22-02-2015 04:22 PM
كل الاردن -
الحدث: باغتت عاصفة ثلجية مئات المواطنين كانوا في طريق عودتهم للطفيلة، فتقطعت بهم السبل بين جرف الدراويش وبلدة العيص.. وقضوا ليلتهم في المركبات التي كانوا يستقلونها، وحوصروا بالثلوج من كل جانب، وزودتهم مروحيات عسكرية بالغذاء والبطانيات.
ردود الفعل: حرد وزير الداخلية آنذاك عيد الفايز على استخدام عبارة 'محاصرين' بدلا من عبارة 'تقطعت بهم السبل'..، ومحافظ الطفيلة كان يقضي عطلة نهاية الاسبوع في عمان..
المكان: الطفيلة .
الزمان:20/2/2015 .
الحدث: عاصفة ثلجية تضرب معظم مناطق المملكة، وتحذيرات أثرها القوي على المناطق الجنوبية والطفيلة تحديدا بحّت حناجر هواة الأرصاد الجوية وأصحاب مواقع الرصد الجوي والمختصين على حد سواء.. وتأكيدات الاستعدادات الرسمية صمّت كل الآذان حتى ظننا أن العاصفة ستصلنا داخل بيوتنا وستحمينا تجهيزات المسؤولين من آثارها المدمّرة..فتنقطع الكهرباء عن محافظة بأكملها لساعات وصلت إلى 20 في بعض مناطقها..وينهار سور استنادي على منزل فيتوفى الله سيدة المنزل وابنها الشاب، وينجو من الحادث ابنها الحدث..وقسم العناية الحثيثة في المستشفى 'يدلف'!.
ردود الفعل: وزير الطاقة والثروة المعدنية محمد حامد يرسل تحياته إلى أهل الطفيلة وقت انقطاع الكهرباء..وزارة الصناعة والتجارة تؤكد اتخاذ إجراءات لتأمين الخبز للطفيلة بسبب انقطاع الكهرباء عن المحافظة المنكوبة.. فاروق الحياري رئيس هيئة تنظيم قطاع الكهرباء يؤكد من الطفيلة أن المحافظة الهاشمية كانت الأكثر تضررا من الثلوج !.
مشاهد تدعو للبؤس في الطفيلة هنا وهناك، أفقدت فرحة استقبال الثلج بريقها.. وطغت سوداوية المشهد على حال الطفيلة ومنزلتها في أعين المسؤولين.
أحداث أخرى ستظهر للملأ بعد ذوبان الثلج في الطفيلة، وستكون وقودا للحديث عن التهميش الذي تتعامل فيه مع محافظة لا تبعد أكثر من 200 كيلومتر عن العاصمة، وبزيادة 70 كيلومتر تقريبا عن شقيقتها الكرك.
وستتحول النكات على مسؤولي الفزعة (وزير الطاقة والصناعة ومسؤول هيئة الكهرباء) إلى جمر تحت مقاعدهم الوثيرة، التي يديرون بها 'إجراءاتهم' في المحافظة الجنوبية من العاصمة عمّان، جراء تقصيرهم في خدمة مواطنين انتزعوا لقب 'الهاشمية' لمحافظتهم، بسبب مواقف آبائهم وأجدادهم ومساهمتهم في تأسيس المملكة.
تسع سنوات بين الثلجتين (2006 – 2015) لم تكن كافية للمسؤولين للاعتراف بأن في الجنوب محافظة رابعة، خرج منها أبرع الأطباء وأمهر المهندسين وأنزه المسؤولين وأخلص الجنود وأكفأ المعلمين وخيرة الموظفين.
تسع سنوات خرج خلالها أهل الطفيلة في حراك قبل 4 سنوات، منادين بشعارات عدة من ضمنها 'العدالة' في كل شيء، وفي مقدمتها عدالة الاهتمام وعدالة مستوى الخدمات وعدالة التنمية وعدالة الحصول على فرص عمل.. ولم يتحقق شيء يذكر منها.
منذ تسع سنوات خلت، والمسؤولون يتعاملون مع هوامش أزمات الطفيلة 'تقطعت بهم السبل' لا 'محاصرين'، 'سرعة آليات إرجاع الكهرباء 5 كيلومتر في الساعة' و'سنؤمن الخبز للمحافظة'، ناسين أو متناسين أصل المشكلة وهو 'التهميش'.
تسع سنوات مضت وربما ستأتي تسع أخريات سيطرح المسؤولون والأجهزة سؤالهم بسذاجة، عندما يخرج الحراك إلى الشارع ويتساءلون: ما الذي يؤجج حراك الطفيلة؟
كتب : محمد الحوامدة