أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


مستشفى الأمير حمزة بين المقولة والمقال

بقلم : بدر الدين بينو
06-05-2015 09:57 AM
يعتبر مستشفى الأمير حمزة صرحا من صروح الخدمات الطبية في الأردن على نحو أصبح مفخرة لوزارة الصحة كوزارة ذات اختصاص ولجميع أبناء الوطن ولمن يعتبرون منتفعين من هذه الخدمات بصفة دائمة أو ممن تتطلب ظروفهم الصحية الانتفاع من خدماته بصفة طارئة ، وعليه فإني كنت أتوقع أن تكون للصحافة مرجعية فنية عند استقراء الأداء على معيار سمو الهدف وهو تقديم النصح ولفت النظر لبعض نقاط الضعف ( هذا إن وجدت ) بأرق الأساليب بعد انتهاج أرقها في كشف نقاط الضعف هذه والتي قد يكون مدعى بها ، وعلى ضوء هذه المقدمة البسيطة فقد أذهلني ذلك المنشور في جريدة ( الدستور ) بتاريخ 5 / 4 / 2015 حول مستشفى الأمير حمزة والذي تبين أن من قام بجمع المعلومات لتكون مادة للمقال الذي نشر قد أخطأ في الأسلوب ، فمن البديهي عند القيام بجمع المعلومات عن أي مؤسسة خدماتية كالمستشفيات اتباع خطوات يفترض أن تتسم بالذوقية والمصداقية مضافا إلى هذا وذاك ظروف وتوقيت جمع المعلومات ، فالعرف المهني للصحافة يقتضي التمييز بين البحث عن الحقيقة عن مؤسسة تتسم مهامها بالسرية كمؤسسات البحث الجنائي ومكافحة التهريب ومؤسسات ذات رسالة خدمية مفتوحة كالمستشفيات ، وقد أذهلني ما تم نشره حول مستشفى الأمير حمزة عندما تبين أن أسلوب التخفي والتستر دون الكشف عن الهوية الصُحفية للذين قاموا بهذا التحقيق ، ذلك أن الذي كان متوقعا هو إجراء مقابلة مع رئيس المستشفى كطبيب يعرف حجم مسؤولياته وحجم إمكاناته في الظروف العادية
والطارئة وبالتالي يقتضي أن يكون أي تحقيق صُحفي آخذا بعين الاعتبار تلك المعلومات الرسمية ، أما الأسلوب الذي اتبع في إعداد المنشور المشار إليه فقد اعتمد على افتراض الهدوء الدائم وعدم وجود ظروف طارئة خلافا للظرف الذي كانت تمر به المستشفى من استقبالها لعدد من المرضى تم تحويلهم من مستشفيات أخرى لظروف لم يتواضع الباحث في التعرف على حقيقتها كظرف الطارئ ما ترك الانطباع السلبي في نفسه بسبب غياب ممرضة لا يعلم أنها كانت مكلفة بالتعامل مع ظرف طارئ لا يعرف ظروفه كاتب المنشور في ذلك التاريخ ، أما أن يقوم عامل تنظيفات بالمعاونة في نقل مريض في هكذا ظرف طارئ فتلك مزية من مزايا عمال الخدمات عندما يقدمون جهدا إضافيا من خلال معاونة ممرضي وممرضات الطوارئ في نقل مرضى في ظروف طارئة ، لأنهم يعلمون أن رسالة المستشفى هي تقديم العون الطبي ، ومن مداخل العون الطبي إدخال المريض وبالتالي فإن المعاونة في نقل المريض من سيارة إسعاف لغرفة طوارئ لا ترقى لدرجة التشخيص وصرف الدواء بل هي حصرا في معاونة الطبيب وطاقم التمريض في الظرف الاستثنائي وليس في ذلك مؤشر لنقص بل مزية عند أهل المعرفة في الخدمة الطبية ، وحول توقيت زيارة المرضى والقول بأنها مفتوحة على مدار الساعة فذلك مؤشر جهل عند الناقدين ذلك أن من مصلحة المريض والهيئات الطبية العلاجية إبقاء مؤنس إلى جانب المريض كلما كان ذلك ممكنا ، ولأن التحقيق الذي نشر قد ذكر أن الزيارة مفتوحة على مدار الساعة فقد كان الظرف استثنائيا وليس عاديا وهو ما لم يكن واضحا لمن قام بالبحث كما أشرت ، وقد آلمني الإشارة إلى أن من يزورون بعد ساعات الزيارات الرسمية يعطون لبعض الموظفين المناوبين دينارا أو دينارين فإني أقول إن ذلك من باب الكرم وليس من باب الرشوة فنحن شعب نشأنا في أجواء الكرم واعتدنا على مد يد العون لمن يحتاج فإذا كان من يعطي كريما وله قريب مريض فمن المتوقع أن يصدر منه الكرم على موظف تعلم الحكومة حجم راتبه والغلاء الذي وصلت إليه البلاد والله وحده يعلم ظروف ذلك الموظف ، وحتى لو كانت الزيارة بعد الوقت
الرسمي فقد يكون الزائر لقريبه المريض على سفر في تلك الليلة أو يكون المريض قد تم إدخاله في تلك الليلة أيضا ما يشكل ارباكا للعائلة التي ترغب في الاطمئنان على مريضها فيزداد زواره في الليلة الأولى لإدخاله ، بعد كل هذا وذاك فقد تحقق لي أن أسلوب التحقيق الصحفي يحتاج لتوجيهات خبراء في الإعلام الصُحفي والمرئي والمسموع وحول فئات المواضيع والتي تشمل الخدمات التعليمية والصحية والبلدية والإنسانية ( رعاية الأيتام والأرامل والأطفال مجهولي الوالدين وخلافه ) كل هذا في الظروف العادية فكيف تكون التحقيقات الصُحفية في الظروف الاستثنائية ؟ هذا ما رأيت توضيحه حتى تكون وسائل الإعلام مرآة للحقيقة وليست وسيلة لإخفائها وليبقى مستشفى الأمير حمزة موضوعا لمقال يشار فيه لخدماته بإيجابياتها وليس لمقولة تشير لضعف غير موجود فيه

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
06-05-2015 08:59 PM

شكرا للكاتب الذي اوضح جودة ادارة مستشفى الأمير حمزة والتي تعتمد كل معايير الجودة في أداء رسالتها الأنسانية في مجال تقديم الخدمة الطبية .....................…

2) تعليق بواسطة :
06-05-2015 09:50 PM

نعتذر

3) تعليق بواسطة :
07-05-2015 07:28 AM

عادة لااحب التعليق....ولكن المقال المشار اليه وكما اعتقد لم يكن للتشهير والانتقاص ولكن للفت النظر الى وجود خلل.
مؤسساتنا الوطنيه كانت مفخره لكل اردني غيور،ولكن ليست دائما تسير بشكل جيد.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012