13-02-2011 08:09 AM
كل الاردن -
بيان صادر عن 'حزب الوسط الاسلامي'
طالعتنا الأيام الفائتة بعددٍ من المذكرات والمطالبات بالإصلاح، تحمل في طياتها الإثارة الإعلامية، والاستفزاز والتشكيك وزرع بذور الفتنة، ودعوات للصراع والمواجهة، رسمت في مخيلتها أوهام وأحلام التغيير محاكاه لتجارب مختلفة دون وعي للحالة الأردنية.
إنَّ المطلوب أردنياً ومن كافة النُخب السياسية والحزبية تبني الدعوة إلى إصلاحات سياسية واقتصادية تحت مظلة النظام الملكي القائم وضمن أطره الدستورية القابلة للتعديل والتطوير، والتي توافق عليه الأردنيون من كافة المنابت والأصول، وعبر مراحل نشوء الدولة الأردنية، وبما يُمِّكن الأردن كنظام ومجتمع من التعامل بكفاءة عالية مع التحديات الاقتصادية والسياسية، بدل الدعوات الطائشة وغير الناضجة ومن فئات لا تُدرك عواقب تصوراتها وأفكارها، والتي تنذر بشرٍ مستطير، على حاضر الأردن ومستقبل أبنائه، وتطلعاتهم نحو التطور والتغيير.
إنَّ على النُخب السياسية والمطالبين بالإصلاح وقادة الفكر والرأي أن يُدركوا خصوصية الحالة الأردنية، وتعقيداتها على مختلف الصُعد، فالمطلوب إجراء إصلاحات سياسية، وإجراءات وقرارات حكومية رسمية على كافة الصعد وأن يعطوا الحكومة والدولة الوقت الكافي لإحداث التغيير المنشود وتصحيح كافة الإجراءات الخاطئة، ومحاربة الفساد وملاحقة المفسدين، وتعزيز الشفافية في القرارات الحكومية، وإعادة إنتاج علاقة جديدة، تستذكر وتراجع العقد الذي بناه الأردنيون مع الهاشميين يوم أن ارتضوا بحكمهم وقيادتهم لمسيرة هذا الوطن، وترسم الخطوط الواضحة المعالم بين النظام الملكي والشعب والسلطتين التشريعية والتنفيذية، وإجراء تعديلات دستورية يُجمع عليها الأردنيون. تتناسب مع آمالهم وتطلعاتهم في بناء دولة القانون والمؤسسات
إنَّ الحكومة الأردنية وإذ أقرَّت بحقيقة الأوضاع المعيشية الصعبة، والاجتماعية المقلقة، وسمحت بالتحركات الشعبية والفعاليات الجماهيرية في كل المحافظات بالخروج والتعبير عن آرائها ضد الغلاء وتدهور الأوضاع المعيشية مطالبة اليوم باتخاذ سلسلة من القرارات السياسية الجريئة والقرارات الاقتصادية لخفض الضرائب والأسعار، وخفض منسوب الاحتقان الاجتماعي والسياسي والأخذ بعين الاعتبار هموم المواطن الأردني وتطلعاته المشروعة في أجواءٍ من التراضي والتوافق الوطني والأهلي.
إننا نؤكد أنه وفي ظل الحراك المتصاعد إقليمياً ومحلياً يبرز أهمية الانخراط في برنامج إصلاحات سياسية كبيرة وسريعة، يعزز الانفتاح وإشاعة إصلاح وطني يقود الى الحريات العامة والإعلامية كمعبر للخروج من نفق الأزمة الراهنة.
إن حزب الوسط الإسلامي يدعو الدولة الأردنية إلى إنفتاح حقيقي، وإصلاح سياسي جاد، وتغيير في النهج بعيداً عن تغول أصحاب الأجندات الشخصية سياسياً واقتصادياً، ويعزز الخصوصية الأردنية بأبعادها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.
كما يدعو الأطراف الداعية إلى الإصلاح بالتحلي بالموضوعية، والحكمة والصبر والأناة، وإعطاء الوقت الكافي للإصلاح بعيداً عن إثارة الفتنة، والضغوط والاستقواء.
حفظ الله الأردن قوياً منيعاً .. سنداً لأمته وعروبته
والله من وراء القصد ،،،