أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


داعشيات.. بواد اخضر

بقلم : رجا البدور
18-02-2015 10:12 AM
كثر اللغط والتحليل السياسي عندنا عن الداعشية كفكر وتطبيق ,من أين جاءت وكيف نمت وتطورت خلسة بدون رصد ومن هو ممولها .. الخ, فمن قائل الحرب حربنا إلى آخر يقول ليست حربنا وبين هذا وذاك تغيب الحقائق بالذهون عن الأسباب والمناخات التي أنشئت ما يسمى داعش وأخواتها والتي يجب أن توضع اليد عليها وبسرعة طرح المضادات بالسوق الوطني حتى لا نفاجئ مستقبلاً بداعش الجزء الثاني والثالث إلى أن نصل مرحلة السوبر داعشية وهي الحالة المثالية للداعشية كما الشيوعية كانت نسبة للاشتراكية .. عندها نصبح جميعاً بدون استثناء غير مرغوب بوجودنا ليس بالوطن فقط بل على الأرض قاطبة .
بداية يجب أن نعترف أن إنسان ما قبل الداعشية موجود ومتوفر في مجتمعنا وهو ما زال ينهل من التعاليم الداعشية التي ستؤهله إلى أن يكون داعشي محض فكراً وتطبيقاً ومنهم من هو بالسنة الأولى والثانية (دوعيش) .. ومنهم من ينتظر المباركة بالتخريج لينال الشهادة ويلتحق بالركب
وان كان من منكر وجاحد لهذا الواقع فليقل لي اياً كان ماذا يعني وجود أكثر من 2000 أردني في صفوف العصابات الداعشية ..بل ليقل لي من هو ألزرقاوي احد اكبر قادة هذا الفكر .

بعد هذا الاعتراف مر المذاق والطعم نأتي لوضع الحلول من أهل الحل والعقد .. ولماذا لا تشكل لجنة من أهل الاختصاص المختلف عن بعضه البعض ونخرج بدراسة متكاملة لصالح الوطن الذي نعيش ونعتاش فيه ومنه ... هل هذا صعباً على المسؤول الأردني فعله.. السنا نبحث عن صالح وطننا ومستقبل أجيالنا .
أخي الكريم : إن الفكر الداعشي المخفي بين ثنايا شبابنا لا يقابل بالطائرة والصاروخ لاجتثاثه إنما يرد بفكر إسلامي وسطي نير يعيد الأمر إلى نصابه الصحيح.. وما رسالة عمان الوسطية عنا ببعيد فنحن أول من نادى بها وجمع علماء الأمة لها لكن للأسف التطبيق الفعلي لم يكن بمستوى قوة هذه الرسالة ومحتواها .
فمثلاً هل نادت رسالة عمان بأن تترك المساجد بدون أئمة مؤهلين.. وعندنا أكثر من 3000 مسجد بالمملكة بدون إمام مؤهل, أليست هذه بؤر داعشية محتملة ...
بالمقابل ونحن نريد أن نحارب هذا الفكر الداعشي الضلالي.. ماذا ننتظر لماذا لا تعبئ هذه الشواغر وتعطى أولوية قصوى لمثل هذا الأمر وان تضاعف ميزانية وزارة الأوقاف .
ايضاً يجب أن لا ننسى شئ هام جداً وله أولوية كبرى بالتطبيق الميداني وهو زيادة وتيرة تطوير الآليات الخطاب الديني الجمهوري وقد نادت به رسالة عمان الوسطية ..
بمعنى أن التطور قد لحق بكل الوسائل التي تهم الإنسان .. فقد كانت مواصلاته الجمال والخيل والدواب بشكل عام فأصبحت على ما ترون .. اتصالاته وبريده كانت عبر الحمام الزاجل وغيرها وألان بكبسة واحدة الكل المعني يحضر أينما كان على وجه الأرض , لكن بالمقابل فمن أهم آليات الخطاب الإسلامي الجمهوري خطبة الجمعة فلم نرى أي تطور ملموس عليها .

وكاقتراح نقول فيه .. ما المانع الشرعي من وجود مثلا شاشات عرض بكل مسجد كبير مبدئيا تدعم رأي خطيب الجمعة فيما يقول ويطرح .. ومن لا يرى من الجمهور يسمع ما يقوله العالم الفلاني بموضوع الخطبة اياً كان ..مادة فلميه لمدة دقائق ..أو حتى بالدروس والمحاضرات التي تعطى بالمساجد خلال أيام العام ..
وكما اعلم أن هذا الأمر يحتاج لفتوى من الإخوة بمجلس الإفتاء فانا من هنا اطالب وبشدة هذه الفتوى التي أرجو أن تكون علنية .
والأمر يحتاج للجهد الجمعي ولا يقع على وزارة الأوقاف ( التي نقدر جهد وزيرها الديناميكي الرائع والذي نقر ونعترف أن هذه الوزارة قطعت أشواطاً في عهده لا نريد أن نقول خيالية ولكنها على اقل تقدير طوت سنين من الجمود وعدم التفاعل ما بين الوزارة والمجتمع المحلي )
بل يدخل بالموضوع المناهج المدرسية والجامعية والإعلام والتربية المنزلية .. لتمتين الجبهة الداخلية وخلق الوازع الوطني بشكل اكبر بين أبناء الشعب وان الجميع مسؤول باختلاف المواقع ودرجة المسؤولية .


أخي : إن الدول كلاً يبحث عن مصلحة بلده وشعبه في هذه الفوضى الكونية التي أصبحت صناعة هذه الجسيمات تدر عليهم مئات المليارات بما يسمى اقتصاديات الحروب وديمومتها خارج أراضيها وهذا صحيح من وجهة نظرهم ولكن الأصح ..
أن نعرف نحن كأردنيين أين نحن من هذا كله وأين توضع الأقدام وان نتمسك جيداً بأول شعار أطلاقه جلالة الملك وهو شعار ( الأردن اولاً ) وهذا لا يتحقق قطعاً بالصراخ أو التخاذل ووضع اللوم على بعضنا البعض أو عزل أي مكون وطيف أردني من الممكن الاستفادة منه في هذا المنحى المصيري لنبقى نقول الحرب حربنا والأخر يقول ليست حربنا.. إلى درجة أن الحرب أصبحت بيننا وأصبحت الساحة تعج بالتحليل العانس أو المراهق سياسياً, بل يأتي الحل أولاً وكعامود للبيت الأردني الداخلي الالتفاف بدون أي تردد خلف قيادتنا وحسن الظن بالمسؤول الحكومي وتشجيعه على خدمتنا ودعمه بالرأي والمشورة التي تصب بالنهاية في صحن الأردن اولاً.. والانطلاق إلى أهدافنا المستقبلية التي تحفظ وطننا وأجيالنا بكل همة وإخلاص .

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
18-02-2015 11:49 AM

يعني فوق انه الثلجه جايه و الدنيا برد كمان.....

2) تعليق بواسطة :
18-02-2015 11:52 AM

بالله العظيم انك رائع بهذا المقال نشكرك

3) تعليق بواسطة :
18-02-2015 01:46 PM

موافقة تامة مع ما تفضلت به استاذ بدور سلمت وسلمت غيرتك الوطنية وشكرا لك على الاقتراح الرائع ولازم نسمح من سماحة المفتي شو راي الدين الحنيف بما تم طرحه

4) تعليق بواسطة :
18-02-2015 04:30 PM

جميل ومبدع شكرا لك على ما قدمت من معلومات بهذا المقال المتكامل وطنية وفكر

5) تعليق بواسطة :
20-02-2015 03:24 PM

كلامك صحيح اخي الكاتب القدير وجهدك بتمتين الجبهة الداخلية هنا على المواقع الالترونية كمقالات او على الفيس بوك وتويتر مقدر من كل الاردنيين وكل الشكر لشخصكم الكريم

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012