أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


الاسلام السياسي والايدولوجيا

بقلم : ناجي الزعبي
18-03-2015 10:36 AM
في توظيف قذر للمعتقدات , والديانات , والقيم , والاعراف , لفقت الرأسمالية التهم للشيوعيين والماركسيين , والقوميين , والتقدميين , واتهمتهم بالاباحية , وبالالحاد , والزندقة , التهم التي تمس نواميس الشرق , ومرجعايته , وقيمه الاخلاقية , ادراكا'منها بأن المساس بهذه الاعتبارات خروج سافر , وذنوب غير مغفورة وتجاوز لكل الخطوط والمحاذير لكل من يوصم بها .
وبرغم ان ضوابط اليساريين , والقوميين , والتقدميين الاخلاقية , وصرامة التزامهم بها في مقدمة اولويات نهجهم , وسلوكهم ,وممارساتهم العملية , ومواقفهم المملوسة , وان كان هناك خروج من البعض فهو خروج وحالات فردية لا تحسب على الايدولوجيا , ولا على المرجعيات والادبيات الفكرية التي تعلي من شأن الانسان كقيمة اعلى واسمى يُحضر المساس بها والحط من قيمتها .
وعلى العكس فان من لفق التهم , ووظف الته الاعلامية , والفاشية الدينية , هو المتهم الحقيقي الذي لا ضوابط اخلاقية له , ولا احترام لدين , ولا لقيم , ولا ية اعتبارات انسانية ولا قيمة لديه تعلو على قيمة المصلحة الفردية , وجني المكاسب , والارباح تحت اي عنوان , وباي اسلوب .
وقد شهدنا في الاونة الاخيرة اباحة للدعارة , والقتل , والتدمير للحضارة , والاعتداء على اصحاب الديانات , والمعتقدات , وعلى مقدساتهم , ودور عبادتهم وارثهم الحضاري التاريخي , باسم الدين ، ولاحضنا ان من يروج , ويحلل , ويحرض على هذا السلوك هي المراكز الدينية ، كالازهر ، ودور الافتاء , والاتحادات (الاتحاد العالمي للمسلمين ' ورئيسه القرضاوي الذي نذكر كيف حرض على قتل القذافي, وبشار الاسد , وتدمير بلده مصر) ,والمنظمات , والمنابر الاسلامية , بما فيها دور العبادة , والمساجد التي لم تنجو من استهدافهم , واستثمارها كمنابر تحرض على القتل , والتدمير, وارتكاب الموبقات المشينة .

كل هذه الجهات , الاشخاص , و الادوات , تدار من غرف المخابرات التابعة للادارة الاميركية والاطلسية , وتمول من دول , واثرياء الخليج باوامر اميركية .
هذه المؤسسات التي حللت , وحرضت على ما يطلق عليه جهاد النكاح , ومشتقاته ، كرضاعة الكبير , ومضاجعة الميتة , والميت , والرجال, والاطفال , ومضاجه , الاخت , والبنت والام , وتقديمهن للمجاهدين كادوات متعة , واكل الحي , و المرتد , والذمي دون طبخة في ردة اخلاقية , وخرق لكل القيم والاعراف ، وهو سلوك يندرج في سياق توظيف الراسمالية للدين في خدمة مشروعها الاستعماري , وتسليع كل الاشياء والقيم والمعتقدات بما فيها الانسان , فقد اعتبرت الراسمالية المراة سلعة ووظفت جسدها للترويج للبضائع والسلع واضطهدتها واستغلتها واضطرتها لبيع جسدها في درو الدعارة المرخصة في ظاهرة راسمالية تعتبر وصمة وعار في جبين الراسمالية , والانسانية , وهي الان توظف الدعارة في مشروعها بغطاء ديني مزيف .
تلك همجية , وظلال غير مسبوق الا في العصور الغابرة , المندثرة , البدائية حيث مارس مدعي الدين القتل ببشاعة تفوق كل بشاعات , وانتهاكات الهمجية على مدار العصور .
ان من يقف خلف هذه الممارسات هي الراسمالية الاطلسية الاميركية , معقل الامبريالية القبيحة التي توظف كل ما من شأنه خدمة مشروعها الاستعماري دون ضوابط من اي نوع , والمؤسسات التي رعتها وفرضت تمويلها , على مشيخات النفط ، واثريائها ..
لقد نأى الشيوعيون , واليساريون , والقوميون , والتقدميون وكل الملتزمون ايدولوجيا بانفسهم عما يخدش الحس , والحياء العام , واحترموا قيم مجتمعاتهم , وناضلوا , وضحوا من اجلها , ودفعوا اعمارهم على شكل اغتيالات , واعدامات , وسجون , ومنافي , ناضلوا بصمت انكروا ذواتهم , ونظموا العلاقات الانسانية على ارفع السويات الاخلاقية , و اعلوا من شأن المرأة وبوئوها مكانها اللائق , وضبطوا الحب المتبادل بين الجنسين بمنظومة رفيعة من الصلات بلا تشريك , ولا فجور , بل بوحدانية الحب الطوعي الخالي من الاغراض , والمصالح , والاستغلال الطبقي , المبني على صلات انسانية رفيعة خالصة . .
ان ما نشهده الان من ممارسات اخلاقية وانسانية منحدرة تضع شعوبنا العربية من وجهة نظر العالم المتحضر في ادنى درك السلم الانساني , والانحدار , والانحطاط , والتردي الذي يحسب على الاسلام على وجه الخصوص برأيهم , وحسب اعتقادهم .
.
وبذا تنفضح الجهات التي شوهت الشيوعيين ,واليساريين , والقوميين , والتقدميين ونضالاتهم الذين الصقت بهم زورا لانهم استهدفوا في المقام الاول الراسمالية كنظام يستبد بالفقراء ويسرق كدحهم وثرواتهم .
ولنضالهم ضد الاستعمار, والقهر , والاستغلال , والاستبداد , كان لابد من تلطيخ سمعتهم بوصمهم وتلطيخ سمعتهم زورا وكذبا وتظليلا بما يمس اعلى قيم يؤمن بها الانسان وهي : خرق التعاليم الدينية , والقيم الاحلاقية .
اي بالاباحية , والالحاد , وقمع المتدينين , والملتزمين فكريا, واستهداف دياناتهم ومعتقداتهم ، خلافا ً للواقع والحقيقة التي تؤكد عبر عقود نضالاتهم على احترامهم الكبير للمعتقدات وحرية الرأي والتزامهم المقدس باحترام الراي الاخر .

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
18-03-2015 07:01 PM

اخي ناجي الزعبي . اليس حراما ان تتهم شيخا مشهودا له كفضيلة الدكتور يوسف القرضاوي بانه يدار من غرف المخابرات . لمجرد انه ايد ثورة الشعب السوري .
اخي ناجي انا ايدت ثورة الشعب التونسي والمصري والسوري .فهل انا خائن .
ام ان الشعب السوري ﻻ مظالم له ويعيش تحت ظل نظام مثالي ﻻ يعاني البوليسية والفساد بابشع صورها
اخي ناجي القرضاوي لم يتعامل مع الامريكان مثل السستاني ليحرم على الشيعة مقاومة الاحتلال الامريكي .
اخي ناجي انت تنتقد اتهام المخالغين بالانحلال
وانت تمارس ذات التصرف فتتهم المخالفين يتبع

2) تعليق بواسطة :
18-03-2015 07:06 PM

وانت يا اخي تتهم المخالفين بجهاد النكاح ونكاح الميت
وانت مسلم من اهل السنة والجماعة فهل علمت ممارسات كهذه .وعلى كل حال لمن يروج لجهاد النكاح اقول لو كان هذا حقيقة وهو ليس كذلك فديننا يقول بفترة عدة شرعية بعد الطلاق وبالتالي ممارسته ليست عملية منطقيا .ولكن زواج المتعة يا اخ ناجي ﻻ يحتاج لفترة العدة .
واقبل تحياتي

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012