أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


الإفلاس السياسي في الأحزاب الأردنية

بقلم : عواد عايد النواصرة
26-02-2015 10:18 AM
هل تقف الدولة الأردنية عائقا في وجه النهوض بالعمل الحزبي الأردني؟ أم أن الأحزاب ذاتها هي السبب؟ أم أن الساحة الحزبية الأردنية تعاني من إفلاس سياسي؟
منذ إعادة العمل بالحياة السياسية في الأردن عام 1989م أي بعد مضي ربع قرن يكاد يجزم الملاحظ بوجود مشكلة كبيرة تقف عائقا في وجه نمو الأحزاب ونضجها بشكل يمكنها من استلام زمام المبادرة في تشكيل حكومات حزبية على الساحة الأردنية. أحزاب بالجملة، برامج نارية، والنتيجة فشل في استقطاب الجماهير. فبحسب معطيات وزارة التنمية السياسية يوجد في الأردن حوالي 36 حزبا مرخصا. وهذا يقودنا إلى التفكير بعدد الأردنيين المنتسبين لهذه الأحزاب فنجده لا يتجاوز 40 ألف شخص. ومن متطلبات الديمقراطية أن يكون لدينا أحزاب برامجية هادفة ولها قاعدة شعبية من أعضاء مسجلين، والواقع الحالي أحزاب بأعداد كبيرة وتكاد برامجها تعرض حتى في أسواق الجملة دون جدوى أو قناعة تتولد لدى المواطن في الانتساب إليها.
لقد تربت أجيال من أبناء هذا الوطن على سياسة الخوف من الأحزاب والتجمعات السياسية، فالخوف المزمن توارثته الأجيال تلو أجيال من الانتساب للأحزاب فالكثير يخاف على الوظيفة إن انتسب لحزب معين، وغيره يخاف على مستقبل أبناءه ، فقد تربينا عل الخوف من الأحزاب من قبل الدولة ونعاقب حاليا من نفس الدولة بعدم جاهزية الديمقراطية لإنتاج قانون انتخاب سياسي أو قيام حكومات برلمانية أو حزبية. فالسؤال المهم هنا ما دور وزارة التنمية السياسية في الأردن؟ وهل هي وزارة فاعلة تقوم بدورها؟ أين مخرجات تلك الوزارة؟ وما هو العمل الرئيس لموظفي تلك الوزارة؟ أسئلة كثيرة تبرز من خلالها إجابات كثيرة وعلامات استفهام، لماذا لا تقوم وزارة التنمية السياسية بعقد ندوات أو لقاءات خارج عمان لتعريف الشباب بأهمية العمل الحزبي ودوره في تنمية المجتمع، والارتقاء بالأردن سياسيا. إضافة إلى الجامعات أو المراكز المعنية بالأمر.
وإضافة إلى أن بعض الأحزاب نستطيع أن نطلق عليها أحزاب الأشخاص، فنجد رجل ميسور الحال بغض النظر عن تاريخه أو وعيه السياسي ينفق مبالغ كبيرة من المال على تشكيل حزب سياسي لصبح أمينا عاما لذلك الحزب ولسنوات طويلة بهدف التلميع أو الشهرة مما يشكل في مجموعه أحزاب هشة لا تدوم طويلا فنرى مثل تلك الأحزاب تطفوا وتظهر على السطح إذا تسربت معلومات من الدولة بأنها ستدعم الأحزاب أو تلتقي بالأمناء العامين وبعد الحظوة والدعم نرى السبات العميق لتلك الأحزاب. ومن جهة أخرى نرى بعض الومضات لبعض الأحزاب السياسية تلمع من حيث الاسم أو المدلول لكنها عاجزة تماما عن استقطاب الجماهير فتبقى أحزاب ذات برامج مليئة بالآمال العريضة في تحسين حياة المواطن لكنها فارغة من الأعضاء أو حتى المناصرين.
فاعتقد بان التجربة الحزبية في الأردن بعد ربع قرن من إعادة الحياة السياسية لا زالت تمر في مرحلة المخاض، عاجزة تماما عن استقطاب الجماهير، فنجزم بان التجربة الحزبية الأردنية تشوبها حالة من الإفلاس السياسي. حمى الله الأردن وأبقاه عزيزا كما كان.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
28-02-2015 12:00 AM

وهل انت مقتنع بشيء اسمة حزبي وجدوى من الاحزاب منذ عقدين اتيح للأحزاب بالعمل بكل حرية بل واعطيت الدعمي المادي على حساب دافع الضرائب وطوعت قوانين الانتخاب لعيون الاحزاب فأرني ماذا قدمت الاحزاب وماذا فعلت غير تقوقعها على نفسها والتنعم بالدعم المادي أين برامج الاحزاب اين رؤى الاحزاب نسمع اسماء ولانرى افعال ولا مشاريع افعال الاحزاب تريد تسليمها السلطة على طبق من ذهب ثم تقول اعطونا فرصة كما قالت كل الحكومات التقليدية اعطونا فرصة وتبقى حياة الشعب فرص وحقل تجارب ونبقى مكانك سر ؟؟؟

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012