أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


المرأة العربية والقوميون العرب

بقلم : عبد الحليم المجالي
21-03-2015 10:17 AM
عند الحديث عن الوحدة العربية يتبادر الى الذهن القوميون العرب كجهة مؤمنة بها ومناضلة من اجلها ,وكأنها من اختصاصهم لايشاركهم في شؤونها احد ,عند مراجعة النتائج وتعذر قيام تلك الوحدة او التضامن العربي في حده الادنى ينصب اللوم كله عليهم وتتناولهم الاقلام والالسن بالنقد والتجريح وينعتون بالقومجية تعبيرا عن السخرية منهم . مشروعان مطروحان على الساحة للوحدة على اساسين مختلفين الاسلامي والقومي العربي ولم ينجح اي منهم لحد الان وعليه فان النقد واللوم متبادل بين الطرفين . التجربتان حديثتان اذا مااخذنا بعين الاعتبار عمر الامم والشعوب وان بدت للكثير منا انها تجارب قديمة . في ظل المراجعات بعد ان اكدت النتائج الواقعية فشل حقبة تاريخية عربية بدايتها ضعف الامبراطورية العثمانية وتشتت الوطن العربي ونهايتها حاضرنا المتردي جملة وتفصيلا تناولت المراجعات كل التيارات والحركات وبداية تلك المراجعات النقد الذاتي والاعتراف بالسلبيات ومحاولة معالجتها , القوميون العرب راجعوا مسيرتهم وتناولوا خطابهم القومي بالنقد الايجابي وظهر ذلك واضحا في منشورات مركز دراسات الوحدة العربية . النقد تناول في كثير من جوانبه المصطلحات في ذلك الخطاب ومدلولاتها ومن اهم المصطلحات : الامة ,الدولة , الوطن والمواطنة, العروبة وعلاقتها بالعرق والثقافة ,الاصالة والحداثة ,المصلحة والمبدأ ..الخ, للراغبين في الاستزادة احيلهم الى كتاب نقد الخطاب القومي لمؤلفه عبدالعزيز بالقزيز .
بشكل عام خلصت المراجعات الى ان شأن الوحدة العربية ليس خاصا بالقوميين العرب بل هو شأن عام يهم كل من له مصلحة في الوطن العربي من مواطنين من هذه الوحدة بغض النظر عن عرقهم , من وجهة نظري المتواضعة ارى ان المراة العربية وبتعبير ادق المواطنة العربية المنتسبة الى الوطن العربي اولى بالمطالبة بالوحدة والنضال من اجلها من القوميين العرب . وانتهز مناسبة الاحتفال بعيد الام لاتقدم من كل ام مواطنة عربية بالتحية والاجلال وخاصة المراة العاملة المنتجة واثمن عاليا دورها في المحافظة على جو الاسرة والألفة والمحبة . لقيام وحدة عربية فاعلة لا بد من ايجاد الروابط العضوية بين المواطنين العرب باي وسيلة متاحة ومنها منظمات المجتمع المدني كالاحزاب السياسية والنقابات والمنتديات والجمعيات على اختلاف انواعها . وعند الحديث عن العلاقة العضوية تحتل المرأة دورا بارزا ومتقدما فيها فالمرأة هي ربة الاسرة, اللبنة الأولى في أي مجتمع , وهي المربية لاطفالها والجامعة لهم , وهي عنوان الحياة الاجتماعية , فعلى سبيل المثال : عند اجتماعنا في المناسبات نجد ان اكثر الروابط عمقا وتاثيرا هو ما جاء عن طريق المرأة والمصاهرة .
المتابع للمشاهد اليومية والمتكررة التي تبثها الفضائيات عن ضحايا العنف في الوطن العربي يلاحظ ان المواطنة العربية هي الأكثر تضررا والأكثر تأثيرا في المشاهدين وهي تحاول حماية اطفالها او البحث عنهم تحت الركام او في اجواء التشرد والضياع وهي الاكثر تأثيرا في النفوس وهي تستنهظ الهمم وتستنجد ويذكرنا هذا بالمرأة العربية التي صرخت وامعتصماه فجاءها الرد الفوري من المعتصم رمز الوحدة العربية الاسلامية آنذاك . الواقعة لم تغادر الذاكرة العربية وبقيت المقارنة بين صرخة امرأة والرد عليها قائمة فعبر عنها الشاعر بقوله : رب وامعتمصاه انطلقت ملء افواه الصبايا اليتم -لامست اسماعهم ولكنها لم تلامس نخوة المعتصم -وهذا تعبير عن واقعنا المؤلم وعنوانه قلة الحيلة . نخوة المعتصم كان من الممكن ان تكون بلا معنى لولا وجود قوة على شكل جيش موحد قادر على الرد يتجاوب مع نخوة من ينتخي .اليوم لاأعتقد ان النخوة تلاشت تماما ولكن القدرة على التجاوب معها معدومة ولايجادها لابد من ايجاد جيش وطني عربي كواجب لحماية كل امرأة عربية مظلومة وهذا الجيش لن يبصر النور بدون وحدة عربية مدروسة المقدمات والنتائج . قبل ايام تنادى العربان الى تشكيل قوة عربية مشتركة وطرح هذا الموضوع على مجلس وزراء الخارجية العرب في وكرهم جامعة الدول العربية ولكن هذا الطرح سرعان ما تكسر على صخرة التشتت العربي والفوضى العارمة التي تعم وطننا العربي المنكوب .

في عيد الام ست الحبايب لا نملك الا التحية لكل ام ولكل امرأة مواطنة عربية ونذكرها بواجباتها وهي ليست بحاجة الى ذلك ولكن من باب الاحتياط وعلى رأس تلك الواجبات المطالبة بالحماية لها ولأطفالها والمطالبة برص الصفوف والعمل على كل ما من شأنه بناء قوة عربية رادعة واقوى سلاح فيها الوحدة التي تلبي معظم مبادئ الحرب المتعارف عليها من تجارب الجيوش على مر الازمان .اود ان اغتنم هذه المناسبة لاترحم على كل ام توفاها الله ومنهن امي التي لا استطيع ان اوفيها حقها بذكر فضائلها ومنجزاتها ولكنني اود ان اذكر شيئا منها فقد كنت عندما اجد نفسي محبطا او مكدر النفس الجأ الى غرفتها واتمدد علي احصل على ' سنة ' من نوم وهذا ما كان يحصل لأصحى طيب النفس وبمعنويات عالية .. رحم الله كل امهاتنا اللواتي توفاهن الله وحفظ الله الامهات العاملات وامدهن بالقوة والشجاعة انه نعم المولى ونعم النصير .

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
21-03-2015 01:28 PM

أتفاءل عند قراءة كل ما تكتب. وطالما أنك تكتب فأن من يقرأ ومن يريد أن يفكر، سيجد أنه لا يزال هناك بصيصا من النور والأمل، في أمة تقوم حاليا، وبكل إصرار، بالإنتحار وحرق أسس نهضتها وحضارتها العريقة.

تحياتي وإحترامي

2) تعليق بواسطة :
22-03-2015 08:54 AM

التفاؤل ينتابني أنا ايضا مجرد ان أطالع اسم هذا الرجل العربي الحليم الذي لا يزال عنده أمل بأن تتوحد هذه ألأمه يوما وتعود أغانينا الوطنيه تصدح عبر اذاعات عربيه وطنيه على امتداد الخليج الثائر وحتى المحيط الهادر لا أن تختزل أغاني البعض بتمجيد هذا القطر او ذاك لا بل تجاوزنا ذلك وحصرناه على مستوى محافظات
كنا يوماً في ريعان الشباب نتغنى بالعروبه وجلنا بعثي حتى النخاع أو قومي عربي من الوريد للوريد سواء كنا منتظمين او مؤازرين واذا بمحاضرنا يلقناً دروساً عن ماوتسي تونغ وهوشي منه وحرب العصابات في سايغون

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012