أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


الانتماء المبتور

بقلم : عواد عايد النواصرة
21-02-2015 09:56 AM
حق الوطن علينا كبير، اكبر من أي مشكلة اجتماعية نواجهها، اكبر من تأخر صرف الراتب لساعات أو يوم، اكبر من مخالفة سير، أو انقطاع في التيار الكهربائي. سب وشتم الوطن وحتى شتم الحكومة باتت ظاهرة تلاحظ في فئة معينة من ابناء المجتمع الأردني لأسباب تافهة لا ترتقي لخلق الأردني الشهم النبيل، والذي بات يعرف في أرجاء العالم بالنشمي. مهما كان السبب علينا ضبط النفس، ايجدر بنا أن نسب ونشتم ونوجه عبارات لاذعة لمجرد انقطاع التيار الكهربائي عن منطقة ما لربع أو نصف ساعة. هنالك من يشتم ويسب ويوجه عبارات قاسية جدا لمجرد تعرضه لمخالفة سير، علما بأنها لمصلحة السائق بالدرجة الأولى في كثير من الأحيان، وعند بعض السائقين تعتبر جريمة وتراه يوجه المسبات والشتائم للدولة والحكومة لماذا؟
وعندما ترفض معاملة في إحدى الدوائر الحكومية أو تؤجل لسبب ما وقد يكون السبب نقص في الأوراق نرى البعض يوجهون المسبات للوطن وللدائرة المعنية. وحتى المطاعم إذا تأخر الطلب لدقائق يقوم البعض بشتم الموظف وبعضهم يشتم الحكومة ويشتم الوطن، أين الصبر؟
أتوقع بان الجميع لديه أمثلة كثيرة على بعض الحالات السابقة والتي يشتم فيها الوطن ويسب جهارا نهارا والذنب الوحيد أننا لا نتحمل.
إذا كنت صاحب حق أو مظلوم عليك اللجوء للقضاء، ففي الأردن نستطيع أن نقدم شكوى ضد أي دائرة أو وزارة عن طريق القانون والمحاكم حتى وان طال الأمر. وحتى المشتكي لو لم يكن أردني الجنسية مصري أو عراقي على سبيل المثال يستطيع أن يأخذ حقه في المحاكم الأردنية مثله مثل أي أردني.
فالقضية هنا هي قضية انتماء للوطن وتراب الوطن. فحق الوطن كبير، لأنه الأرض والسماء والحرية، ومكتسب يجب الحفاظ عليه مهما كلف الثمن، والغريب في الأمر أن تلك الأمور تصدر من أناس أردنيون يحملون الهوية الأردنية وقد يسمعهم غير الأردنيون وهم كثر هذه الأيام وقد يقلدون مثل تلك التصرفات وعندها تصل الأمور إلى إضعاف هيبة الدولة وحكومة الدولة. و المحزن أن البعض يبررون تلك التصرفات أو المسبات أنها شكل من أشكال الديمقراطية، أي ديمقراطية هذه، وأي انتماء يكون بهذا الشكل. نحمد الله أننا في الأردن ماذا يقول أهل العراق، وسوريا وليبيا والصومال والأمثلة كثيرة. وتعجبني عبارات قالها حكيم عندما رأى رجل حزين لأنه لا يملك حذاء يذهب به إلى حفلة زفاف فقال له: احمد الله أن لك قدمان. وصدق الشاعر عندما قال: بلادي وإن جارت علي عزيزةٌ....وأهلي وإن ضنوا علي كرام. حمى الله الأردن وأبقاه عزيزا كما كان.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012