أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


لا صوت يعلو فوق صوت المعركة

بقلم : نائل أبو مروان
11-04-2015 10:15 AM
يتحاورون ويتهامسون ويتساءلون، عن سبب عدم تطبيق الديمقراطية في بلادنا العربية، يتناسون أن سؤالاً هاماً بات يخطر على بال كل 'عربي' وهو الآتي : هل تطبيق الديمقراطية أمر ممكن أم عملية مستحيلة في مجتمعاتنا العربية 'الإسلامية' ؟.......................
*عدم وجود بنية حقيقية للدول العربية بالمفهوم المعاصر، فرغم مرور حوالي قرن على انهيار الإمبراطورية العثمانية وأكثر من نصف قرن على الاستقلال من الاستعمار والانتداب الأجنبي إلا أن الأنظمة العربية لم تنجح في بناء دولة المؤسسات والقانون ومجتمعات المواطنة، وبقيت عبارة عن أنظمة حكم تمتلك السلطةالسياسية بدون أي شرعية ديمقراطية حقيقية وفي غياب هذه الشرعية كان الهم الأساسي لهذه الأنظمة المحافظة على سلطتها ونفوذها السياسي وضمان استمرار حكمها ومن أجل تحقيق هذه الأهداف استعملت القوة وأساليب القمع لمحاربة معارضيها والتنكيل بهم أحيانا أخرى وأساليب عن طريق شراء الذمم وتوزيع الأعطيات و المناصب..................

وفي ظل هذه الظروف لجأت الأحزاب الموجودة في المعارضة إلى استعمال القوة في محاولتها للوصول للسلطة فكانت الانقلابات العسكرية هي الوسيلة الوحيدة لتغيير الأنظمة ووصول هذه الأحزاب إلى السلطة، في كثير من ألوطن ألعربي، و لقد استعملت هذه القوى سواء كانت أحزابا أو أشخاص نفس أساليب خصومها السابقين (والتي كانت تتهمهم بالرجعية والعمالة لأعداء شعوبهم) فقامت بإلغاء الرأي الآخر واستفردت بالسلطة لوحدها بدون منازع بعد تصفية الخصوم عن طريق حكم الحزب الواحد، ولأجل تبرير وجودها في السلطة في غياب أيضا أي شرعية ديمقراطية.. استخدمت الشرعية الوطنية والقومية باعتبارها الجهة الوحيدة والقادرة والوصية على تحقيق أحلام وطموحات ألشعب في الوحدة والعدالة الاجتماعية، ومقاومة الاستعمار وتحرير الأراضي العربية المحتلة. علما بأن الهدف الوحيد المهم كان المحافظة على السلطة السياسية ورغم الهزيمة القاسية في . لها في كل ألميادين من حرب 1967حتى أليوم. إلا أن هذه الأحزاب لم تقم بتغيير فكرها أو أساليبها بل اعتبرت أن الهزيمة العسكرية وخسارة الأرض ليست مهمة لأن هدف العدو كان إسقاط هذه الأنظمة وهكذا تحولت الهزيمة إلى انتصار، لأن هذه الأنظمة بقيت على كراسيها......................

* إن غياب الشرعية الديمقراطية لهذه الأنظمة في المجتمع أدى وبشكل مباشر إلى غياب أيضا الشرعية الديمقراطية للقادة داخل الحزب نفسه، ولهذا استبدلت هذه الشرعية بشرعية القائد الملهم والأمين على مصالح الجماهير وحامي حمى األشعب وقائد معركة التحرير، وكانت أي معارضة لهذا القائد تتهم بالرجعية والعمالة لأعداء الوطن والشعب، فالقائد هو الحزب وهو الشعب ولذلك فهو المستهدف من قبل الأعداء.ومن أجل بقائه في أللسلطه لم يتوانا في.. طلب ألمساعده من ألدول ألتي يعتبرها عدوا للوطن... من أجل دعمه في ألبقاء.....................

* مشاركة النخب السياسة والمثقفين.. ألمرتزقين.. ولذي هدفهم.. ألمشاركه في سرقة ألوطن في تثبيت هذه المفاهيم والدعوة لها وتبرير غياب الديمقراطية ... بضرورة المحافظة على القيادة الملهمة والتركيز على ضرورة حشد كل القوى في مواجهة العدو ... ( لا صوت يعلو فوق صوت المعركة ) ما أدى إلى تغليب المطلب الوطني على المطلب الديمقراطي، وكأن ممارسة الشعوب لحريتها وحقوقها في اختيار حكامها ومشاركتها في العملية السياسية سوف يؤدي إلى خيانة هذه الأهداف الوطنية..........................
مع أن الضمانة الحقيقية لتحقيق هذه الأهداف النبيلة هي مشاركة الشعوب في صنع القرار وليس في تغييبها وقمعها...........

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
11-04-2015 12:28 PM

الكلمات الاولى الثلاث من المقاله كأني سبق وان قرأتها وإن لم تخني الذاكره فهي من قصيده لسمو الامير عبدااله الفيصل ،أما القصيده فهي ,,حبيبتي من تكون ,, وقد غناها عبدالحليم حافظ ،وهي من الاغاني الطربيه المميزه بلحنها وعذوبة الموسيقى فيها .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012