أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


لم يعد ممكناً!

بقلم : د.محمود احمد ذويب
16-04-2015 09:58 AM
الامور والاحداث الكبيره لا تحدث فجأه ولا صدفه ، اليهود عبر الامريكان تعودوا أن يوظفوا حكاماً ثم يرسلونهم الى جهنم ، واحياناً يرسلون الحكام الامريكان أنفسهم الى جهنم .
النظام العالمي الذي ساد بعد الحرب العالميه الثانيه سقط في عهد ريجان و تاتشر ، بسقوط الرأسماليه الاجتماعيه من خلال إنهاء دور النقابات العماليه.
الشيوعيه و الاشتراكيه و الاشتراكيه الديمقراطيه الاجتماعيه سقطت في أوروبا و بقية أنحاء العالم بسقوط الاتحاد السوفيتي
وبعد ذلك انطلقت الرأسماليه المتوحشه عالمياً ، و رأسماليه الابراج و المول في العالم العربي ، و كذلك رأسماليه غسيل الاموال و الدعاره و المخدرات .
مع قيام ثورة 1952م في مصر، أغلق الباب على مرحلة ، قتل عبد الناصر عام 1970م أغلق الباب على مرحلة أخرى ، وكلا المرحلتين لم تكونا عفويتين أو صدفه ، بل هما ضمن السياق .
في شهر ديسمبر 1990م ، أدركت أن العراق قد سقط ، وأن سقوط صدام حسين بات مسأله وقت ، وأن كان هذا الوقت قد امتد الى عام 2003م و هذا أيضاً ضمن السياق.
لم أكن وحدي الذي أدرك أن العراق قد سقط عام 1990م ، المارشال المرحوم حافظ الاسد أدرك ذلك أيضاً ، ولذلك أرسل 1000 جندي سوري الى حفر الباطن ، و قبض 10 مليارات دولار ، و قبض أيضاً على ناصية بيروت الشرقيه ، بعد أن فر الجنرال عون عبر السفاره الفرنسيه الى باريس، بعد أن تيقن أن العراق قد سقط مع أول قذيفه القتها طائرة ميغ 17 سوريه على بيروت الشرقيه ، ليعود بعد ذلك الى بيروت بمباركة سوريه ، ولكن بجواز سفر يحمل اسم ميشال نصر الله ، و لم تكن رسالة المرحوم حافظ الاسد الى صدام حسين بعد إحتلال الاخير للكويت سوى ذراً للرماد في العيون لاعمائها ، و ذراً للرماد في الضمير لإغفائه.
لا انكر أنني لم افهم ما حدث في تونس في حينه ، ولكني عندما بدأ الربيع العربي في القاهره ، أدركت أن ما حدث في تونس هو مجرد 'بروفه' لبقية الدول العربيه ، و أن النظام العربي بكامله قد سقط .
العراق سقط في يد إحتلال أمريكي إيراني تلفح بعباءه شيعيه مزوره ، قادته الى الفوضى التي لا نعرف أين و متى وكيف تنتهي ؟!!!!!
أدركت منذ بدية الازمة السوريه : 'وإن غالطت نفسي' أن سوريا قد سقطت ، وأن ما أكله المرحوم حافظ الاسد بيض عام 1990م سيخرجه ابنه بشار فراريج ، و ان نهاية النظام السوري و الرئيس بشار الاسد بات مسألة وقت، إلا اذا ظهر الامام المهدي (عجل الله فرجه) وعين الرئيس بشار الاسد والياً لدمشق ، أو كان الرئيس الأسد هو السفياني المنتظر(عجل الله فرجه) حتى نخلص ، وكل ذلك حسب الفلكلور الشيعي .

عندما إندلع الربيع العربي في اليمن ، أدركت ان المقصود هو السعوديه وليس اليمن، وعندما بدأت حركة الحوثيين بعد سقوط علي عبدالله الصالح ،أدركت أن مسألة سقوط النظام السعودي باتت مسأله وقت.
مع سقوط العراق ، ومصر ، و سوريا، سقط النظام العربي ، وانتهى عهد العرب بالدول ، لأن ما تبقى 'شوية فكه'
الاردن على ضآله حجمة و قله ضجيجه ، كان رئيساً تنفيذياً في كل ما جرى في العالم العربي منذ عام 1921م ، وكان دوره على غير ظاهره ، ولا نعرف متى ينتهي دوره و ربيعه.
منظمة التحرير الفلسطينيه على كبر حجمها و كثرة ضجيجها ، لعبت نفس الدور الاردني ، و قادتا معاً العرب الى مؤتمر مدريد وما تبعه.
لم يعد ممكناً أن أغالط نفسي فالسقوط هو القادم للجميع ، على المستوى العربي و العالمي ، نحن أمام حقبه جديده في تاريخ البشريه، قد تعيدنا في أحسن الاحوال الى العصر التنكي أو البرونزي !

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012