|
|
ادهم الغرايبة يكتب : "اوف"
بقلم : ادهم غرايبة
13-05-2015 02:34 PM ' اوف ' ليست تنهيدة طرب تقال عادة من قبل المسلطينين في أعقاب كل ' عتابا ' و لا تنهيدة تعب يطلقها كبا ر السن فحسب . بل هي لازمة يجب أن تلحق بكل إسم عربي خالص ليكسر من حدة عروبة الأسم , بحسب مقترح قانون يتم المساجله فيه في دولة طاجيكستان .
الرئيس الطاجيكي ' إمام علي رحمانوف ' إقترح مؤخرا قانونا يضبط تسمية المواليد في بلاده , فيمنع بموجبه إطلاق الأسماء العربية الخالصة في سياق محاربة الإرهاب الذي تتبناه تلك الدولة !.
دعك من أن اسم الرئيس ذاته عربي تماما في المقطعين الأولين و مكسور في المقطع الثالث بملحقة ' الاوف ' . ركز أكثر – عزيزي القارئ – في الصورة التي بات عليها العربي اليوم , ليس أمام عدوه التقليدي , بل أمام من هم ' أصدقاء ' و في دولة لا يقل عدد الملسمين فيها عن 90 % من عدد سكانها !.
إن كنت تُقَيم وضع العرب بناء على الصراع العربي – الصهيوني فنحن من الضحايا حتما , نستحق الشفقة و الدعم و التآييد , و يستحق المجرم الصهيوني أن ينتزع لقب الإرهابي بلا أدنى منافسة , فهو الذي سرق الأرض و نظم مذابح لا مثيل لها , لكنك إذا نظرت لمخرجات إنحراف ' الربيع العربي ' و الصراع العربي – العربي الذي يأخذ شكلا طائفيا طارئا فنحن إرهابيون و عبثيون و دميون من كل بد . الصورة التي رُسمت عن العربي أنه ثري بلا جهد و لا يحرم نفسه من كل متع الحياة , في الوقت الذي تكد فيه شعوب كثيرة و تنتج , و مع ذلك لا تقوى على ترفيه نفسها بالشكل الذي يفعله ' العربي المتخيل ', ليست صورة ظالمة تماما و نحن من لونها بالأسود .
ماذا و متى كان أخر إختراع قدمه العرب للإنسانية ؟! دعك من إجتهادات فردية يقدمها بعض العرب في بلاد ' الكفرة ' و لا يستطيعون حتى التفكير و البوح بها في بلادهم , أتحدث عن مجهود جماعي ترعاه دولة عربية تستطيع عبره دحض فكرة ان العربي كسول و غير منتج ! مليارات الدولارات التي تنفق منذ سنوات في بلادنا العربية وجهت للدمار و الهدم و التفرقة و تيتيم الاطفال و ترميل النساء و تمزيق قلوب الأمهات و لرعاية خراب شعوب شقيقة تشاركنا ذات اللغه و ذات الدين و ذات التاريخ و ذات المخاطر .
دعك من قصة لو أن ربع هذه الإمكانيات وجهت لتحرير فلسطين لتم الامر في أيام . لنكتفي بالقول لو أن ربع هذه الإمكانات وجهت لرعاية مشاريع زراعية في السودان لحققت الامة العربية اكتفائها الغذائي مثلا . لو أن بعض هذا المال رصد لتنمية الدول العربية الفقيرة لانهمك شباب العرب بالمصانع و المزارع و التعلم و قدموا شيئا مفيدا لأنفسهم و لأمتهم و للأنسانية و عفوا أنفسهم من لوثة التطرف و الرغبة في القتل و الدمار و الرغبة العارمة بالانتقام لشدة البؤس الذين يحاصرون به .
طاجيكستان إحدى دول آسيا الوسطى التي كان للعرب وجود فيها في الإبان الأموي , آسيا الوسطى التي شهدت ثورات تحرر للسكان الأصلين ضد النهج الطبقي الأموي- التي يبدوا ان تلك الدول تعاني من إرثها الى اليوم و تريد أن تنتقم منها بموضوع منع الاسماء العربية ! - بقيادة بعض العرب أنفسهم من أمثال ' الحارث بن سريج ' الذي قاد ثورة للمطالبة بالعدالة الاجتماعية زادت عن العقد من الزمن من أجل إنصاف أهل تلك البلاد من المسلمين , و قارع فيها ' اسد بن عبد الله ' و ' نصر بن السيار ' أخر ولاة الأمويين هناك . طاجيسكتان فقيرة و تشهد صراعات اجتماعية و سياسية و تعاني منن عصابات منظمة و لربما ان بعض ثوار الربيع العربي يفدون الينا من هناك أصلا بغض النظر عن أسمائهم !.
ليس صحيحا أن عدم تسمية الأولاد و البنات بالأسماء العربية يعني تلقائيا أن يأتوا للدنيا بعقول نيرة و أن لا يصبحوا مجرمين و أرهابيين , المسألة تتعلق بالمجتمع ذاته و بآفاق التنمية و المشاركة و توفير الفرص للشباب, قيم المجتمع العربي مسالمة في جوهرها , تحترم الكبير و تعتطف على الصغير و تحث على قيم الاخوة و الصدق و الإحساس بالأخرين , من السذاجة القول أن شخصا إسمه ' خالد ' سيكون مجرما, فيما شخصا أخرا إسمه ' جون ' سيكون ملاكا لمجرد ان اسمائهم هكذا , الذين قتلوا ملايين العراقيين و الفلسطينيين و اللبنانيين لم يحملوا اسماءا عربية في ' أغلبهم ' !
ما نراه اليوم في أغلب عالمنا العربي ليس سببه الحجاب و لا اللحية و لا الأسماء العربية حتما , سببه التهميش و العبث بالثروات الوطنية و التوريث السياسي لفئات لم تنجز شيئا و تعاقب غير ذوي الكفاءة. هذا فضلا عن أن ' الإبداع ' في القتل و الدمار و إنحراف غايات الربيع العربي ما هو إلا ثورة مضادة للتحرر ترعاها جهات خارجية لتنوب عنها في تمزيق اوطاننا . لهذا من الظلم حقا ربط العرب بالإرهاب حتى و إن إرتكب بعضهم الخطايا .
لا تعليق لي على قرار الرئيس الطاجيكي بخصوص تسمية أبناء شعبه و منع الحجاب , فهذا شأن يعنيهم . ما يعنينا صورتنا نحن العرب , ليس أمام ' الطاجيك ' بل أمام أنفسنا نحن أولا !
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
|
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012
|
|