أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


بإمكان الأردن أن يكون طارداً للإرهاب .!؟

بقلم : منذر ارشيد
08-02-2015 08:43 AM
الأرهاب أصبح الشغل الشاغل للعالم ولكنه متموضع في منطقتنا العربية

بغض النظر عن كيف ومتى ولماذا كان هذا الجنون الرهيب الذي دخل منطقتنا بدون إستئذان وكأنه قدر إلاهي لا فكاك منه , أو أنه عقاب إلاهي نتيجة غضب الخالق على عباده الذين إنحرفوا عن شرعه

المهم أننا وبعد أن كان لنا عدو واحد في المنطقة ألا وهو العدو الصهيوني الذي إغتصب أرض فلسطين وبات يهدد الكيانات العربية نظرا ً لمشروعه القاضي بالهيمنة على المنطقة

واضح أن كل ما يجري سواءً بتخطيط وأدوات أو بالمحصلة , ما هو إلا دعم للكيان الغاصب
على الأقل من خلال خلق عدو جديد وإراحة إسرائيل من الغضب والعداء العربي

أما الأردن فهو البلد الوحيد الذي ما زال ورغم أنه زج بنفسه في دائرة الصراع

من خلال مشاركته في التحالف وبما يترتب عليه من أعباء , ربما تدخله رغم أنفه في دائرة الصراع والوقوع في قلب النيران التي حرقت الأخضر واليابس في سوريا والعراق

أكثر من ثلاثة أعوام والنار تحيط بالأردن لا بل شظايها طالت الأردن من خلال كثير من الأمور ليس أولها المهاجرين الذين أضافوا للأردن أعباء كبيره , ولا أخرها إعدام الشهيد الكساسبة

الأردن ما زال مؤهلاً لأن يدخل في الصراع بكل ما تعنيه الكلمة , ولكن في نفس الوقت ما زال بإمكانه أن ينجو بنفسه من الخطر الحقيقي الذي لا قدر الله سيدخله في كل التفاصيل القاتلة والمدمرة مما سيفقده ميزته النادرة كدولة مستقرة آمنه يحسده عليه كل العرب .

كيف ممكن أن ينجوا الأردن من هذه الكارثة ..!؟

رغم كل ما جرى مؤخراً وبعد إعدام إبن الأردن الشهيد معتز الكساسبة وما ترتب عليه من غضب شعبي ورسمي , ولربما كان هذا مطلوبا ً من قبل المخططين لزج الأردن في دائرة الصراع

فالغضب مشروع والإنتقام واجب وضروري ولكن هل هذا هو الحل النهائي..!؟

الغضب عادي والإنتقام يشفي الغليل ولكن ما هو مطلوب النجاح والفوز..

النجاح والفوز لا يأتي بالصدفة ولا بالتمنيات بل بالعمل المدروس والحكمة والمراكمة التي يجب أن تتجلى بأصحاب القرار .

أعتقد ان الأردن ما زال في بر الأمان ......

ربما ما هو مخطط للأردن هو أن تذهب قواته من الجيش المحترف إلى قلب النار الحارقه سواءً في سوريا أو العراق وخوض حرب لا يعلم إلا الله مدى خطورتها وطولها مما سيخلق أجواءً من القلق في داخل الوطن

لا بل تفعيل الخلايا النائمة التي تنتظر تعكر المياه الصافية وهؤلاء ربما أحبطوا في الأيام القليلة الماضية نتيجه الصعقة التي تلقوها نتيجة ردة الفعل العكسية التي سادت الوضع في الأردن إبان إغتيال الكساسبة
لأنه منذ اللحظة الأولى بعد إعلان داعش للجريمه كان الرهان على أن تنفلت الأمور وتقوم تظاهرات وفوضى عارمة ..
إلا أن ما حدث كان مبهراً من خلال الوعي الذي ساد الشارع الأردني الذي صب هام غضبه على المجرمين وبصوت واحد وذلك ما كان إلا من خلال الحرص وعي المجتمع الأردني وأحزابه المنضبطة والحريصة على بلدها ' والتخوف من أن ينجر الأردن لمستنقع الفتنة الذي أعد له بخبث ودهاء شيطاني

الأردن اليوم أمام 'إمتحان صعب ' وكما قلت فهو يمتاز بأنه ما زال في بر الأمان وهذه فرصة تاريخية بأن يبقى في بر الأمان ,وهذا يتطلب جهوداً كبيره من أكثر من مستوى سواءً في الإطار الرسمي أو الشعبي وخاصة الأحزاب
فحزب الإخوان المسلمين في الأردن بدون شك أنه إستفاد من تجارب الآخرين وطور أدائه في الداخل الأردني بشكل جيد

ففي المستوى الرسمي هناك جهوداً أمنية يجب أن يبنى عليها من خلال المعرفة والعلم والبحث والتدقيق

ومراعاة الوضع الإقتصادي وغلاء الأسعار والبطالة التي تكون أرضاً خصبة لتوجه الشباب للإنتحار

وهناك مسؤولية كبيرة على توعية الناس من خلال إستحضار الثقافة الإسلامية الحقيقية وفتح الباب للحريات من خلال الأحزاب الشبابية الواعية

وهذه امور وغيرها لها إختصاصييون قادرون على العمل وفتح أفاق المستقبل لمن سُدت في وجوههم أبواب الحياة
المساجد والعلماء الأئمة أيضاً لهم دور هام ويجب أن يتم إختيارهم من الكفائات العلمية الشرعية الوسطية وليس مجرد الولاء فقط
الشعب الأردني بطبيعته شعب مؤمن صالح بعيداً عن المذهبية أو الطائفية وهذا يُسهل الأمر

أما على المستوى الأمني

فإن الأردن ما زال يمتلك القدرة على ضبط وضعه الداخلي من خلال التعاون الذي يتطلبه الوضع خاصةأن الشعب الأردني بمعظمه موالي للنظام وما زال يعتقد أن النظام الهاشمي صمام أمان

أما الحدود الأردنية ...وهذا الأمر هام جداً فأعتقد أن الأردن قادراً على حماية حدوده من التسريب والتهريب

ولديه إمكانيات عسكرية وقدرات جيدة تستطيع تأمين الحدود

أخيراً ...ربما لا يستطيع الأردن التنصل من التحالف الدولي بشكل كلي ..ولكن يمكنه أن لا ينخرط كلياً في هذه الحرب وذلك من خلال مصلحته الداخلية بأن يكون حامياً لمنطقته ولشعبه من أي تدخل خارجي ( وهذا حقه )
وفي هذه الحالة يستطيع الأردن حكومة وشعباً وجيشاً أن يشكلوا حالة نادرة من التوحد الداخلي
يحول دون دخول الإرهاب لبلده

فهل هذا ممكن ..! ويكون الأردن ليس محارباً للإرهاب فقط .... بل طارداً للإرهاب ,وسداً منيعاً

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
08-02-2015 03:57 PM

الاستاذ خالد المجالي الاكرم
الساده المحررون الافاضل

هذا ينفع ان يكون حديث بين اثنين عائدين من عملهم في احد باصات النقل العام ولا اظنه يصلح حتى كتغريده عاى مواع التواصل وليس مقالا في زاويه مهمه في هذا الموقع الذي من اقل ميزاته عقلية واكاديمية القراء والكتاب ؟؟

شوية تركيز ابو احمد وبالذات على هذه الزاويه ؟لتبقى فعلا اتجاهات وليس تسحيجات وحديث باصات ؟

احترامي

2) تعليق بواسطة :
08-02-2015 09:39 PM

السيد هوردان شكرا على هذا التقييم لأنك أنصفت الكاتب بأنه من ركاب الباصات " فركاب الباصات يا عزيزي هم من الشعب الغلبان الذي يعاني ويعيش الواقع بتفاصيله "وعلى ما يبدو انك من ركاب الطائرات أو من رواد الصالونات المخملية فمعذرة أنك لم تستوعب مقالي هذا فأنا لم أوجهه لأمثالك بل وجهته للشعب الغلبان شاكر ...لك جواهرك ,وشكرا لرئيس التحرير الذي يقدر ركاب الباصات

3) تعليق بواسطة :
11-02-2015 09:58 AM

رد من المحرر:
غير مقصود الخطأ سوف يتم إصلاحه.. شكرا لك

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012