أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


من هنا مرَّ الربيع العربي

بقلم : يوسف الصمادي
23-02-2015 09:54 AM
بنشوة انتصار ، لا تخلو من شماتة ، يعرض كثيرون صوراً للدمار وللمآسي في سوريا وليبيا والعراق واليمن يردفونها بعباراتٍ لا تُخْفِي وراءها إلا الجهالة أو تغابياً لا ينمُّ إلا عن الخبث أو السطحية ، من تلك العبارات : ( من هنا مرَّ الربيع العربي ) ، ( هذا ربيع عربي ؟ هذا دمار عربي ) إلى غير ذلك مما تفيض به تلك القرائح الحاقدة والجاهلة المزهوة بما تنعم به من عبودية .
حقيقةً ، مَن أحدث هذا الدمار ؟ وتسبب بتلك المآسي ؟ البسيط وسيِّي الطوية يقول : من هنا مرَّ الربيع العربي وأنا أقول : تباً للأنانية والجشع والخيانة والعمالة ، ألَمْ يبدأ ربيع ليبيا سلمياً ؟ ما الذي حَرَفَهُ وأبعدَهُ عن سلميتِهِ ؟ أليس ذلك القائل بازدراء واحتقار لشعبه مَنْ أنتم ؟ أم أنَّ الشفقة والرحمة والغيرة من صليبيي أوروبا وأمريكا على بؤساء ليبيا هي مَن ألقت بحمم وكتل النار فوق رؤوسهم حتى أحالت أرضهم قاعاً صفصفاً ، وفتحت ليبيا على مصراعيها لكل مجرمٍ وحاقد وطامع ؟ ألَمْ يبقَ ربيع سوريا لستة أشهر ويزيد وادعاً سلمياً ؟ وهل طبعي ومستساغ منطقُ بشار وكما يقال بعاميتنا ( جوزch والراد الله ) وهل المطلوب يا هؤلاء الفصحاء من أهل درعا ومن ثَمَّ سائر السوريين أن يكونوا عبيداً حتى للمحافظ ! ولدرجة أن يرضوا بالدياثة ليحفظوا على أنفسِهم ما تسمونه بنعمة الأمن والأمان ؟ وهل جاءت الفرس المجوس وأذيالها حزب الشيطان لتنشر الورود وتحذي المسكَ بسوريا فكان من غجرية بؤساء درعا وحلب وحمص أن استقبلوهم بالبراميل المتفجرة ؟ واليمن الذي كان سعيداً يوماً ، مَنِ الذي دمَّره وأخربه ؟ تلك الألوف الجائعة التي خرجتْ تطالب بحقها خالعة ثوب العبودية والرقِّ ؟ أم ذلك المستهزئ بها الصارخ بوجهها : فاتكم القطار فاتكم القطار ؟ وبمنطق : ( أنا أو الطوفان ) مدَّ الرجل يده لصفويي إيران وأذيالهم حوثيي اليمن وبنومة أهل الكهف وبإغماض عجائز الخليج أعيونها عمّا يجري في اليمن ودونَ أن يشعروا سالت المياه من تحتهم ، وودَّعتِ السعادة موطنَها حتى باتت اليمن عراقاً آخر ، سادة تقبع بطهران وقُم تُوَجِّه بالريموت عبيداً بصنعاء تفتك بالبؤساء مهيأةً بجهالتها وبخبثِ سادتِها المجوسِ بيئةً أخرى لداعش جديد .
بعد هذا كله أليست الضحية هي الملامة بمقولة أهل البساطة : من هنا مرَّ الربيع العربي ؟

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012