نصف من المسلمين في رساله واضحه عنوانها : مستمرون في الإساءه لمعلمكم الأكبر و عليكم السكوت ! .
تكررت الإساءات و تعددت مصادرها و تبنتها دولٌ لا دوله و الحجه , حرية التعبير .
أين حرية هذا التعبير في عقلية التناقض مع المفكرالفرنسي المسلم روجيه جيرودي و الرسامه العراقيه ليلى العطار , كلاهما تعرض للقمع فالأول تم إغتياله فكريا و ثقافيا , و الثانيه دفعت حياتها و عائلتها ليرسموا هم , مشهد القتل الوحشي لمن كان سلاحها الريشه متعددت الألوان , ليختزلوا عالم الألوان الزاهي و الفضاء الرحب باللون الأحمر القاني و لغة القتل الهمجيه .
المفكر الفرنسي الكبير روجيه جيرودي , كان ( قِبلَهْ ) لطالبي الفكر و الباحث عن الحقيقه , قَلَ هذا التوجه و إنحرفت هذه البوصله لمدعي تَقَبل الآخر حين دَخَلَ هذا المُفكر الإسلام ! و تحول الى عداءٍ تام لهذا المُفَكر حين شَكَكَ في أرقام محرقة اليهود ( الهوليكوست) المزعومه .
جيرودي لم ينكر وقوع المحرقه , بل شَكَكَ بأعداد قتلى اليهود في هذه المحرقه , مجرد فرضيه للأرقام كانت عقوبتها أقسى من الموت , فالرجل مُنِعَ من النشر و قاطعته وسائل إعلامٍ تغنَتْ بالحريه , فأي حُكمٍ أقسى من ذلك و عن أي فضاءٍ للحريه يتحدثون ؟؟؟ .
لم يقفوا عند هذا الحد , بل قدموا لمن شاب شَعْرِه و وَهُنَ عَظْمِه للمحاكم , نعم هي محاكم لا محكمه , إنهالت عليه من سمواتِ بلاد الحريه , فجاء قرار الحكمِ بالإدانه , فعن أي حُكمٍ يتحدثون ؟؟ .
ليلى العطار , شابه عراقيه إتخذت من الريشه و الألوان سلاحاً , حين تعرض وطنها العراق لحربٍ كونيه , أغلقت آذانها لصوت البارود المتفجر , و أشاحت بنظرها لمشاهد القتل الهمجي الأممي لمئاتِ الآلاف من القتلى سُكان عراقها المجيد , أطفال هم , نساء هم , شيوخ هم , حتى النخل الباسق لعراقها الأشم لم يسلم من دمارهم الحاقد .
تناست ليلى كل هذا الدمار وتخلت حتى عن حاسة (الشَم) لرائحة شواء أجساد قتلى أطفال العامريه لعراقها الحزين , لتسلك ليلى من نافذة العشق الوطني طريقاً للتعبير , لم تسلك ليلي طريق أخواتها الماجدات ممن إمتشقن السلاح و كان حقاً لهن .
تناولت ليلى الفرشاه و إختارت ألوانِها و مضت , ذاك كان سلاحها في وجه عراب تلك الحرب و قائدها ( بوش الأب) من جَوَعْ الأطفال و رَمَلَ النساء و سلك في القتل كل مسلك , جلست ترتقي بكبرياء النخيل فترسم لوحه لمن شوه وجه التاريخ بحربه وعمله , قررت الرسم فخرج من ذاكرتها مخزون الألم الأبدي لصانع هذا الدمار , بالريشه و الألون رسمت صوره لبوش الأب و بدون تفكير إختارت المكان لعملها الفني , أن يوضع تحت الأقدام , نعم الأقدام ليداس بالأحذيه و النعال , و كحربه الكونيه , كانت أعين الكون موجهه لفندق الرشيد , مكان الإقامه لمعظم البعثات الدوليه و وسائل الإعلام , فوضعت الصوره على مدخل فندق الرشيد , هكذا كان .
أدركت ليلى همجية المعتدي , و حربه الحقود , ما لم تدركه ليلى أن من تغنى بالحريه سيرد عليها بالصواريخ , نعم الصواريخ , قُصِفَ بيت ليلى لتقضي و عائلتها شهيده للرأي و التعبير , حتى من سكن التطرف فكره , لم يتصور هذه النهايه , الفرشاه و الألوان تواجه بقذف الصواريخ , بعد هذه المجزره خرج السيناريو الممجوج , قصف بيت ليلي جاء بالخطأ , يا رباه !!! بين ملايين البيوت , لم تخطىء طائراتهم الذكيه إلا ببيت ليلي !!! هم أخطئوا حتى بالكذب , لعظم الكذبه , أخطئوا , فنحن بني البشر لا زال يسكننا الحدس و الحدس يقولوا أن تلك الطائرات وُجهة بالحقد لتغتال نور الحق , عن أية حريه يتحدثون ؟؟؟؟
عن حريتهم يتحدثون و عن رأيهم يدافعون , و فضاء حريتهم يمنحهم الحق بالإساءه للميار و نصف فعالمهم أحادي القطبيه ليس لنا مكاناً فيه , هانت علينا أنفسنا , فَهنَا على الناس , تباً لها من حريه , فحتى حرية تعبير مزدوجة القياس .
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
|
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012
|
|