أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


السلامة المرورية في عمان

بقلم : المهندس يحيى جديتاوي
04-04-2015 11:00 AM
بداية لابد من الإشارة إلى أن ماقامت به أمانة عمان من تركيب كاميرات على الطرق والإشارات الضوئية مع وجود خطط لتركيب المزيد هو مادعاني للكتابة حول الإدارة المرورية في مدينة عمان، لأن ماقامت به الأمانة يعني بالنسبة لنا أن عملية تركيب هذه الكاميرات قد جاءت كأولوية للأمانة نتيجة لدراسات فنية للبدائل الممكنة لرفع مستوى السلامة والأمان على الطرق. طبعا أنا لاأفترض هنا بأن الهدف هو جباية المال من المواطن، وأترك الحكم على ذلك للقارئ الكريم.
عندما نتحدث عن الإدارة المرورية في أي مدينة في العالم، سيتبادر إلى الذهن سؤال هام: ماهي الأهداف الرئيسة لهذه الإدارة؟
الأهداف الرئيسة لإدارة أي مدينة هي تأمين وصول الناس إلى مواقع العمل والدراسة والخدمات والمراكز التجارية والحدائق وغيرها من الأماكن ضمن أوقات سفر معقولة على أن يتم ذلك بسلاسة وسلام مع أقل مستوى ممكن من التلوث البيئي سواء كان المسافر يملك سيارة أو لايملك.
وأود هنا التطرق إلى بعض الأمور لنرى ماذا فعلت أمانة عمان لتحقيق الأهداف المنوه عنها سابقا:
1) عالميا، أرخص وسائط التنقل وأنظفها للبيئة وأكثرها مناسبة لصحة الانسان وأمنه وسلامته هي المشي وقيادة الدراجات الهوائية. فماذا فعلت الأمانة لتسهيل ذلك؟ بالنسبة لأرصفة المشاة، نادرا ماتجد 10 أمتار كاملة لرصيف يمكن السير عليه، فإما أن الأرصفة غير موجودة أو متهالكة أو متقطعة أو تستخدم كمواقف للسيارات أو للبسطات أو لعرض بضائع المحلات التجارية أو مزروعة باشجار قطرها أكبر من عرض الرصيف نفسه. كما أن عملية قطع الانسان الذي يسير على قدميه للشارع في غالبية المواقع هي عملية انتحارية للمشاة وقد تكون عملية شروع بالقتل بالنسبة لسائقي المركبات. أما بالنسبة للدراجات الهوائية فقيادتها في عمان هي عبارة عن عملية فدائية لايقوم بها إلا من يحب ركوب الأخطار ولا أرى حاجة للكتابة عن ذلك فالواضح لايوضح. فماذا فعلت أمانة عمان بهذا الخصوص؟ حتى المجنون لن يصدق بأن تركيب الكاميرات أهم من التعامل مع هذه الأساسيات.
2) هناك طاقة تمرير معينة لكل طريق ويعتمد ذلك على عدد المسارب وكيفية تنظيم السير عليها وسرعة المركبات المسموحة ومدى تقيد السائقين والمشاة بقواعد المرور ووجود المراكز التجارية وتوفر المواقف وأمور أخرى. فما هو الوضع في عمان؟ للأسف المسارب غير محددة على الغالبية العظمى من شوارع عمان حيث تحديد عدد المسارب وحدودها وترتيب الخطوط على التقاطعات متروك لتقدير السائقين وإداراكهم وإلمامهم بهندسة المرور. أما المآسي والمعارك والجلطات والشتائم التي تحدث على الدواوير فحدث ولاحرج، فالدواوير استحدثت أصلا للتقاطعات التي لاتشهد كثافة مرورية. هل هناك عاقل يعتقد بأن الكاميرات التي تم وضعها تخدم سلامة سائقي المركبات والمشاة أكثر من تحديد المسارب على الطرق وتنظيم الحركة على التقاطعات والدواوير؟
3) كل جاهل يعلم بأنه يوجد للشوارع التجارية أصول وقواعد وشروط لابد من مراعاتها عند تخطيط المدن والمناطق التجارية، وعندما تمر من الشوارع التجارية في عمان مثل شارع المدينة المنورة وشارع الشهيد وصفي التل والصويفية و ... ستلاحظ أنك في غابة من الفوضى والفشل وسوء الإدارة و...و ...
4) أنا قطعا لاأحسد رجال إدارة السير على ماهم فيه من معاناة سببها الرئيس أمانة عمان والسائقين ولكن تصرفات السائقين أتت من سوء مستوى البنية التحتية للطرق التي لم يتم تشطيبها، حيث يمكن تشبيهها بشقة غير مشطبة لايوجد بها بلاط ولا حمامات ولا مطبخ ولا أبواب ولا شبابيك وكمان بالعامية مش مقصورة ولا مدهونة.
ماورد سابقا هو شيء بسيط جدا من واجبات أساسية لأمانة عمان لاتقوم به، وهي قطعا أساسيات وليست كماليات.
هل هناك من يعتقد بأن تركيب الكاميرات أكثر الأمور إلحاحا إذا كانت السلامة المرورية هي الهدف؟
أنا قطعا لاأعتقد ولا أصدق ولن أصدق ذلك وبصورة علمية وليست عاطفية أقول بأن الهدف هو الجباية لأن الكاميرات تأتي في آخر قائمة الإجراءات المطلوبة لرفع مستوى السلامة على الطرق.
هذا رأي شخصي أؤمن به وللقارئ الكريم الحق بمخالفتي الرأي.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
04-04-2015 01:15 PM

انا اتفق معك تماما وارى أن الفوضى المرورية هى جزء من الفوضى الكلية والمتمثلة في غياب الرؤيا والتخطيط والتنظيم على المستويين النظري والعملي وارتكاب اخطاء في الزمان والمكان مما خلق تراكمات مركبة تولد حالات مستعصية ومعقدة مع الاستمرار في معالجة الظواهر والاعراض فقط وترك الاسباب والمسببات مما يجعل المشاكل مزمنة ومهلكة وهنا لايكفي الاصلاح بل نحتاج الى ثورة شاملة بدأ بالنظام القانوني وتحديد المسؤوليات والواجبات والحقوق والامتيازات ووضع خطط ومشاريع للتنفيذ الفوري مبنية على دراسات علمية وعملية .

2) تعليق بواسطة :
04-04-2015 02:00 PM

هل الكاميرات ستخفف من الازمة المرورية في عمان ؟
هل الكاميرات ستخفف من عدد الحوادث ؟
هل الكاميرات مزروعة بالاماكن التي تشهد ازمة سير او بالاماكن التي تكثر فيها حوادث السير ؟؟
الكاميرات للجباية و اتلجباية فقط والأمانة تعرف ذلك جيدا و السبب بسيط الأمانة محتاجو فلوس بعد النكبة التي نعرضت لها في عهد الفساد السابق الذي اغتصب الأمانة لخمس سنوات و عاث بها فسادا و تدمير نتيجة سؤ الإدارة و نتيجة استخدام الصلاحيات لبعزقة الأموال و إيذاء الموظفين و تطفيش المستثمرين
نتمنى كل النجاح للرجل النشيط بلتاجي

3) تعليق بواسطة :
04-04-2015 06:25 PM

لا اختلف معك عزيزي الكاتب فكل ما اسلفت مجموعة وقائع تدحض ما تقوله الأمانه بالبرهان,, وقد كتبت عشرات المقالات حول معاناة أهل عمان,, والاختناقات المروريه وقد تطرقت الى حلول للبعض منها ولكن الأمانه تنقصها الأمانه والباقي اتركه لك وللقارىء.
اما دواوير عمان فهي تقع اعلى انفاق اجتهدت فيها الأمانه لتسهيل انسياب حركة المركبات ولكنها كانت حلول مجتزأه ولم يتم اخضاعها للتمحيص الجيد او استكمال الحل,,ليس ذلك فقط بل يضعون رجل سير مبتدىء يربك السير وعندما تتعاظم الأمور يترك الموقع..هناك مشاكل تحتاج الى حلول.

4) تعليق بواسطة :
05-04-2015 12:09 AM

اشكر الكاتب وخاصة ما اثاره حول الارصفة احياناً يوجد رصيف لبضعة امتار ثم يتلاشيى او يضيق او انه عالي على شكل درج او منخفض او ترابي ، من زار دول اخرى يفيد ان الارصفة تكون على اتساق واحد ولو كان طول الشارع ثلاثين كم والادراج في بعض الاماكن التي تتطلب ذلك سهلة ومنسقة مع وجود مسارب لذوي الاحتياجات الخاصة في نهاية كل رصيف ؟؟؟

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012