أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


يا حيا الله جارتنا الإيرانية

بقلم : محمد سلمان القضاة
09-03-2015 10:27 AM
'أول القولِ ذِكر الله، والشياطين نخيزها'، نبدأ مقالتنا هذه المرة بهذا الجزء من أنشودة غنائية شعبية طالما تغنى بها الآباء والأجداد في أفراحهم. وذلك ونحن نكتب عن دور 'سراج علاء الدين' في العلاقة الأردنية الإيرانية.

وبادئ ذي بدء تعالوا نتذكر أن الأردن يعتبر عضوا مؤقتا في مجلس الأمن الدولي، ومن ثم فإن بمقدور وزارة الخارجية الأردنية إرسال وزيرها لزيارة طهران بعد انقطاع في العلاقات دام ثماني سنوات.

إذاً، زيارة وزير الخارجية الأردني الأخ ناصر جودة إلى جيراننا الإيرانيين ليست مستغربة ولا هي مستهجنة، فالمثل الشعبي يقول 'الجار للجار، والجار قبل الدار'، ولكن المستهجن يكمن في الغموض الذي يلف أهداف الزيارة برمتها في مثل هذا التوقيت الذي تتساقط فيه العواصم العربية الواحدة تلو الأخرى في أحضان النفوذ الإيراني، وسط صمت أميركي ودولي رهيب.

وبصراحة أكثر، بماذا أجيب جدتي –رحمها الله- لو أرادت أن تسألني عن هذه الزيارة الأردنية للأراضي الإيرانية، وعن سر دعوة الأردن من قلب طهران إلى حوار بين إيران وجامعة الدول العربية. وجدتي بطبيعة الحال تحب أن تسمع جوابا صريحا ومباشرا وبلا مواربة.

أقول لجدتي يا جدتي إن الأحوال قد تغيرت وتبدلت، وإن الصديق الأميركي لم يعد يؤمن جانبه ولم يعد يُعرف له 'وجه من قفا'، وإن واشنطن على وشك عقد صفقة نووية مع طهران، ترغب طهران نفسها في عقدها كاستراحة محارب نووي أكثر ما يكون.

يا جدتي لقد تمدد النفوذ الإيراني إلى وتعاظم إلى أن طال لبنان وسوريا والعراق من على شمال وشرق الأردن، ثم إلى صنعاء اليمن من الجهة الجنوبية، بل وإلى بعض الفصائل الفلسطينية في غزة من جهة الغرب، وإن ما كان يوصف بالهلال الشيعي على المستوى السياسي، أصبح اليوم يا جدتي بدرا مكتمل التمام، وإن بريق أضوائه قد تطرق أبوابا أخرى.

في مثل هذه الأجواء يا جدتي، وفي ظل التحالف الأميركي الإيراني منذ ما قبل سقوط كابل وبغداد في المرة الأولى قبل سنوات بأيدي الأميركيين بدعم إيراني بحسب اعتراف الإيرانيين أنفسهم، فليس بيد الأردن يا جدتي إلا أن يفرك سراج علاء الدين السحري كي يتخلص من شر هذه الميمعمة، وخاصة في ظل العداء الذي بدا يستحكم في ما بين الأردن وما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية، والذي تدعي دول العالم مجتمعة أنها لا تستطيع إلى إبطال سُمِّه سبيلا، سوى بالترياق الإيراني.

قوى العالم مجتمعة تدعي أنها لا تستطيع الانتصار على تنظيم الدولة الإسلامية، برغم كل أسلحة الطيران المتطورة التي لديها، وبرغم كل الأساطيل التي تمخر عباب البحار والمحيطات وبرغم كل أسلحتها الاستخبارية المنتشرة في كل مكان.

فهل تريدين يا جدتي أن يبقى الأردن صامتا وسط هذه الفوضى الخلاقة؟ فتا الله يا جدتي إن اللعب في منطقة الشرق الأوسط الآن صار يشبه إلى حد بعيد لعبة 'الاستغماية'، فلا يعرف اللاعب معصوب العينين من أين ستأتيه الضربة، وهذا ما استشعره الأردن في وقت مبكر وقبل فوات الأوان.

ومن هنا يا جدتي، فإن جواب سراج علاء الدين بالنسبة للأردن قد كان'شُبيك لبيك، طهران بين يديك'، فتحرك الأردن تبعا لهذه البشارة دون أدنى تأخير. فالمثل الشعبي الذي تعرفينه يا جدتي كان يقول 'عند طلوع الروح ما تنفع الرَفايق'.

وبهذا، فيمكننا القول إن الأردن ما تحرك هذه الحركة من فراغ، فلا بد أن هناك تنسيقات سياسية وأمنية أردنية مع الأشقاء في دول الخليج، كما ولا بد أن هناك تنسيقات سياسية وأمنية مع الأصدقاء الأميركيين، ومن هنا فلقد تحرك الأردن بحسب ما تقتضيه المرحلة الراهنة، حيث يُعتبر تنظيم الدولة الإسلامية عدوا مشتركا للأردن وكل الأشقاء والحلفاء والأصدقاء الذين أشرنا إليهم، عدوا مشتركا لهم جميعا من جهة ولإيران من جهة أخرى.

وما إسهاب كل من مدير الاستخبارات الوطنية الأميركية جيمس كلابر ورئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة مارت ديمبسي في مدح إيران والإشادة بدورها في مكافحة الإرهاب في أعقاب مشاركة قواتها في تحرير مدينة تكريت العراقية قبل أيام عنا ببعيد. ويا حيا الله جارتنا الإيرانية.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
09-03-2015 10:53 AM

هو كسؤال فقط
هل تعلم جدتك أن رافعي رايات الجهاد المدعوم تركيا وسعوديا يطببهم شيخ الإسلام نتنياهو في الجولان
هل تعلم جدتك أن الصديق سي مرسي أرسل رسالة لشمعون بيرس يصفه بالصديق العزيز العظيم ويبارك له إستقلال إسرائيل من الإحتلال الفلسطيني الغاشم
هل تعلم جدتك أن أردوغان يسعى لعود حكم الدراويش والطرابيش والإنكشاريه وعودة التخلف العصملي
هل تعلم جدتك أن العرب من محيطهم لخليجهم في عشق سرمدي لسبني ليفني ويعملون على تجديد مفروشاتها كل عام ويدفعون مليارات لشراء زينتها
وهل تعلم جدتك الكثير الكثير الكثير

2) تعليق بواسطة :
09-03-2015 11:21 AM

بالمشرمحي إذا كان هذا رأيكم بأننا سنكون بالحضن الاْيراني فليكن ويبقى أفضل من الحضن الاْمريكي والصهيوني الذي فتت العالم العربي

3) تعليق بواسطة :
09-03-2015 11:32 AM

ولو يا ليت جدتك تعرف انه يجب ان نسعى الى اقناع ايران بالانضمام الى جامعة الدول العربية عسى ان تصاب ببعض امراض هذة الامة ،وانت لا شك تعرف الكثير من امراض العرب (واهمها الغدر والاتكالية والتخاذل والتفاخر بالجهل والفهلوة وادعاء المعرفة ونصرة العدو والتخلي عن الواجب والخ الخ الخ) وبالمناسبة دعيت اسرائيل للانضمام الى الجامعة العربية لكنهاادركت امكانية الاصابة بامراض العرب فاعتذرت !!!الا تلاحظون ان كل من يتحالف مع العرب يهزم ؟؟؟!!!والله مفارقة عجيبة!!!!!.

4) تعليق بواسطة :
09-03-2015 12:15 PM

اخالفك الرأي امريكا واسرائيل هما من اعز اصدقاء العرب ومع ذلك يزداد عزهم وينتصرواو تنقل قيمة العرب وينهزموا العيب فينا اولاً وفي قياداتنا الفاشلة ثانياً (نعيب زماننا والعيب فينا وما في زمننا عيب سوانا ) تحياتي

5) تعليق بواسطة :
09-03-2015 12:51 PM

عزيزي المراقب الثاقب :امريكا قالت ان اسرائيل هي الحليف وليس العرب ،العرب مجموعات تابعة تتلقى الاوامر وتنفذ ،وهم ليسوا اعضاء في اي حلف وهناك فرق بين حليف يبدي راي ويشارك في القرار وأداة تنفذ، ,أكرر معك( وما في زماننا عيب سوان).

6) تعليق بواسطة :
09-03-2015 02:37 PM

ستبقى اسرائيل أهم قاعدة عسكرية غربية وستبقى محتكرة القنبلة النووية. ايران ستمتلك التقنية النووية ولكن أمريكيا ستٌجبرها عدم امتلاك القنبلة وبالمقابل ستعطيها أراضي عربية شاسعة وستكون خاضعة للنفوذ السياسي الايراني وأتباعها. والباقي سيبقى لا خيار أمامه الا الرضى بالأوامر من الثلاث لاعبيين. والله أعلم.

7) تعليق بواسطة :
09-03-2015 11:16 PM

وين جارتك ياحج بينك وبينها آلاف الكيلو مترات ؟؟!

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012