تدخين و أضراره

السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024

تدخين و أضراره

بقلم : عبير محمد سلامة النعيمات
15-04-2015 08:29 AM
أنعم الله علينا بصحة مفيدة تقينا من جميع الأمراض التي تؤثر على حياتنا وأجسامنا ، فيجب الحفاظ عليها ؛ لأن الله أوصانا بذلك ، ولكن الإنسان لم يقدّر ذلك و ساق تلك النعمة بيديه إلى التهلكة ، و مثال على ذلك ما أسميه أنا جريمة بحق نفسه وهي لجوئه إلى التدخين الذي يعدّ مدمراً للصحة ، فهذا الوباء انتشر بين الصغير و الكبير.
ولذلك سأتحدث في هذه المقالة عن التدخين ، فما هو التدخين ؟ و مما يتكون ؟ وما أثره على حياة المدخن ؟ وما أثره على حياة الأشخاص القريبين من المدخنين ؟ وما الطرق السليمة للوقاية منه ؟ وما دور المؤسسات الخاصة و العامة في التقليل من نسبة المدخنين؟ وما فائدة الإقلاع عن التدخين ؟
ما هو التدخين ؟
هو عبارة عن اشتعال مجموعة من الأعشاب الضارة التي تهدد صحة المدخن و القريبين منه و ذلك من خلال استنشاق الدخان المحيط بهم حيث يسمى هذا التدخين بالتدخين غير المباشر وله أضرار جانبية تعود على صحة مستنشق هذا الدخان .
ومما يتكون الدخان ؟
تتكون السيجارة الواحدة من مجموعة من الأعشاب الضارة و المسرطنة ، مثل :التبغ و النيكوتين و القطران و غيرها من المكونات الدقيقة المميتة .
وما أثره على حياة المدخن ؟
التدخين له أثر كبير على حياة المدخن حيث تودي بحياته إلى التهلكة مما يقلل من عمره و قوة جهازه الجهاز المناعي ، مما يساعد على دخول الفيروسات و البكتيريا الضارة جسم المدخن ، ومن الأمراض التي يتعرض لها المدخن : أمراض القلب و الرئة و الكلية و السرطان بأنواعه و خاصة سرطان الرئة ، وتضر أحيانا ببشرة الإنسان وأسنانه مما يؤدي إلى حدوث ركركة في أسنانه بحيث يجعلها لا تعمل بالشكل التي يجب أن تقوم به .
كما له آثار فتاكة على النساء الحوامل فهو يضر بالجنين و يصل أحيانا إلى اجهاضه.
وما آثره على حياة الأشخاص القريبين من المدخنين ؟
يعتقد بعض المدخنين أن التدخين له أثر سلبي على حياته فقط ولا يعلم أن له أضراراً سلبية و قوية على حياة الآخرين _ غير المدخنين _، فهي تودي أحياناً بحياتهم و تصيبهم بأمراض الربو و الرئة و غيرها من الأمراض الضارة ، لذا يجب على المدخنين الابتعاد عن الأماكن التي يتواجد فيها الأشخاص غير المدخنين للحفاظ على صحتهم من أي نكسة مرضية ، لذا ننصح غير المدخنين بالابتعاد عن المناطق التي يتواجد فيها المدخنون.

ما الطرق السليمة للوقاية منه ؟ وما دور المؤسسات الخاصة و العامة في التقليل من نسبة المدخنين؟
إن للمؤسسات العامة و الخاصة دوراً كبيراً في التقليل من نسبة المدخنين في المجتمع ، و ذلك من خلال تقليل نسبة صنع الدخان و رفع أسعارها بحيث لا يستطيع الفرد متوسط المستوى الاجتماعي شراءها ، ووضع مخالفات للمدخنين الذين يدخنون في المناطق العامة ، و إقامة محاضرات و دروس توعية و إرشاد لطلاب المدارس والجامعات و في المؤسسات العامة و الخاصة و ذلك لتوعية الفرد من أثر التدخين عليه و على الآخرين .
فإذا قامت المؤسسات بتنفيذ بعض الشروط على المدخنين سوف تقلل من نسبة الوفيات و من الأمراض الخطيرة التي تودي بحياتهم ، لذا نتمنى أن تقوم المؤسسات بتنفيذ القليل من هذه الشروط للوقاية و الحفاظ على صحة هؤلاء الأشخاص .
ما فائدة الإقلاع عن التدخين؟
إن الشخص الذي ينوي نية صادقة الإقلاع عن التدخين و عدم الرجوع إليه سيرى بعينيه تغيرات واضحة تقوده إلى سر سعادة لا تنتهي ، فهو بذلك ينعم بحياة أطول مليئة بالصحة و الحيوية ، وسيلاحظ تغيرات أفضل على مظهره و جلده ، و تصبح رائحته أزكى للآخرين ، و هو بذلك أيضا يوفر أمواله التي تذهب هباءً منثوراً من أجل شراء أشياء ضارة لا قيمة لها...
ومن خلال دراسة السنوات السابقة يتبين أن نسبة المدخنين تزداد و خصوصاً عند الأطفال ؛ فهم يعدّون التدخين عادة جيدة و تجعل منهم رجالاً ، أو يأخذون من هم أكبر منهم قدوة ، لكن لا يعلمون أنها تودي بحياتهم و تؤثر على صحتهم و خصوصاً عقلهم .
و نتمنى من العائلات أن توعي أطفالها من خطر التدخين و أثره على صحتهم ، و يجب على المدخنين الكبار الذين لا يريدون الإقلاع عن التدخين الابتعاد عن الأطفال ، و التدخين في أماكن مغلقة حتى لا يرونهم و يأخذونهم قدوة لهم .
وفي نهاية حديثي أتمنى من كل مدخن الإقلاع عن التدخين فوراً مهما كانت صعوبته في بادئ الأمر، ولكن مع قوة الإرادة و العزيمة و الإصرار سيتغلب على تلك الصعوبة حتى ينعم بحياة مليئة بالسعادة و الهناء و الرضا من جميع أطراف حياته فليس هناك ذنب يرتكبه بحق نفسه.