أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


تاريخ مزور..وواقع مرير

بقلم : عقيد ركن متقاعد : حجازي البحري المحاميد
01-02-2015 10:19 AM


تعرض العالم العربي بموقعه الحالي من المحيط الى الخليج لمراحل تاريخية بائسة من انظمة الحكم والقيادة فمنذ بداية العهد الاموي والانقضاض على ( الخلافة ) بمعناها الحقيقي حدث صراع دموي على الحكم والقيادة وتم قمع الكثيرون لمباركة التوجه الوراثي في الحكم وسارت الخلافة على هذا النمط قرابة 200 عام تقريبا حدثت خلالها ايجابيات ولكن واقع الحال ساده الكثير من الاخطاء وكان حكما دكتاتوريا بامتياز .
تبع ذلك انقلاب العباسيين وتم الاستيلاء على كرسي الحكم والقادة للامة قرابة 400 عام تقريبا وعلى نمط الحكم الاموي حيث اصبح الحكم وراثي عائلي واستمر ذلك حتى ترنحت الخلافة واستولى العبيد والموالي والجواري واعوانهم على الحكم وعاثوا في الارض والامة فسادا وافسادا .
برزت انظمة الحكم انذاك متذرعه بالغطاء الديني البحت وعلى قاعدة الخلافة واستمراريتها ولكن من مطالعة حركة التاريخ وامتداد الجغرافيا نرى ان المصالح الشخصية والفئوية والقبلية هي الاصل حيث من يكون رأس الهرم يستولي هو وزمرتة وقوميتة على مقاليد الحكم ويقتل ويسجن ويرشي ويشتري حتى تستتب الامور لصالحه .
بقي هذا العار من حكم الاقليات والغرباء بمسميات (الخليفة ) حتى بدايات القرن الماضي عندما ادرك العرب بانهم العوبة بأيدي الامم الاخرى .وكان لا بد من صحوة وثورة على هذا الوضع البائس والمزري . فكانت الثورة العربية الكبرى , فانطلقت الثورة بقيادة الشريف الحسين بن علي مع احرار العرب من الاقطار والامصار كافة مدفوعة بالرغبة الاكيدة للتحرر من العبودية والاذلال نحو افاق الحرية والنهضة والاستقلال وتشكيل الدولة العربية الحديثة على اسس عربية واسلامية جامعه .
استطاع العرب انذاك من تحقيق انتصارات عديدة في ساحات القتال ودحر القوى المسيطرة على الارض وشكلوا ولاول الحكومة العربية بعد انقطاع عدة قرون عن الحكم والقيادة , وهذا تم بمساعدة من الانجليز الذين وعدوا الثوار وقائدهم على الاسهام في تحقيق أمانيهم نحو الحرية والتحرر ، ولم يكن في الحسبان ان الدوائر الصهيونية والاستعمار الجديد تخطط بخبث عكس أمانيهم وتطلعاتهم نحو المستقبل .
كان ما كان من تأمر قوى الشر وتقسيم المنطقة ما بين بريطانيا وفرنسا حيث ورثوا الرجل المريض ونكثوا عهودهم ووعودهم وحدثت معركة ميسلون وابادوا الجيش العربي انذاك ووقفوا بالمرصاد لاي حركة شعبية ثورية ونكلوا في العرب ايما تنكيل . وشرعوا بتنفيذ وعدهم للصهاينة واقتطاع فلسطين وتشريد شعبها وقسموا منطقة بلاد الشام لتبقى تحت نفوذهم لقرون عدة اسوة بغيرهم من الامم التي سادت ثم بادت .
حينها بدأت الحركات الوطنية المناهضة للاستعمار المطالبة بالتحرر والاستقلال في كافة ارجاء العالم العربي وحوربت هذه القوى من المستعمر الجديد بوحشية لا مثيل لها, وتوالت تباعا التحركات المطالبة بالاستقلال وزادت الضغوط الشعبية وتحقق الاستقلال الصوري بعدما قام المستعمر بتشتيت وتفكيك اوصال الامة وخلق وزرع الكيان الصهيوني في فلسطين ورسم حدود ملتهبة وعقد اتفاقيات علنية وسرية لممارسة صلاحيتة عن بعد .
ومنذ تولي القيادات العربية سدة الحكم تأملت الشعوب العربية من المحيط الى الخليج بانها استعادت زمام السيطرة على أمورها وسعت الى البدء بمشاريع النهضة والتطور ودخول عالم الصناعة وتغيير نمط حياتها الرعوية الى نمط متمدن يقتدي بالفكر الغربي السائد انذاك .
ولعدم مساهمة مفكري الامة انذاك بوضع سياسة عامة لنهضتها كي تسير ضمن خطة وبرامج تعتمد على الارث العربي والاسلامي . اصبحت هذه الدول والكيانات تتمحور حول نفسها لا يعنيها اي حدث خارج حدودها مما ساهم بتشكل انماط واساليب حكم وسياسات خارجية وداخلية وتربوية واقتصادية تتضارب وتتناقض كلا مع الاخرى مما شكل حالة من التناقض والاضطراب في مسيرة الفكر العربي وتاه المواطن في خضم هذه الامواج الفكرية المتلاطمة وافقده الثقة في أمته وفي قياداته وفي حاضره ومستقبله .مما دفعه الى التفكير بانانية تامة دون النظر لما حوله من احداث ولم يعد يعنيه ذلك .
تسارعت وتتسارع الاحداث منذ الحصول على الاستقلال المنقوص الى يومنا هذا ورأينا وعاصرنا الهزائم والاستباحات للامة والتي جعلت من المواطن العربي في كل مكان يشعر بالخزي والعار وخلقت لدية مشاعر الاحباط واليأس وافقدتة الثقة بالاخرين وفي نفسه .كونه في ظل الانفتاح الاعلامي يقارن نفسة بالشعوب الاخرى في الشرق والغرب ويرى نفسه عبئ على البشرية .
ومؤخرا برزت حركات ما يسمى بالربيع العربي وعلق امالا عريضة عليها علها تكسر الجمود وتحرك الشعوب نحو تحقيق امالها في العيش بكرامة وحرية بعد عقود طويلة من الهوان .وللاسف دخلت قوى الشر وقلبت الموازيين وحولت حركة الربيع الى خريف لا بل الى شتاء قارص ساهم في تحطيم الامال والاحلام - المنكسرة اصلا- على صخرة الواقع الاليم .
من تقييم سريع لاوضاع الامة نرى انها تسير من سيء الى اسؤ ما لم يتم البدء في اعادة تشكيل المواطن العربي تربويا وتعليميا من الصفر لغرس مفاهيم صحيحة تعتمد اساسا على ديننا الاسلامي الحنيف الصحيح وتعتمد على موروثنا العربي وعاداتنا وتقاليدنا العربية الاصيلة المستمدة من الفروسية والشهامة والصدق والاخلاق .
فشلنا على مدار عقود طويلة يحتم علينا اعادة النظر في اسلوب حياتنا ،وان يساهم مفكري الامة باعادة صياغة المباديء العامة للوصول بهذة الامة الى أمة حضارية متقدمة تستحوذ على احترام رعاياها اولا وباقي الامم ثانيا فما نحن فية الان يدفع كل مواطن عربي من الخليج الى المحيط الى احتقار أمته والبحث عن المجهول .

حجازي البحري المحاميد

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
01-02-2015 11:38 AM

مقدمة المقال هرطقة ومغالطات ويبدوا ان الكاتب قرء من كتب الشيعة المكذوبة حتى يتهم العصر الاموي والعباسي بالفساد وهم الذين نشروا الاسلام وفتحوا البلاد وكان هناك نهضة علمية وادبية.

رضي الله عن علي وعن معاوية خال المؤمنين ومن كتبة الوحي رغم انف الشيعة ومن تاثر باكاذيبهم. الحسن بايع معاوية وهدم دين الشيعة

2) تعليق بواسطة :
01-02-2015 02:37 PM

والله إنني لأعجب من نشركم مثل هذا الحديث!!!

3) تعليق بواسطة :
01-02-2015 02:43 PM

لا يهم كثيرا الجغرافيا مقابل التاريخ وليس من المهم ان اتوسع في الارص وافشل في ادارتها وتنميتها وبناء اسس سليمة يفخر به سكان هذه الارض ..عالمنا العربي الذي يستحوذ على مئات الملايين من الكيلو مترات ومئات الملايين من الثروات وموقع استراتيجي هام ولكن ماذا ساهم باغناء الحضارة العالمية ..وماذا قدم سوى البؤس لشعوبه ..عالم يمتلك دستور الاهي مميز وهو القران الكريم ويمتلك الموقع والمخزون والشعب لماذا لا تقوم له قائمة وينهض كباقي الامم ..هناك خطأ في ادارتة وخطأ في تحديد مساراتة واهدافه وهي مسؤولية النخب .

4) تعليق بواسطة :
01-02-2015 02:58 PM

نعتذر

5) تعليق بواسطة :
01-02-2015 03:33 PM

.
-- قراءة مستنيرة نادرة للتاريخ يشكر عليها الكاتب .

-- عندما تبطش قوى الطغيان بالعلماء و أهل الفكر يعبيء الفراغ مقلديهم بالمظهر من الجهله فيركزوا علية و يتركوا الجوهر لأنه اعظم من قدراتهم و معرفتهم .

-- عندها يصبح التلقين للناس عن طول الثوب و شكل اللحية و مزايا المسواك و متع الآخره بدل قيمة الحرية و العدالة و إحترام المخالف .

اتمنى أن نقرأ اكثر للكاتب المفكر .

.

6) تعليق بواسطة :
01-02-2015 06:33 PM

طرح مميز ولكن على علاتهم في الماضي الا انهم كانوا القوة العظمى في العالم من عصر النبوة وحتى مرحلة الرجل المريض ، ولكن في هذه المرحلة خطط اليهود والصليبيين للقضاء على الدولة الاسلامية وخططوا ايضا بان لاتقوم لها قائمة بعد القضاء عليها ، فاستغلوا الثورة العربية ودعموها لتفكيك الدولة الاسلامية الكبرى ، وكان لهم ما ارادوا ، وجعلوها دويلات متنافرة ، مسيطرين على قاداتها وحتى السياسات الداخلية والخارجية لهذه الدويلات مرسومة من الخارح ، وكل من يقول لا او لديه قوة قد تؤثر مستقبلا يدمرونه كما حدث للعراق.

7) تعليق بواسطة :
01-02-2015 11:24 PM

مقال متزن ! استعرض فيه الكاتب مشاكل الامه في الماضي والحاضر وطرح رؤيته للحلول التي من شأنها ان تفضي الى مستقبل افضل .
الكتّاب الوطنيون يمتشقون اقلامهم لانهم يحملون الهم الوطني ، والامه بحاجة الى اضاآتهم سيما ما حمل بين طياته التحليل والحل كهذا المقال .

8) تعليق بواسطة :
01-02-2015 11:37 PM

من يتتبع حركة التاريخ الذي يطرقه الكاتب يجد أن ما قالة صحيح 100% فثلاثة من الخلفاء الراشدين قتلوا قتلا والخلافة الأموية انغرست في الفساد حتى الثمالة وعدد من خلفاءهم انكر القران والاسلام والوحي ونبوة محمد أما الخلافة العباسية فلم تكن حالها أحسن حتى الفرس المجوس تغلغلوا وهتكوا عرض الخلفاء انفسهم وما قصةالبرامكة بغريبةومن ثم الفاطميين والمماليك الى العثمانيين اللذين حكموا بلادنا401سنة تركونا نسبح في هياغب التاريخ والجهل والفقر وعندما خرجوا تركونا في مهب الريح لا قوة ولاعلم ولا ثقافة ولا مدنية .

9) تعليق بواسطة :
02-02-2015 07:06 AM

ولكن عزيزي الكاتب عندما نمعن ونحن نقلب الصفحات في تاريخنا التليد،بأن فيه الكثير مما يشاد به ، مثل وصول الفتوحات الاسلاميه الى أقصى الشرق وما رافقها من حضاره متفتحه وتجاره ناشطه ، ثم يا عزيزي الى الغرب فهناك الاندلس وما أدراك ما الاندلس التي تدهش أمهر الإختصاصيين في صيرورتها ، بقي أن أُشير الى العثمانيين الذين حافظوا على فلسطين ولم يتنازلوا عن موطيء قدم واحد وبقيت عربية خالصه حتى شرف حضرة الاستعمار ، وهناك الكثير من الاضاءات في تاريخنا شاهدةً على علم وحضاره .

10) تعليق بواسطة :
02-02-2015 09:21 AM

إلى منذر حمدان، يا رجل مالزلمة بقولك سوينا "ثورة عربية كبرى"، كيف يعني خرجوا و تركونا يعني؟؟
للأسف لا أستطيع إبعاد المقاربة بين ثورات "الربيع العربي" وما يُسَمَّى "الثورة العربية الكبرى" للأسباب المشتركة التالية:
١- الغرب يستقطب قيادات داخلية.
٢- هذه القيادات تقوم بشحن الداخل ضد شرعية حاكميها تحت إسم الدين و الحرية.
٣- هذا الشحن مُسلَّحاً و بتمويل غربي، و أسلحة غربية.
٤- توجهات القتال هي حصرياً لنقاط حددها الغربي لهؤلاء "القادة" بقيادة ضباط مخابراته.
٥- بعد إنتهاء "التحرير"، الحال زاد سوأً!!

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012