أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


كلمات في عنوان ألأخت ثناء هلسه بين يدي الفقيد الرفيق المهندس لؤي – أبو عمرو

بقلم : د.م حكمت القطاونه
26-01-2015 08:21 PM
{ قيام أليعازر وعرس قانا}
مناجاة دوت في وديان النتويان من ثانا الهلسة معنونة إلى حبيب روحها عمها الفقيد الغالي لؤي...وتصيح بعالي الصوت معاتبة: 'لم تركتنا قبل ان تودعنا، لما تركتنا قبل أن نشبع منك؟.فكان ردي عليها ألآتي:-
وهل يشبع حبيب من حبيب يا ثناء؟ وهل كان لأبي عمرو خيار فاختار الفراق؟ ولو اختار فراق الأهل والزوجة والأولاد، فهل كان خياره فراق الرفاق؟.
أختي ثناء! رفقا بنفسك،... يمكن أن يجتمع في نفس الإنسان كم هائل من الوجع والحزن والسعادة في نفس الوقت...يكفي أن تفتحي عينيك لتختاري لنفسك، 'رغم أن الأفراح الطبيعية عقيمة لا تنجب إنما الفرح العقيم يتلوه كل يأس، بينما التعاسات عادة ما تكون ولودا فتنجب إلى ألأبد نسلا من الحزن المقيم،...إن أرفع المسرات الأرضية تختزل تفاهة تافهة كامنة فيها، أما أحزان القلب فإن في أغوارها أهمية مغيبة ولها لدى بعض الناس رفعة ملائكية، وعلى هذا فإن إنتاجها اللازب لا يكذب هذا الاستنتاج الواضح'* - من حكم التوراة /هيرمان ملفيل.
أُخيتي ثناء ! إن آمنتي ترين مجد الله،... عالمة أنت بنفسك أنك بهذا الحزن لا تساعديه ولا تستطيعين أن تعيديه للحياة ، ما الذي يمكن أن نصير إن لم نؤمن بالله يا ثناء؟....إن الله يفعل ما يُريد.
أشفق عليك يا ثناء، متابع لحزنك وبثك وأرثي لحالك، ما أكثر ما ذرفت من الدموع ! إنها أنبل العواطف وأقدس المشاعر، ذلك ما افلت من قلبك المضطرب طيلة الأيام الخوالي، وحالك يثير أعمق الألم.
سوف ينحى الخطاب، كون المُخَاطبُ مؤمن بالله وأظنك كذلك، لكن أنا على شريعة وأنت على ضفة أخرى وإن اختلف التجديف إلا أننا نسبح في نفس النهر وكلانا ننهل من نفس المشكاة.
قاعدة مسيحية أرثوذكسية فذه تقول يا ثناء : 'أقبل المعاناة تكن لك فداء' وعند المسلمين 'إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الظالمون' فلا تظلمي نفسك ...رفقا بها، فما زال فسحة من العيش، ولا زال متسع للآلام في دروب الشقاء والأوجاع.
تَعَزّْيْ بسيَّر الصالحين ونور الهدى في اليقين، اقرئي (عرس قانا) وارشفي حسن العزاء من (قيام أليعازر) من قرية عنيا - وفي الآرامية بيت البؤس- 'وكان إنسانا مريضا، وهو أليعازر من بيت عنيا'- يوحنا.
شيخ ضرير من الجمهور الذي يلاقي عيسى عليه السلام يهتف ويقول : 'رد إلي بصري أيها السيد المسيح...رد إلي بصري حتى أستطيع أن أراك'.فما هي إلا لحظة فإذا ببصر الشيخ يعود إليه بقدرة الرب ويرى النور في وجه المسيح عليه السلام.
وفي القيامة ثابوت صغير لبنية في السابعة من عمرها وحيدة لرجل من أعيان المدينة، فيصيح الناس معا ويقولون للأم المكلومة :' سيقيم لك أبنتك'، فترتمي أمها على قدمي المسيح باكية ضارعة إليه تقول: 'إذا كنت أنت هو حقا ، فأحيي لي ابنتي!'.
ينظر المسيح عليه السلام بعطف للبنية وتتحرك شفتاه بلطف وحنان :'طاليطا قومي' فتخرج الطفلة بأمر الله من الثابوت مبتسمة ، وتجلس تنظر حولها بعينين محملقتين طفوليتين تملأهما الدهشة وباقة ورود أقحوان كانت وضعت وما تزال بيديها وبين أصابعها.
وفي عنيا، بيت البؤس }'وكان كثير من اليهود جاءوا إلى مرثا ومريم ليعزوهما عن أخيهما، فلما سمعت مرثا أن عيسى آت لاقته، وأما مريم فبقيت جالسة في البيت.
قالت مرثا: يا سيد، لو كنت ههنا ما مات أخي، لكني أيضا أعلم أن كل ما تطلب من الله يعطيك إياه'.
قال لها عيسى : سيقوم أخوك.
قالت له مرثا : أنا أعلم أنه سيقوم في اليوم ألآخر.
قال لها عيسى: أنا القيامة والحياة، من آمن بي فسيحيى ولو مات، وكل من آمن بي حيا لن يموت إلى ألأبد.
قالت له مرثا: آمنت أنك المسيح الآتي إلى العالم .
فلما أتت مريم إلى حيث عيسى ، خرت عند رجليه باكية:' يا سيد!... لو كنت ههنا لما مات أخي.
فلما رآها عيسى باكية والذين جاءوا معها يبكون، انزعجت روحه واضطرب وقال: أين وضعتموه ؟.
قالوا له : يا سيد تعال وانظر.
بكى عيسى!.
فقال اليهود: أنظروا كيف كان يحبه، ألم يكن يقدر هذا الذي فتح عيني الأعمى أن يجعل هذا لا يموت؟.
فانزعج عيسى في نفسه من قولهم وجاء إلى القبر، وكان مغارة وضع على بابها حجر، قال المسيح :ارفعوا ألحجر.
قالت له مرثا : يا سيد، لقد أنتن إنه هنا منذ أربعة أيام.
قال لها المسيح: ألم أقل لك إن آمنت ترين مجد الله؟.
فرفعوا الحجر ورفع المسيح عينيه إلى ألأعلى وقال: أيها الرب، أشكرك لأنك سمعت لي، وأنا أعلم أنك تسمع لي كل حين، ولكن لأجل هؤلاء الناس حولي قلت هذا، ليؤمنوا أنك أرسلتني، ونادى المسيح بصوت عظيم: أليعازر، هلم أخرج، فخرج إليهم أليعازر ويداه ورجلاه مربوطة بأقمطة ووجهه ملفوف بمنديل، فقال لهم عيسى حلوه ودعوه يذهب-**{' الإصحاح الحادي عشر من إنجيل يوحنا من ألآية 19- 35 ...إنجيل يوحنا.
يقول باسكال: إننا جميعا مطروحون في زنزانة الموت ، وإننا نختبر يوميا موتنا بموت الآخر- الاساس المجازي للوجودية المسيحية.
إن السؤال الذي يفرض نفسه هو انه إذا كان الموت أمرا فضيعا إلى هذا الحد ، إذا كانت قوانين الطبيعة قوية إلى هذه الدرجة، فكيف يمكن الانتصار عليها أمام ذلك الذي أخضع الطبيعة أثناء حياته، وجعلها تنصاع له، وقال للصبية قومي، فإذا الصبية تقوم، وقال أخرج أليعازر، فإذا الميت يخرج من القبر***- دوستويفسكي.
يقول السيد المسيح : 'كل من آمن بي حيا لن يموت إلى ألأبد' – يوحنا، والرفيق لؤي كان مؤمنا به، بريء وشجاع ، نظيف لم يساوم على مبدأ في زمن الإستثمار في المواقف، بسيط لا تحارج في الحديث معه وفي ظل الجنون المذاهبي وإلغاء الآخر صريحا لأبعد الحدود.
وأنت يا ثناء، ثقي وتيقني أنه كُتب علينا في هذه الدنيا الفناء، إن آمنا في هذه الحقيقة أو لم نؤمن فإننا مصطدمون بها لا محالة، لكن امتثالا للمسيح: ' إن آمنت ترين مجد الله'.
وبعد بسم الله الرحمن الرحيم (ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ ) سورة مريم34.
قل آمنت بما أُنزل على عيسى - د.م حكمت القطاونه

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
27-01-2015 08:42 AM

احنا شو دخلبنا بهيك موضوع ؟!!

2) تعليق بواسطة :
27-01-2015 11:46 AM

أخي العزيز الدكتور حكمت ..تحية وشوقا
من طول الغيبات جاب الغنايم وها أنت تفعلها بقطعة فنيه رائعة فيها الوفاء والرثاء والفلسفة..رحم الله الفقيد لؤي الهلسة وألهم إبنة أخيه ثانا وذويه الصبر والسلوان...
صحيح أنك أمتعتنا بإسلوب جديد غير الذي عودتنا عليه وتتميز به .. لكننا
نعذرك فلكل كلام مقال ولكنا نصر على عودة خلف ومعرفة أخباره في هذه الأيام العجاف وويش صار فيه في هالثلجة وهالغلا وهالمصايب اللي بتتحذف عليه
من كل جال.
واسلم لأخيك طايل.

3) تعليق بواسطة :
27-01-2015 12:08 PM

إلى أخي وعضيدي طايل البشابشه تحية.
هذه المقالة نزلت الساعة التاسعة مساء البارحة ولم تُمنح فرصة، وازيحت اليوم صباحا قبل أن يرتشف قراء كل الاردن قهوتهم، نوع من الجفاء يمارسه أحيانا موقعنا العزيز كل الأردن...والله يطعمنا حسن النية واظن أن اخونا أبو أحمد لا يطلع على بعض التفاصيل كونه مشغول ونلتمس لأخوتنا العذر.
ابشر يا شيخ طايل قريبا جدا وخلال اليومين سألبي طلبك بلوحة فنية فوتوشوب عن خلف اذا سلمت من مقص محرر كل الاردن....لك التحية والتقدير..أخي.


المحرر : سيتم إعادة المقالة الى الصفحة الرئيسية للصحيفة.

4) تعليق بواسطة :
27-01-2015 12:47 PM

فعلا أخي الكريم لا دخل لك ...إن لي قراء وأنا أكتب لهم سواء وافقوني الرأي أو اختلفوا معي هم قراء كل الأردن وفرعيا قرائي.
بإمكانك أن لا تقرأ ما أكتب، وفي هذه المقالة بالذات، رسالة محبة ودرس تعايش بين الطوائف ومكونات الناس في الاردن على اختلاف توجهاتهم، لغة محبة في مواجهة الإستقطاب وإلغاء الآخر ...لغة نفهمها نحن في كرك ميشع وصلاح الدين ومؤتة مسيحيين ومسلمين، والفقيد بكاه المسلمون قبل المسيحين...ومن أراد أن يفهمها عليه على الأقل أن يمر بالكرك،فمجرد مرورك بها تصير كركي بدون معاملة جنسية ...شكرا.

5) تعليق بواسطة :
27-01-2015 01:58 PM

حيهم اهل الهيه والله لفيت نص العالم وما لقيت مثلهم طيب وخلق وكرم والله انى رحت للدفن فى قريه لؤي لانى تعاملت مع الرجل مرتين او ثلاث عندما كان مدير الميه ولقيت كل طيب وكرم بدون ما يسال منين انا يا رجل خاق الله

6) تعليق بواسطة :
27-01-2015 09:22 PM

كم أنت رائع يا دكتور يسلم قلمك وفمك والأروع كذلك ما خطه قلمك في ردك على اللي ما إله دخل فعلا ان هذه المقالة الجميلة كصاحبها درس ورسالة في المحبة والتعايش لمن لا يعرف الكرك وأهلها الطيبون شرواك

7) تعليق بواسطة :
27-01-2015 09:38 PM

إلى الأخ الفاضل طايل البشابشة المحترم كل الشكر والتقدير لتفضلك بالسوأل عن احوال السيد خلف اطمئن اخي الكريم كون خلف مقاوم للصدمات وبهذه الأيام عايش دز مثل بكم النيسان تبعه وخليها على الله كل امنيات التوفيق لك وللدكتور الأصيل حكمت قطاونة

8) تعليق بواسطة :
27-01-2015 11:09 PM

كلماتك يادكتور حكمت جميله رائعه نقيه صافيه كصفاء مياه عين ساره نابعه من وجدان رجل طيب نقي السريره كما هم الاهل في المزار وراكين وادر وكل مكان يتواجد فيه خلف الانسان البسيط المغلوب على امره .
للفقيد الرحمه وللاخت ثناء اقول
- أقبل المعاناه تكن لك فداء -
كل الاحترام والتقدير الى الدكتور مهندس حكمت القطاونه حماك الله ورعاك

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012