أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


لماذا يصطبغ التدخل العسكري في اليمن بالصبغة الامبريالية الامريكية؟

بقلم : ياسر المعادات
30-03-2015 10:19 AM
في فترة الحرب الباردة اي فترة بزوغ نجم الولايات المتحدة كقوة عظمى في مسرح القوى الدولي قامت امريكا عبر سياستها الامبريالية بالتدخل العسكري 'المباشر او غير المباشر' في عدد من دول العالم لقمع العديد من التحركات التحررية الثورية او لاجهاض ديموقراطيات ناشئة،و من امثلة التدخل المباشر ما قامت به امريكا في فيتنام من تدمير و عمليات ابادة للقضاء على الفيتوكونغ الشيوعيين،اما التدخل غير المباشر فمن الامثلة عليه قيام امريكا بتسليح ميليشيات السفاح الاندونيسي سوهارتو الذي اسس ديكتاتورية معتبرة بناء على تبعيته المباشرة للهيمنة الامريكية،في فترة التسعينيات و ما تلاها اتخذت التدخلات الامريكية شكلا انتقائيا في ظل تلاشي اسباب الحرب الباردة بانهيار الاتحاد السوفياتي و الحجة هنا كانت ارساء الديموقراطيات او التدخل بدافع انساني كما كان الامر في العراق او كوسوفو او الامتناع عن التدخل احيانا برغم وجود الاسباب الانسانية كما في الشيشان مثلا او تيمور الشرقية،و كل هذا بناء على المصالح الامبريالية العليا.
ما يحصل اليوم في اليمن هو نسخة مكررة للسياسة الامبريالية عبر ادواتها الدكتتورية العربية التي رأت أن التدخل لتثبيت شرعية الرئيس اليمني هادي اهم من التدخل لتثبيت شرعية الرئيس المصري محمد مرسي،و التي تدخلت في سوريا 'بزعامة امريكية طبعا' لدحر داعش الارهابية دون ان تتدخل علنيا على الاقل لدحر ميليشيات الاسد،و هي تحاول الآن أن تحوز تأييدا جماهيريا بناء على أسس طائفية تبرر لها تدخلاتها كقوى مؤثرة على الساحة الاقليمية على الرغم من ان العدو الافتراضي الطائفي 'ايران' يحتل جزرا لدولة هامة في التحالف الدكتاتوري هي الامارات منذ وقت طويل و هذه الامثلة و غيرها تثير علامات استفهام كثيرة على طبيعة و مبررات التدخل في مكان و الامتناع عن التدخل في مكان آخر مما يفضح الارتباط الامبريالي لهذه التحالفات الدكتاتورية.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012