أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


مطويّة " الدّستور" .. كُسرت الأقلام وجفـّت الصّحف

بقلم : بدر الدين بينو
26-05-2015 09:36 AM
(2 ـــ 5)
أموال الضمان بحاجة إلى ضمان!!

كنت أقرأ منذ قريب رسالة كسرها واضعها على ما أخبر به الصّادق المصدوق، محمد بن عبدالله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن علائم السّاعة وأشراطها.

.. وكان ممّا علق في الذاكرة، وجعل يتراءى لي في يقظتي ومنامي، قول سيد الخلق: 'إذا وسد الأمر إلى غير أهله؛ فانتظر السّاعة'.

ولقد تعلمُ وأعلمُ أن هذا الحديث لو ذهبنا ننزله على ما يجري في 'الدستور' كان يحق لنا أن نردد مقالة إبي القاسم ـ عليه السلام ـ صباح مساء، لا يفتر اللسان ولا يكل.

هل تعلم أن هذا الصرح الباذخ (!!)، والركن الشامخ (!!) صار أثرا بعد عين، بعد أن كان يزخر بالموظفين صحفيين وفنيين وإداريين، صار ملاعب للجان ومعازف للغيلان، ما يذكرني برائعة (ت. س. إليوت) 'الأرض الخراب'.

خراب؛ لأن عدد طابعي الجريدة الان أربعة أشخاص فقط لا غير!!
خراب لأن أكثر محرري 'المحليات' يغلقون هواتفهم، رافضين فكرة الوجود في مقر المطوية.
خراب لأن عدد صفحات 'الاقتصاد' يقتصر على صفحة واحدة، في حين أن عدد المحررين يتجاوز الستة، هذا عدا المندوبين.
خراب لأنه تم اليوم ترفيع أحد المندوبين في الاقتصاد إلى سكرتير تحرير ٍ في حين أن الحاجة غير موجودة لهذا الترفيع، إلا جبران الخواطر، وتحسين (cv) الشخص المعني.
خراب لأن أحبار الطباعة جعلت المطوية 'الدسنور' أشبه بصحف الثمانينيات أيام الزنكوغراف.
خراب لأن كثيرا من المفصولين تمت إعادتهم إلى أعمالهم بعقود، فجمعوا بذلك بين راتب التقاعد المبكر وراتب العقد المرتفع.
خراب لأن الالية التي تدار بها الجريدة ماليا واداريا وتحريريا هي الية مغرقة في البراغماتية واللا ( أدرية).
يسوسون العبيد بغير عقل
وينفذ أمرهم ويقال ساسة

خراب لأن كم الصحفيين الأميّين (لا شهادة ولا فك حرف) اكثر من الهم على القلب؛ محسوبيات وطبطبات ومنافع وخواطر.

خراب لان جهاز المكرو فيلم (100) ألف دينار، مازال ملقى في الارشيف قد افسدته الاتربة، لعدم قدرة الموظف ـ بعد التدريب ـ على تشغيله، 100 الف من اموال المساهمين ذهبت الى سلة النفايات!!!!

وبعد كل هذه المرارة..

فليس أبعدَ في الضلالة، ولا أعظمَ في الفـِــرية ( اي : الافتراء)، ولا أقبحَ في العُرف، ممن انتحل أمرا، أو تحلّى بوصف، هو عنه بمعزل ومنأى، قضية قررها الصّادق المعصوم منذ أمد، حيث قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ ” المتشبع بما لم يعطً، كلابس ثوبي زور”.
إذا تأملت ذلك؛ فإن نسبة الأقاويل الى اصحابها، وردّ الكلام الى اهليه، منقبة ضاعت ـ او تكاد ـ في زمان غابت فيه القيم، وانقلبت في طياته الموازين، بحيث لا تجدها الا في كتاب، او تحت تراب (اي : مات اصحابها ).
وبعد ذلك؛ فإني أثناء زيارتي دمشق، منذ خمس سنوات خلت، قصدت المكتبة الظاهرية فيها، وإني لفي تـــَـــطوافي، إذ وقعت لي نسخة نادرة من كتاب “كليلة ودمنة” لصاحبه فيلسوف الهند، بيدبا.
واعجب العجب؛ والصيام في رجب، ان هذه النسخة مغايرة لجميع النسخ ـ على اختلاف طبعاتها ـ الموجودة في ايدينا.
وتسألني : وكيف كان ذلك ؟
فأقول : هاؤم اقرأوا كتابيه …
” قال كليلة لدمنة وهو يعظه، وينصح له، ويقضي حق الله فيه : لقد ساءني منك يادمنة المسارعة الى الباطل، وتمويه الحقائق، والتصرف في اموال الناس، كانها مال متوارث، وحق مكتسب، الا تخشى ان ينزل بك، ويحل عليك، ما نزل وحلّ بمساهمي “الدستور”؟؟
قال دمنة ـ وقد علت وجهه دهشة ـ : مساهمو “الدستور” .. وكيف كان ذلك؟!
قال كليلة : زعموا (اي : قالوا )، انه كانت هناك شركة اعلامية كبرى، ذات مطبعة تجارية، قد ملأت الدنيا، وشغلت الناس، بصوت حسن، وصيت احسن، وقد استمرت على هذه الحال زمنا طويلا، حتى تسلم زمامها اناس لم يقدروها حق قدرها، لا من الناحية الادارية، ولا من الناحية التحريرية، الامر الذي ادى الى خسارة فادحة في قيمة السهم، وبالتالي انعدام مردوده على جماعة المساهمين (اي : الغلابة).
بقيت “الدستور” في تدهور وانحطاط اربع سنوات متتالية عجاف (2007، 2008، 2009، 2010)، الى ان اصبح وضع الرأس في الرمال حماقة، وصار كشف المستور حقا واجبا، وحتما لازما، على كل من ملك لسانا ينطق، وعقلا يفكر، وقلبا يخفق، وقلما يخطّ، لأجل ذلك؛ تحركت اكبر جهة حكومية مساهمة في “الدستور”، اعني “المؤسسة العامة للضمان الاجتماعي”، المالكة لأكثر من 30% من اسهم الشركة، فقامت بردّ موازنة عام 2010، التي لم تختلف قيد شعرة في مضمونها، وارقامها، وخسائرها، عن السنوات الثلاث الماضية (2007، 2008، 2009)، على الرغم من انها هي المسؤلة من قبل ـ بمباركة مندوب مراقب عام الشركات السابق ـ عن اعتماد موازنة السنوات الثلاث المشار اليها، وهي المسؤولة ـ ايضا ـ عما آلت اليه حال “الشركة الاردنية للصحافة والنشر/ الدستور”، فلماذا كانت الموازنة من قبل مباركة مقبولة، واصبحت ـ في الـ (2010) ـ مردودة مرذولة؟؟
قال دمنة : عجبي .. ولماذ كان ذلك؟!
قال كليلة: اذا عرف السبب، بطل العجب، و .. “رجب حش صاحبك عنــّي”.. السبب يا عزيزي أن “مؤسسة الضمان” كانت تمثل بوساطة مندوبين من خارج اسوار المؤسسة، وفقا للوائح الداخلية، والانظمة الخارجية، اما الان، ـ ومن خلال شركة “راما” الاستثمارية، التابعة للضمان، والتي اشترت اسهمه من وراء جدار ـ فقد تم تمثيل الضمان من خلال اسوار المؤسسة، ومن غير ما مخالفة للوائح والانظمة، لذلك كانت المراقبة من قبل اشبه ما تكون بـ”الطبطبة” لان المال السايب يعلم (…..)، اما الان فالمراقبة حقيقية، من قبل ابناء المؤسسة، الذين هم مؤتمنون على اموال مشتركي الضمان، اعني الشعب بأطيافه وطبقاته.
لما تمّ ذلك، وولّى زمن “الطبطبة”، والعزايم، والمكافآت، والتنفيعات، والسفرات، ووو …..، انكشف المستور، وقام المراقبون برفع تقرير سلبي عن حال الشركة، اداريا، وماليا، وتحريريا، الامر الذي استوجب تدخل الحكومة، ممثلة بوزير الصناعة والتجارة، بصفته الوظيفية، حيث قام بحلّ مجلس الادارة السابق، النخر، المتآكل، الذي أكل عليه الدهر وشرب، ومع ذلك، لم يسقط بالتقادم، بل سقط بالفساد،
تم تشكيل لجنة مؤقتة برئاسة معالي الدكتور أمين مشاقبة، لحين انتخاب مجلس ادارة جديد، صالح، حريص، أمين، واخطأ وزير الصناعة والتجارة السابق بتعيين السيد رئيس تحرير الصحيفة المسؤول، نائبا لرئيس مجلس الادارة، ما يعني ـ حكما ـ بقاء الامر على ماهو عليه.
قال دمنة : هذا والله أمر حسن.
قال كليلة : الكلام يادمنة بأواخره، والعبرة بالمآلات والخواتيم، فاصبر حتى اعلمك بقية الحديث.
قال دمنة : هات ماعندك هات … يارشيق الحركات.
قال كليلة : جاء اليوم الموعود، وشاهد ومشهود، وظن الخلق ان الفرج آت، لكن ..
كان ماكان مما لست اذكره ..
فظن شرا ولا تسأل عن الخبر.
امتنع ممثلو الضمان عن تسجيل حضورهم، لئلا يكتمل النصاب القانوني للجلسة، متناسين المساهم الاكبر ( مشتركي الضمان)، مطّرِحي مصلحة الشركة، وصغار مساهيميها، وراء ظهورهم، ودَبْر آذانهم، وتحت أقدامهم، على الرغم من تحذير د. ياسر العدوان، في كلمة مسجلة، تسربت الينا عن طريق مصادرنا الخاصة، فحواها (( بحكي على 2011، في خسارة في 2011، اذا استمرت هذه الخسارة في 2012، حكما قانونيا، بموجب قانون الشركات، بدي اذهب الى ابعد من مجرد إنّي افكر بقضية بقاء الشركة، او عدمه))، انتهى كلامه بحروفه.
فلماذا يا ضمان تعطل انتخابات كانت مقررة في 25/10/2011، فقط لارسال رسالة مضمونها، ((اذهب انت ورهطك فقاتلا، انا ههنا قاعدون))، والامر الينا، ومقاليده الينا، ومبتداه الينا، ومنتهاه الينا، وليذهب مشتركو الضمان، وصغار الكسبة والمساهمين الى الجحيم “.
حقا وصدقا .. ان اموال مشتركي الضمان بحاجة الى ضمان، ويجب على 'الصندوق' ان يحاذر فلا يغامر باموال السواد الاعظم من دافعي الضرائب.
وهنا ظهرت خروم وثقوب في النسخة النادرة، التي وقفت عليها في “ظاهرية دمشق”، فعلمت ان دمنة ادركه الصباح، فسكت عن الكلام المباح.
وللحديث بقية….

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
26-05-2015 02:14 PM

كل الشكر لسعادتك يا بينو لكشفك المستور حول خبايا وخفايا الدستور والتجاوزات المالية وافساد المسرطن في ادارتها الأدارية والمالية والتحريرية وانا مدين لك باعتذار اتمنى ان تقبله مني فقد كنت تدافع عن الحق وكنت انا ادافع عن باطل من خلال سجالاتنا ونقاشاتنا ولك العتبى حتى ترضى وانني والله فوق ما ظظت وتظن لكن لم يكن باليد حيلة وانت اكثر تعلم ذلك لكنني الآن واعذرني واشد على يدك لك كل ما تريد

2) تعليق بواسطة :
28-05-2015 08:16 PM

سلمت يداك يا ابو شادي فحقيقة الدستور مأساة والله وربنا يكون في عون الموظفين الغلابا والمساهمين الصغار

3) تعليق بواسطة :
28-05-2015 08:30 PM

نعتذر

4) تعليق بواسطة :
29-05-2015 02:13 AM

قررررررررررررررررررررربت

5) تعليق بواسطة :
30-05-2015 09:18 PM

سعادة ابو شادي اعتقد بأن الدستور تهاوت وبحاجة الى اداره جديدة في التحرير والأدارة المالية والفنيه واذا بقي الحال على ما هو عليه فالزوال آت لا ريب فيه فماذا انتم صانعون

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012