أضف إلى المفضلة
الثلاثاء , 21 كانون الثاني/يناير 2025
شريط الاخبار
شمول مكافآت وحوافز العاملين في الأمانة بالضمان الاجتماعي ترامب بعد التنصيب: العهد الذهب لأميركا بدأ الآن .. والحكومة السابقة دافعت عن مجرمين أمانة عمان الكبرى تعلن عن توفر وظائف شاغرة ترمب رسميا الرئيس الـ 47 للولايات المتحدة الأميركية الملك يتفقد مشروع مساكن الملاحة في دير علا المكون من 400 وحدة - صور الامانة تعلن إيداع قوائم التخمين 2025 عطية يسأل وزير الصحة عن اسماء شركات اللحوم الفاسدة الملك يلتقي المكتب الدائم لمجلس النواب اللجنة القانونية النيابية تُقرّ عددا من مواد (الوساطة لتسوية النزاعات) الجمارك: ضبط 17000 عبوة من الجوس المقلّد المنتهي الصلاحية احالات الى التقاعد المبكر في التربية - أسماء إصابة لاعب المنتخب الوطني لكرة القدم خيرالله خلال معسكر الدوحة رئيس الوزراء يوجّه باتخاذ كامل الإجراءات لتصويب المخالفات الواردة في تقرير ديوان المحاسبة إعلام إسرائيلي: فشل مدوٍ للجيش وحماس حققت أهدافها وفاة خمسيني بحادث دهس في الزرقاء والأمن يبحث عن السائق
بحث
الثلاثاء , 21 كانون الثاني/يناير 2025


قنابل تنوير وطلقة تحذير " عنواني لكتاب الحموري "

بقلم : فؤاد البطاينه
11-04-2015 12:30 PM

هذا عنواني لمضمون كتاب أ . د . محمد الحموري بعنوان المتطلبات الدستورية والقانونية لإصلاح سياسي حقيقي . ما أحوجنا وأحوج ظرفنا نحن الأردنيين مواطنين ومسئولين الى وقفة تأمل على نور فيها اتعاظ . يمهد المؤلف الفقيه الدستوري لجهده التنويري الهادف لاصلاح حقيقي ، بتحليل واف لتطور الحياة السياسية والقانونية في اوروبا بتجاربها المريرة وصولا لاستقرار انظمتها العصرية واكتمال منعتها . وبما يوفر ارضية موثقة لمادة المؤلف وخلاصاته ، وعبرا لنا لا يحسن تجاهلها . فكما يرى المؤلف، فإن جمع الملك مع السلطة أمر قد هجرته البشرية ، ولم يعد له وجود في العصر الحديث . هجرته بعضها بحكمة أو اتعاظ ملوكها ، وبعضها بعد ان انفجرت هذه الشعوب بوجه أنظمتها . والحسرة أن صائغي دستورنا قد هجروا أنظمة الإستبداد الهادمة للدول ، ولكننا ننقلب عليه بالتطبيق .
يؤكد المؤلف على أن الدستور الاردني لعام 1952 والمعمول به حاليا بصرف النظر عن تعديلاته ، تؤكد نصوصه الصريحه على أن نظام الحكم المرسوم في الأردن هو برلماني بملكية دستوريه ، أو أن تفعيلها وتنقيتها كفيل بترسيخ هذا النظام لتوفر ركائزه الثلاث مع متطلباتها في نصوص الدستور . فالشعب في النص مصدر السلطات ، والفصل بين الملك والسلطة بائن وتلازم السلطة مع المسئولية أكثر بيانا ، لكننا لا نعيش نظامنا السياسي الذي يحقق الاصلاح الحقيقي . وهنا المشكله.
لكنها مشكلة معروفة أسبابها المنطلقة من الجنوح عن التطبيق الأمين والصحيح والمترابط لنصوص الدستور وكلماته ، والعزوف عن التعامل مع مواده كمواد لبناء واحد متكامل ، وعن إعمال مواده بشكل مرتبط بإعمال المواد الأخرى بالتكميل أو عدم التعارض ، وهو ما لا يضمن أن يكون الشعب مصدر السلطة كغاية أساسية في النظام البرلماني ويفسد بقية الركائز في الدستور . والمؤلف في هذا يتكلم عن حزمة من الأسباب مع الأمثلة الحية على صعيد مختلف السلطات والقرارات والتعديلات الدستورية . بدءا بإحجام أصحاب الاختصاص عن ممارسة اختصاصاتهم وتركها للملك ووصولا لوسائل إفراغ النصوص الدستورية من مضمونها ودلالاتها بوسائط وتفسيرات تجد بركتها في الهوية السياسية للمجلس العالي للتفسير ، يردفه تعطيل لوصول لاحزاب وقوانين مخالفة للدستور، و إفراغ استقلالية القضاء من المضمون باكتسابه الهوية السياسية أيضا ، وكذا من حيث مجلس النواب وهويته . والمطالبة بالاصلاح قد استغلت في تعديلات دستورية تأتي على نحو يناسب المخالفات لتصبح مباحة في النصوص ، ليأتي التعديل الأخير الخاص بتعيين الملك للقادة العسكريين معزولا عن بناء الدستور ومتناقضا معه ومغيبا لمبدأ المحاسبة وبالتالي مؤطرا بالنص للملكية الرئاسية . حتى اصبح النهج الأردني فريدا في الغرابة من بين دول الدساتير البرلمانية . وكل ذلك تحت وطأة غياب مؤسسية الحكومات وأولويات المصالح الخاصة للمنتفعين من البطانات وما أسماهم المؤلف بسلاطين الخفاء على حساب الإضرار بالملك ومصلحة الدوله . ويحمل المؤلف المسئولية في كل هذا الى الشعب أولا الذي كبا بعد صحوه غاب الخوف عن ساحتها ، ثم الى هؤلاء المستفيدين الذين أصبحوا ملكيين أكثر من الملك وأساؤا اليه عندما حولوا صلاحياته المحدودة والرمزيه الى سلطات مطلقه
يوضح المؤلف بلغته وقراءته القانونيتين ، بأن نصوص الدستور مكرسة لتثبيت ركائز ومتطلبات النظام البرلماني بملكية دستورية . فالنص صريح على ركيزته الأولى بأن الشعب هو مصدر السلطات وصاحب السلطه ، وهو الذي يفوضها وليس الملك . وصريح بأن منصب الملك مصدره التوارث ، والسلطة مصدرها الشعب . ليؤكد هذا على وعي النص في أن الشعب يعطي حق ممارسة السلطة للمجلس الذي ينتخبه بموجب قانون دستوري ، وهناك النصوص على صون الحرية الشخصية وحرية الرأي والتعبير ليكون المجلس معبرا حقيقيا عن ارادة الشعب . وهناك النص على تشكيل الاحزاب التي ترسخ هذا النظام وتؤطر العملية السياسية لتشكسل الحكومات من رحم الأغلبية في مجلس النواب حين يكلفها الملك الملتزم دون غيرها ، إذا ما فعلت مواد المتطلبات التي تهئ لتفعيل المادة 35 من الدستور وفي إطاره المتكامل ،وهي المادة التي يصر عليها سلاطين الخفاء والمنتفعين ، حرصا منهم على وجود السلطة الفعلية بيد الملك .
أما الفصل بين الملك والسلطة كركيزة ثانية ، فالملك بالنص والممارسه يمارس صلاحياته بإرادة ملكية تكون مرفوعة اليه من الحكومة أو من رئيس الوزراء والوزراء المختصين ، وهي في واقعها المفترض ممارسة من الملك لا تعدو (ومن الخطأ أن تعدو ) مجرد التوقيع على ما تعرضه عليه الحكومة من قوانين وقرارات ومراسيم وغيرها ، وتوقيعه بنص الدستور والممارسه يتلو تواقيعهم ومستندا إليها ، ولتصبح الاراده الملكيه وتتأكد بأنها ارادة الحكومه ، أما ارادة الملك فهي في توقيعه عليها . وإرادة الحكومة هنا تعبر عن ارادة الشعب كونها تحصل على ثقة مجلس النواب ممثل الشعب . وليس من الصواب استحلاب الثور حليبا فاسدا بتفسير خاطئ لكلمة هي ( تناط ) تفسير معزول يفرغ النصوص من مضمونها وينقلب على مقصد المشرعين وطبيعة النظام . إن الإناطة بالإرادة تعبر عن معناها النصوص المتكاملة ولا تعني أكثر من إصدار الإرادة الملكية على النحو الوارد في المادة 40 . ... فليس للملك سلطة التشريع ولا سلطة أخرى منصوص عليها بالدستور سوى سلطة منع نفاذ تعديله طبقا للمادة 126 ، وتجميد القانون لستة أشهر استنادا للمادة 39. ولكن للملك الحضور في كل السلطات والرمزية الوطنية وبروتوكولات الرؤساء والتقدير المميز . فهو رأس الدولة . وكل ذلك وأكثر أمنتها له مواد الدستور منها 27 ، 30 ، 31 32 ، 33 ،37 ، 38 ، 39 . وإن تفريغ النصوص من مضمونها هي التي جعلت الملك هو الأصل يتم التوجه إليه لاستيحاء توجهاته في غياب الرقابه .
وبناء على ذلك وعطفا عليه وانسجاما مع الركيزتين المار ذكرهما فقد حققت نصوص الدستور معطيات الركيزة الثالثه بتلازم السلطة والمسئولية ، عندما أخلت الملك من التبعة والمسئولية بحكم منطق ومضمون نصوص الدستور قبل حكم القانون . فالمسئولية ملتصقة بأصحابها صياغة وقرارات وتعليمات ، وبمنفذيها . والمادة 39 التي تخلي الملك من التبعة والمسئولية لم توضع من فراغ ولا إيحاء من الدستور أو المشرعين بعصمة الملك أو بفوقية له على القانون ، بل لأن الدستور لم ينط به مسئولية سياسية أو تشريعية أو تنفيذية حتى يحاسب عليها ، بل أن الدستور في مادته 49 قد أغلق الباب عليه وحذر المحجمين عن ممارسة اختصاصاتهم أو مفوضيها للملك بأن مثل هذا السلوك لا يعفيهم من المسئولية الدستورية والمحاسبه ، ولم يحمل هذه المسئولية وتبعاتها للملك حتى لو كان ممارسا لمسئوليات غيره . وفي هذا أيضا رفضا مسبقا للإنحراف عن النظام البرلماني أو الانقلاب عليه .
فهل تتحقق أمنية المؤلف بتلبية حاجتنا الى اصلاح حقيقي وتغيير جذري في النهج يؤسس لحكم يربط النظام السياسي بشعبه دون وسطاء بعيدا عن بطانة بقاء الحال ، ويعيد دستورنا لعائلته البرلمانيه في اطار الصياغة التوضيحية المقترحة لنصوص في الدستور في ضوء معالم الطرق المبحوثة في الكتاب ؟

التعليقات
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012